انشغل الداخل اللبناني بالحراك السعودي المفاجئ والذي تمثل بمغادرة السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري الى الرياض على عجل بعد أن الغى مواعيده التي كانت محددة سابقاً ناهيك عن تزايد الحديث عن اجتماع سعودي رفيع يطرح الملف اللبناني ويناقشه من كل جوانبه ذلك في مرحلة ما بعد الاتفاق الايراني السعودي.
فماذا وراء الإجتماع الرفيع المستوى الذي سيعقده في الرياض ويجمع البخاري بمستشار الديوان الملكي نزار العلولا وهو المكلّف إدارة الملفّ اللبناني ووزير خارجية المملكة العربية السعودية فيصل بن فرحان؟
أيام مفصلية
يؤكد الباحث والمحلل السياسي السعودي نايف الوقاع في حديث لـ"جسور" ان لبنان يقف عند مفترق طرق فإما يبادر المسؤولون الى اغتنام الفرصة المؤاتية أو تذهب الخيارات نحو منحى آخر متحدثا عن قوّة فاعلة تضمّ السعودية والولايات المتحدة وفرنسا وايران قد تذهب نحو فرض على لبنان حلول في الأيام المقبلة".
وبما أن الملف اللبناني كان في صلب المحادثات الايرانية السعودية فلا يستغرب الوقاع عودة السفير البخاري الى الرياض لمناقشة التطورات في ضوء جولة على المسؤولين اللبنانيين في بيروت استمزج في خلالها البخاري الآراء.
لا استجابة
ويتابع الوقاع: خلال الفترة الماضية حاولت السعودية كثيرا وبعثت برسائل مباشرة للقيادات اللبنانية لانتزاع المبادرة لكن من دون جدوى وتقع على عاتقهم مهمة إصلاح بلدهم والحد من الفساد المستشري أوالضغط على حزب الله لوقف التدخل في الشؤون الداخلية للدول ودعمه الارهاب وتهريب المخدرات وحين لم تلق الرسائل الاذان الصاغية بادرت المملكة ودول الخليج لاتخاذ اجراءات عقابية ضد لبنان بإيقاف عمليات التصدير مع لبنان".
الممول الرئيسي لحزب الله "خضع للمملكة"
وبحسب الوقاع: "الموقف واضح اليوم ولبنان أمام فرصة ثمينة قد لا تتكرّر للضغط على حزب الله وأخذ المواقف منه لأنه في أضعف حالاته ويواجه ضغطاً من كل الجهات، ومموله الرئيسي خضع للمملكة العربية السعودية ووقّع اتفاقية وهذا أيضا يُعطي رسالة أخرى ان المملكة تصبر ولكن للصبر نتيجة فعندما فشل اللبنانيون وتمادى حزب الله ، تجاوزت المملكة هذا كله وعقدت صفقة مع الممول الرئيسي لحزب الله وبالتالي سيخضع لإرادة ايران وستفرض عليه الحلول بالقوة".
ويختم الوقاع: "رأينا كيف تبدلت تصريحات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وكيف اعترف مباشرة بأن المملكة هي التي تقود المنطقة بينما كان في السابق يرى أن أعظم إنجاز هو في التاريخ ليس محاربة اسرائيل وليس تنفيذ أجندة للمرشد الايراني وإنما هي سبّ المملكة العربية السعودية والنيل من قيادتها بألفاظ مسيئة".