حققت الباحثة المصرية ناهد أسامة في جامعة ووهان في الصين إنجازا ضخما، حيث ابتكرت طريقة علمية جديدة لتسهيل قياسات الاستشعار من بعد ورصد جميع بياناتها في دقائق معدودة، ما يمثل نقلة كبيرة في هذا المجال ويقلل تكلفة دراسة الوضع الجغرافي للمساحات المطلوبة للمشروعات القومية.
وتم نشر نتيجة ما توصلت إليه في مجلة "Geospatial Information Science" العلمية المرموقة بالصين، كما سلطت وسائل الإعلام الصينية الضوء على هذا الإنجاز.
وبحسب أسامة، فإن المشكلة تكمن في الحصول على بيانات مرجعية دقيقة على نطاق واسع لتقييم نماذج الارتفاعات الرقمية، لأن المسوحات الميدانية الأرضية غالبًا ما تكون غير عملية أو باهظة الثمن، خصوصا بالنسبة للمناطق الكبيرة الواسعة التي تحتاج تصاريح أمنية ووقتا ومجهودا أكبر.
ومن هنا جاءت فكرة البحث الذي عملت عليه أسامة اذ بتكرت طريقة جديدة وفعالة
أدت لتحسين دقة بيانات الليدار المجمعة بواسطة القمر الاصطناعي أيس سات 2، والتي ترصد ارتفاعات سطح الأرض وارتفاعات الغطاء النباتي. وتتراوح الطريقة الجديدة دقتها من عشرات السنتيمترات إلى بضعة أمتار لتصل إلى 74 % من دقتها الأصلية بعد التحسين.
وأكدت أسامة أن هذه الطريقة الجديدة تعد بديلا قويا للبيانات الأرضية المرصودة بواسطة أنظمة تحديد المواقع العالمية مثل الـ "جي بي إس"، وبديلا أيضا لبيانات الليدار المرصودة جويا من الطائرات. وتجدر الاشارة الى أن الليدار عبارة عن أجهزة تستخدم أشعة الليزر في التصوير عن طريق إرسال أشعة ليزر إلى الهدف وارتداد الأشعة مرة ثانية، فيتم تحديد الزمن وتحويله إلى مسافات، ومنها نستطيع تحديد الارتفاعات.
أهمية اقتصادية
وأوضحت أسامة أنه يترتب على بحثها نتائج اقتصادية مهمة سواء للباحثين في مجالات الاستشعار من بعد أو القطاعات الأخرى. هذا ويوفر البحث مبالغ باهظة لتجميع بيانات الليدار الجوي بواسطة طائره مخصصة، كما يوفر الوقت والمجهود اذ يمكن خلال دقائق معدودة تحميل بيانات الليدار من القمر الاصطناعي ومعالجتها من دون الحاجة لأي ترتيبات مسبقة.
وشددت أسامة على أن هذا البحث يعتبر فرصة ذهبية لكل باحث أو مستخدم يريد الحصول علي بيانات ليدار متجددة وعالية الدقه مجانا لتقييم أي مشروع بحثي أو المشاريع القومية التي تحتاج مساحات شاسعة لإقامتها ولأي مكان في العالم.