دقت أوكرانيا ناقوس الخطر بعد اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزم موسكو نشر أسلحة نووية "تكتيكية" في بيلاروسيا ودعت الى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، فيما اعتبر الناتو والاتحاد الأوروبي قرار بوتين تصعيدا خطيرا. أما الرئيس الروسي فلم يحرك ساكنا وغرد خارج السرب نافياً تأسيس تحالف عسكري مع الصين متهما الغرب بالسعي لتشكيل "ناتو عالمي".
وفي السياق، اعتبر الصحافي الروسي والمحلل السياسي المهتم بقضايا الشرق الأوسط ديمتري بريجع لـ"جسور" أن العالم يشهد عودة الحرب الباردة وسباق التسلح مستبعدًا أي مواجهة مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة نظرًا للوضع العام الذي تمر به المنطقة.
اجتماع طارئ
وعن الاجتماع المرتقب لمجلس الأمن، يرجح بريجع طرح ملفات عدة أبرزها وضع نظام جوي وتعزيز الانتشار العسكري على الحدود الأوروبية الروسية، ناهيك عن استمرار الضغط على روسيا من دون فرض حزمة جديدة من العقوبات في المرحلة الراهنة لأنها فشلت في تغيير مسار الحرب."
هذا وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان انتظار كييف إجراءات فعالة من قبل المملكة المتحدة والصين والولايات المتحدة وفرنسا لمواجهة الابتزاز النووي الذي يمارسه الكرملين".
وطالبت بعقد اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي من أجل هذا الغرض"، داعية مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي للضغط على بيلاروسيا من خلال تهديدها بـ"عواقب وخيمة" إذا قبلت نشر أسلحة نووية روسية.
نفي روسي
ونفى بوتين أن تكون روسيا والصين تعملان على تأسيس تحالف عسكري مؤكدا أن التعاون العسكري بين البلدين "يتسم بالشفافية"، واتهم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) بالسعي إلى تشكيل "محور" جديد قال إنه يشبه إلى حد ما تحالف ألمانيا وإيطاليا واليابان إبان الحرب العالمية الثانية. وأضاف بوتين أن أستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية على استعداد للانضمام إلى "حلف شمال الأطلسي العالمي".
وهنا يرى بريجع أن "تأسيس تحالف عسكري روسي – صيني لا يصب في مصلحة بكين كون ذلك سيؤدي الى خسارة الأسواق الأوروبية والدخول في عزلة صينية من الناحية التجارية. اذا تحاول بكين اعتماد سياسية متوازنة مع الأطياف كافة من خلال الحفاظ على العلاقات التجارية مع الغرب وتعزيز التعاون المشترك مع روسيا".
اتهام أوكرانيا
ميدانيا وفي عملية داخل العمق الروسي، ضربت مسيّرة أوكرانية محملة بالمتفجرات مدينة كيرييفسك جنوب موسكو ما أدى الى جرح 3 أشخاص، فيما اتهمت موسكو كييف بالوقوف وراء الهجوم الذي يعد الثالث خلال العام الحالي داخل الأراضي الروسية.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء وخدمات الطوارئ عن مصدر بإحدى وكالات إنفاذ القانون قوله إن طائرة مسيرة أوكرانية كانت وراء انفجار وقع الأحد وأدى إلى إصابة 3 أشخاص وتضرر 3 مبان سكنية بإحدى المدن الروسية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه تم التمكن من تعطيل نظام الملاحة في هذه المسيرة قبل محاولتها استهداف تولا، وقالت إن المسيرة من طراز "تي يو-141" (TU-141) وتتبع القوات الأوكرانية.
ولم ترد كييف حتى الآن على طلب للتعليق، ونفت في السابق تأكيدات روسية بأن طائراتها المسيرة، المعروفة أيضا باسم "يو إيه في"، دخلت المجال الجوي الروسي وألحقت أضرارا بالبنية التحتية المدنية.