تتجه الجماعة الاسلامية في لبنان نحو مرحلة جديدة سواء على صعيد دورها السياسي او علاقاتها مع القوى المقاومة في لبنان وفلسطين.
وقد كشف الامين العام للجماعة الشيخ محمد طقوش عن الخطوات في خلال لقاء حواري في مركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي بحضور حشد من الشخصيات الفكرية والسياسية والدبلوماسية والاعلامية.
وبحسب طقوش فإن دور الجماعة الاسلامية في العمل المقاوم كان أساسيا وأن هناك اليوم تعاوناً وثيقاً مع حركات المقاومة (لم يحدد من هي) وهناك تراكم في القوة داعياً الى تشكيل جبهة عريضة لمواجهة المشروع الصهيوني في العالم لانه الاخطر في العالم وهذا المشروع يضعف يوما بعد يوم وهو يتعرض للقصف من جنوب لبنان ويكون رده ضعيفا وعلينا ايلاء القضية الفلسطينية الاولوية اليوم لانها القضية الاهم وعلينا التعاون مع كل من يعمل من اجل القضية الفلسطينية .
ويستعد المكتب السياسي في الجماعة لاطلاق مبادرة وطنية داخلية لمعالجة الاستحقاقات الداخلية والعمل لازالة الخلافات بين القوى السياسية مع التقارب حتى مع الذين تختلف الجماعة معهم الى جانب البحث عن المشتركات مع الجميع ولسنا بديلا عن أحد.
ورحب طقوش بالاتفاق السعودي – الايراني وبعودة سوريا الى الحضن العربي مؤكدا استعداد الجماعة لتعزيز العلاقة مع ايران والسعودية وانه ليس لديها مشاكل مع هاتين الدولتين وان المطلوب الاستفادة من المتغيرات الاقليمية والدولية لبناء مشروع جديد لخدمة شعوب المنطقة ونحن مع التعددية وحق الاختيار ولسنا مع العنف الداخلي بل مع المشروع الاصلاحي رغم الظلم الذي تتعرض له الحركات الاسلامية.ورغم اعتراف الشيخ طقوش بوجود مشكلات وتحديات عديدة امام الحركات الاسلامية اليوم في العالم العربي فإنه دعا الى إطلاق مشروع اسلامي واضح وصريح ويحدد المواقف من كل القضايا الاشكالية مثل الموقف من الديمقراطية ودور المرأة .وحاول الشيخ طقوش التملص من مسؤولية الجماعة الاسلامية عن الأحداث التي حصلت في صيدا الاسبوع الماضي بسبب منع النزول الى البحر بلباس المايو والاشكالات التي حصلت مع الداعمين لذلك، بشنه هجوما قاسيا على من يقف وراء ما حصل معتبرا أن من حق أبناء صيدا الدفاع عن وجهة نظرهم ورفض الاساءة لما سمّاه الذوق العام في المدينة.
حوار مع الأمين العام للجماعة الاسلامية يكشف خفايا كثيرة منها أن الجماعة الاسلامية في لبنان تتجه في المرحلة المقبلة الى تعزيز دورها في لبنان والمنطقة، سواء على الصعيد السياسي أو الدور المقاوم أو العلاقة مع قوى المقاومة وأن مرحلة التذبذب في الموقف السياسي انتهت والجماعة ستكون من ضمن جبهة عريضة لدعم القضية الفلسطينية واعطاء الاولوية لهذه القضية، كما أنها ستعمل لتصفير المشاكل الداخلية والخارجية، دون أن يعني ذلك أنها ستكون من ضمن محور معين ضد آخر، لكن مواقفها ستكون أكثر وضوحًا وهي ستدعم التسويات القائمة في المنطقة سواء على صعيد العلاقات العربية – الايرانية أو عودة سوريا للحضن العربي أو معالجة الملفات الساخنة.
فهل سنكون أمام نسخة جديدة من الجماعة الاسلامية في المرحلة المقبلة؟ وكيف ستترجم الجماعة دورها في العمل المقاوم في المرحلة المقبلة، خصوصا مع إشارة الشيخ طقوش الى ضرورة العمل لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والجماعة لها حضور قوي في منطقة العرقوب وكان لها وجود مقاوم في هذه المنطقة؟ وماذا عن علاقات الجماعة مع حزب الله وسوريا وايران والسعودية وتركيا؟كلها أسئلة مهمة ستطرح امام قيادة الجماعة ومؤسساتها في ظل وجود قيادة جديدة فاعلة وحيوية وحريصة على تحويل قوة الجماعة الى حضور فاعل على الصعيد السياسي والشعبي؟.