لا بدّ أنك التقيت خلال حياتك بشخص يتفاخر بنفسه أمامك بقدرته على تحريك أذنيه، ولربما تساءلت عن سبب عجزك عن القيام بذلك مراراً. فالجواب ببساطة أنه يمتلك عضلة في الجزء العلوي من الأذن ولم تعد موجودة لديك وهي كانت تساعد الإنسان سابقاً على تركيز الأصوات البعيدة.

فالبشر يتطوّرون مثل جميع الكائنات الحية على وجه الأرض، وهنا لا نتكلم عن نظرية داروين بأن الإنسان أصله قرد، غير أن مع التطور الذي نعيشه تكاد بعض أطرافنا تفقد أهميتها ما يجعلها عرضة للإختفاء مع مرور السنين. فما هي أبرز الأجزاء التي قد تختفي في جسم الإنسان مستقبلاً؟

البداية من أضراس العقل التي كان يستخدمها أسلافنا لمضغ الأطعمة الصعبة، إلا أن طفرة جينية حدثت قبل آلاف السنين أدّت إلى ضمورها ومعها تقلّص حجم فك الإنسان. لهذا بات ثلث البشر يولدون بدون أضراس عقل ومن بقيت هذه الجينات داخله يعاني اليوم من نمو غير سليم لأضراس العقل.

أصابع القدمين ستتغير أيضاً، إذ أن الإنسان الحديث بات يجد توازنه بالإتكاء على أصبع القدم الكبير بعكس أسلافنا الذين كانوا يتكئون على خط منتصف القدمين. وهذا ما يرفع من نسبة اختفائها أو تقلص حجمها مستقبلاً تماماً مثل عضلة بالمارس الموجودة اليوم لدى 11% من البشر فقط.

تتزايد الأعضاء التي قد تختفي مستقبلاً من جسد الإنسان يوماً بعد يوم، من حلمات الذكور وشعر الجسم وغيرها من الأعضاء الداخلية، ليبقى فقط ما يصبّ لمصلحة الإنسان الحديث واحتياجاته!