تسارعت عمليات إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب من السودان من قبل دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا، في وقت تتواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أكثر من أسبوع.
وأفاد شهود وكالة فرانس برس بأن أصوات إطلاق الرصاص ودوي الانفجارات وتحليق الطيران الحربي تتواصل في الخرطوم، وتطغى على ما عداها، لاسيما دعوات التهدئة المتكررة والتي جاءت أحدثها الأحد من البابا فرنسيس.
وترافق تسارع إجلاء المواطنين الأجانب، مع تزايد المخاوف على مصير السودانيين متى انتهت هذه العمليات. ووصلت الأحد الى جيبوتي طائرتين عسكريتين فرنسيتين تحملان زهاء 200 شخص من الرعايا الفرنسيين وجنسيات أخرى جرى إجلاؤهم من السودان، وفق ما أفادت الخارجية الفرنسية.
"متعبون.. متوترون"
وأوضحت المصادر الفرنسية أن عمليات الإجلاء "شديدة التعقيد" وقد تمتد ليومين.وقالت إن من تمّ إجلاؤهم كانوا "متعبين، متوترين، لكنهم كانوا مرتاحين كثيرا لوصولهم الى برّ الأمان". كما كانوا "منهكين على الصعيد النفسي نظرا لما مرّوا به"، الا أن حالتهم البدنية كانت جيدة نسبيا رغم معاناتهم كسكان الخرطوم، من نقص المواد الغذائية والمياه.
ولم تحدد المصادر الفرنسية جنسيات من تقوم باريس بإجلائهم. الا أن أثينا أوضحت أن من بينهم "مجموعة من المواطنين اليونانيين" تشمل "اثنين مصابين بجروح"، وأكدت هولندا أن عددا من رعاياها كانوا على متن الرحلة.
السودانيون من دون حماية
وفي حين استخدمت أطراف عدة الإجلاء جوّا، اعتمدت أخرى الخيار البرّي.
وأظهرت لقطات مصوّرة حصلت عليها وكالة فرانس برس قافلة من سيارات رباعية الدفع عائدة للأمم المتحدة، تغادر الخرطوم نحو مدينة بورتسودان بشرق البلاد.
وأفاد مصدر كان ضمن القافلة بأن من كانوا فيها يحملون جنسيات دول أوروبية وآسيوية وإفريقية وغيرها.
وتابع المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه "أنا من سيراليون. في الواقع، العالم كله كان على متن هذه القافلة".
وأفاد شهود بسماع أصوات معارك وإطلاق نار في الخرطوم وضواحيها، يرافقها تحليق طيران حربي. وتسبّبت الغارات الجوية والقصف المدفعي حتى الآن بإغلاق "72 في المئة من المستشفيات" في مناطق النزاع، وفق لجنة أطباء السودان. في الشوارع، يمكن رؤية آثار الاقتتال: أعمدة كهربائية على الأرض، محال تجارية محترقة، ودخان يتصاعد من هنا وهناك.
وكان طرفا القتال أعلنا الجمعة وقفا لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام لمناسبة عيد الفطر، ثم تبادلا الاتهامات بخرقه.