يُحيي العراقيون خلال هذه الأيام الذكرى العشرين لانطلاق غزو العراق واحتلاله عام 2003، من قبل تحالف دولي قادته الولايات المتحدة وبريطانيا، للإطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين، بذريعة امتلاك بلاده أسلحة دمار شامل ودعم تنظيمات إرهابية.
وأنهت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية نظام صدام حسين، الذي حكم العراق 24 عامًا بقبضة من حديد، ونتيجة للغزو الأميركي للبلاد عام 2003، قتل اثنان من أبنائه في حين شرد باقي أفراد الأسرة في مختلف البلدان العربية.
وفيما يلي نستعرض أبرز المعلومات عن عائلة الرئيس العراقي الأسبق وما تبقى منها، وفي أي مكان تقطن تلك العائلة في الوقت الحالي؟
معلومات عن عائلة صدام
وتشير بعض المصادر، إلى أنّ الرئيس العراقي الأسبق تزوج ثلاث مرات، أشهرها زوجته الأولى ساجدة خير الله طلفاح، التي اقترن بها صدام حسين عام 1963 وأنجبت له ابنيهما عدي وقصي، وثلاث بنات هما رغد ورنا وحلا، وفرت ساجدة بعد الاجتياح الأمريكي، إلى الأردن مع بناتها، ثم انتقلت للعيش في قطر مع ابنتها الصغرى.
ولدى صدام حسين، على حد قول حفيدته حرير حسين كامل، 15 حفيدًا، منهم من يقيم في المملكة الأردنية، وكذلك هي وأمها (رغد) وخالتها (رنا)، فيما تعيش الجدة، والخالة الصغيرة (حلا) في ضيافة دولة قطر.
ولرغد ثلاثة أبناء هم علي وصدام ووهج بالإضافة إلى ابنتين هما حرير وبنان، أما رنا فهي أم لثلاثة أولاد هم أحمد وسعد وحسين وابنة واحدة هي نبعة.
وقالت حرير ابنة رغد: "من بين الدول الغربية التي عرضت الاستضافة لعائلة صدام حسين هي المملكة المتحدة البريطانية، بشرط عدم ممارسة أي عمل سياسي، بالإضافة لإجراء لقاء تلفزيوني مع رغد مع الإفادة بأنها كانت متضررة في ظل حكم الرئيس، ولكنا رفضنا كعائلة التشهير بالرئيس".
عشيرة صدام ما تزال تدفع الثمن
وكشف فلاح الندا، نجل شيخ عشيرة "البوناصر"، التي ينتمي إليها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، عن أسباب شتات أهالي العوجة قائلاً "هناك عوائل أخرى لم يُسمح لها بالعودة إلى ديارها، مثل أهالي جرف الصخر، لكن مصيبتنا تبدو استثنائية بالنظر لقربنا من الرئيس الراحل صدام حسين".
وأضاف الندا من مقر إقامته في إقليم كردستان، أنَّ "النظام الجديد وضعنا في خانة الأعداء الدائمين، ولا يجد الندا ما يبرر منع عودتهم سوى إرادة الانتقام".
وبسؤاله عن ظروف العوجة الآن، قال الندا "تحوّلت إلى ثكنة عسكرية يسيطر عليها فصيل تابع للحشد الشعبي".
ومنذ 2014 الذي شهد صعود تنظيم داعش الإرهابي وسيطرته على أجزاء واسعة من محافظات غرب وشمال العراق، من بينها محافظة صلاح الدين، نزح أكثر من ألف عائلة من العوجة، مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وتوزَّعوا في شتات الأرض، حيث لجأ قسمٌ كبير منهم إلى إقليم كردستان، وبعضهم ذهبَ للعيش في مدينة تكريت، وهناك من فضّل الهجرة إلى الخارج.
ثروة تقدّر بالمليارات
وعام 1999، احتل حسين المرتبة السابعة على قائمة "فوربس" لأغنى رؤساء الدول في العالم، بصافي ثروة يقدر بـ 6 مليارات دولار، وفقاً لوكالة "أسوشيتيد برس".
وبعد أربع سنوات، قدّرت المجلة أن ثروة حسين تبلغ نحو ملياري دولار، ورغم أنها أقل من تقديرات "فوربس" السابقة، فإنها لا تزال تقارب أربعة أضعاف ثروة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية.
وبحسب "فوربس"، قيل إن صافي ثروة الملكة بلغت 525 مليون دولار في عام 2003، ونسبت المجلة ثروة صدام إلى النفط وإلى عمليات تهريب مزعومة كان يسيطر عليها نجله عدي.
وأفادت تقارير في عام 2003 بأنه أثناء وجود حسين في السلطة، قام ببناء 100 قصر و"مساكن فاخرة لكبار الشخصيات" مزيّنة بالرخام والذهب في جميع أنحاء العراق لعائلته وعشيقاته وأصدقائه ومسؤولي الحزب. وقدرت الاستخبارات الأميركية تكلفة البناء الإجمالية بنحو ملياري دولار، من دون إدراج نفقات التأثيث.
وذكرت وثائق صادرة عن الأمم المتحدة أن صدام امتلك ثمانية مجمعات رئيسية تحتوي على أكثر من 1000 مبنى وتغطي نحو 32 كيلومترًا مربعًا (12 ميلاً مربعًا) في المجموع. وتضمنت المباني قصورًا فاخرة وفيلات ضيوف أصغر ومجمعات مكاتب ومستودعات.
وفي أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، أدخل حسين بلاده في حرب استمرت ثماني سنوات مع إيران، تشير التقديرات إلى أنها أودت بحياة أكثر من مليون شخص من كلا الجانبين.
وقبل الغزو الأميركي للعراق، تمت إزالة أكثر من مليار دولار نقدًا من البنك المركزي العراقي في ليلة واحدة بواسطة 6 الشاحنات العسكرية، حسبما ذكرت صحيفة "ذا غارديان" نقلاً عن معلومات استخباراتية من بغداد.
واكتشف فيما بعد أن نجل حسين الثاني، قصي، أمر بسحب المال، وتم اكتشاف معظم الأموال في نهاية المطاف في أحد قصور حسين.