تصاعدت التوترات بين أرمينيا وأذربيجان إثر إقامة أذربيجان نقطة تفتيش حدودية في ممر لاتشين، وعليه فتحت الخطوط الاميركية على مصراعيها وأجرى وزير الخارجية الاميركية أنتوني بلينكين بتاريخ 30 أبريل/ نيسان الماضي،محادثات هاتفية مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف مشددا على أهمية فتح ممر لاتشين للنقل الخاص والتجاري ذلك يوم من تواصل هاتفي أجراه بلينكين مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في 29 ابريل/نيسان الماضي
فبعد ممر لاتشين عادت قضية ممر زانجيزور اليوم الى الواجهة من جديد وبات موضع الخلاف الرئيسي بين باكو ويريفان، وترغب أذربيجان بإقامة ممر عبرها إلى نَخجِوان (المتعارف عليه عندنا بنقشبنديا )، وهو ما ترفضه أرمينيا بشكل قاطع وقد صرحت طهران بأن محاولات إنشاء ممر جديد غير ممر زانجيزور، لعزلها عن أرمينيا خط أحمر بالنسبة لها. حيث تفوح رائحة الحرب الإيرانية الأذربيجانية من الجوّ، وفي حالة حدوث مثل هذا الصراع، فإنّ تركيا، التي دخلت في تحالف عسكري سياسي مع أذربيجان، لن تكون قادرة على البقاء جانبًا مما يحرج روسيا حليفة تركيا وايران.
ممر زانجيزور
يساعد ممر زانجيزور (Zangezur corridor )على ربط جزء "البر الرئيسي"من أذربيجان بجمهورية (ناختشيفان Nakhchivan Autonomous Republic أو نقشبنديا) المتمتعة بالحكم الذاتي وكذلك مع تركيا، ويسود الاعتقاد الشعبي بين الكثيرين بأنها مدينة النبي ابراهيم.
يسمح هذا الممر لباكو بتجنب الاعتماد على إيران، التي تتواصل عبر أراضيها مع تركيا، وستنشئ تركيا، الحليف العسكري والسياسي والاقتصادي الأقرب لأذربيجان، من خلاله جسراً، وسيساعد هذا الممر بتطوير التجارة في الفضاء المشترك وصولاً إلى الصين. وسيسمح لها الممر أيضًا بالتخلص من الاعتماد على إيران والدخول بشكل مستقل إلى أسواق آسيا الوسطى.
وينص بيان وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا في كاراباخ في 10 نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2020 على أنه "يجب إلغاء حظر جميع الروابط الاقتصادية والنقل في المنطقة".
ووفقًا لبنوده، تعهدت أرمينيا بضمان المرور من دون عوائق بين دول المنطقة، وتعهد حرس الحدود الروسي بمراقبة ذلك. ليس لدى روسيا أي شيء ضد ممر زانجيزور لأنه سيتيح لموسكو الوصول المباشر إلى تركيا حيث أصبحت العلاقات مع هذا البلد الذي لم ينضم إلى معظم العقوبات المناهضة لروسيا مهمة للغاية في نظر الكرملين مع تحول تركيا إلى بوّابة نحو العالم الخارجي لرأس المال الروسي.
وقد زاد حجم التبادل التجاري بين الدول خلال السنوات الماضية، بحسب بعض المصادر، بما يقارب الضعف. إذا سيطرت قوات حفظ السلام الروسية على هذا الطريق، أو بأية حال، شاركت بالسيطرة عليه، ومن الواضح أن هذا يناسب روسيا.
ايران والتواصل مع الخارج
لكن اقفال الممر سيكون عقبة فعلية لإيران بالتواصل مع الخارج والوصول إلى ارمينيا مكان التهرب من العقوبات الغربية.
ومع ذلك، هناك مخاوف في طهران ويريفان من أنّ ممر زانجيزور الذي تسيطر عليه القوات الأذربيجانية أو الروسية، سيفصل إيران عن أرمينيا. والأخيرة بدورها، ستُحرم فعليًا من الدعم العسكري المحتمل لإيران.
بالنسبة للإيرانيين، لا يتعلق الأمر بالجغرافيا السياسية فحسب، بل بالاقتصاد أيضًا، كونها تخضع للعقوبات إذ تستخدم طهران الشركات والمؤسسات الأرمنية للتجارة مع دول الاتحاد الأوروبي متجاوزة العقوبات.
ويشير الباحث الإيراني في مركز أبحاث في برلين حميد رضا عزيزي في بوابة qafqazinfo.az الالكترونية الى أن ممر زانجيزور "سيكون كارثة جيوسياسية لإيران".
وكان السفير الإيراني لدى أرمينيا عباس بادشخان زهري قد علّق على ممر زانجيزور بالقول: "لن تسمح إيران وأرمينيا بإنشاء أي ممر آخر بمحاذاة ممر زانجيزور. إيران وأرمينيا كانتا وستكونان جارتين. بالطبع ، يمكنك ملاحظة بعض الحيل ، حيث يتحدثون عن بعض الممرات المزعومة. ومع ذلك، لن تسمح إيران وأرمينيا بإنشاء مثل هذا الممر.
وتشدّد إيران على أنّه لا ينبغي أن ننتظر مجيء أحد يفكر بإنشاء ممر جديد، على سبيل المثال، حتى نقرر بعد ذلك الموقف الذي يجب أن نتخذه. يجب ألا نسمح بذلك. "يحتاج البلدان إلى اتخاذ زمام المبادرة وتحديد الإجراءات والخطوات الجديدة .