أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان "داعش - ولاية خراسان" في بيانين عبر وكالة "أعماق " التابعة له، مسؤوليته عن ثلاثة تفجيرات استهدفت حركة "طالبان" شرق أفغانستان. اذ قام عناصر من داعش بتفجير أربع عبوات ناسفة مستهدفين آليات تابعة لحركة طالبان في منطقة جلال آباد عاصمة ننغرهار، احدى أبرز معاقل مقاتلي تنظيم داعش في أفغانستان. واسفرت التفجيرات الأربعة عن إصابة أكثر من 35 عنصرًا لطالبان. هذا وأعلن التنظيم سابقًا مسؤوليته عن اعتداء دامٍ في مطار كابول في 26 أغسطس الفائت أسفر عن أكثر من مئة قتيل بينهم 13 عسكرياً أميركياً. وتعد هذه الاعتداءات الأولى بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في 30 أغسطس/آب وسيطرة حركة طالبان على السلطة في البلاد.
روسيا تستعيد نفوذها في آسيا الوسطى
استضافت دوشانبي، عاصمة طاجكستان قمتين لمنظمتي "معاهدة الأمن الجماعي" و"شنغهاي للتعاون" بغية توحيد الجهود مع الدول الأعضاء في المنظمة والمنظمات الدولية الأخرى بشأن القضية الأفغانية و"تذليل الهواجس الأمنية" بحسب قول المجتمعين. وأعلنت قمة "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" التي تقودها روسيا، إجراء مناورات عسكرية واسعة لقواتها على حدود طاجكستان مع افغانستان بدءًا من الشهر المقبل ووضع خطة للتحرك في حال تدهورت الأوضاع على حدود البلدين. هذا وأعربت قمة المنظمة عن رغبتها في اعتماد الوسائل السياسية لتسوية الأوضاع في أفغانستان، وتذليل كل الهواجس الأمنية التي تقلق الدول المجاورة، مع وجود موقف مشترك برفض وجود لاجئين أفغان، أو إقامة قواعد أجنبية على أراضي الدول الأعضاء في المنظمة. وتحرص روسيا دومًا على دورها كقوة فاعلة على صعيد دول آسيا الوسطى خصوصا مع وصول طالبان للسلطة ما يتيح لها التوسع بنفوذها أكثر جنوبًا. اذ تحتاج موسكو الى ضمانات تؤمن استقرار بلدها ومنع الجماعات المتطرفة من العبور من أفغانستان الى روسيا وأوزبكستان وتركمانستان، مع احتمال عدم دعم الأقلية الطاجيكية في أفغانستان وقادتها عسكريًا، وعدم السماح لهم بمواصلة المقاومة ضد النظام الجديد في كابل. وأوضحت روسيا أنها لن ترحب بأي استئناف للوجود العسكري الأميركي في آسيا الوسطى، مشيرة أنه قد يجذب المتشددين الإسلاميين، وشدد الكرملين على الحاجة إلى تعزيز منظمة معاهدة الأمن الجماعي. وتضم المنظمة 3 دول من آسيا الوسطى، هي طاجكستان التي لها حدود طويلة مع أفغانستان، وقيرغيزستان وكازاخستان، ودول أخرى سوفياتية سابقة هي روسيا وبيلاروس وأرمينيا، الأكثر بعداً عن أفغانستان، كما أن دولتين في آسيا الوسطى، هما أوزبكستان وتركمانستان، تشتركان في الحدود مع أفغانستان، لكنهما ليستا عضوين في المنظمة، وتأسس تحالف منظمة معاهدة الأمن الجماعي عام 1992، وتسعى موسكو منذ سنوات عديدة إلى تعميق التكامل العسكري للدول الأعضاء.قلق إيراني - طاجكستاني حيال الوضع في أفغانستان
لا تزال طاجكستان قلقة حيال نشاط طالبان وانعكاسات الوضع في أفغانستان على امنها الداخلي. ودعت طاجكستان خلال اجتماع مشترك لمنظمة شنغهاي للتعاون منعًا لتفاقم الكارثة الإنسانية في أفغانستان. واعتبرت خلال القمة ان الازمة الغذائية ستتجاوز في المستقبل القريب حدود آسيا الوسطى وتكتسب بعدا عالميا مع الهجرة القسرية للمواطنين الأفغان كما شددت طاجكستان على ضرورة أن تبدأ دول المنظمتين حوارا غير رسمي مع الحكومة الأفغانية الجديدة،
لكشف النيات الحقيقية لطالبان، فضلا عن إرساء رؤية مشركة لضمان الاستقرار الإقليمي، وتوفير الإمكانية لتأسيس العلاقات التجارية مع أفغانستان من جديد.
ولطالما اهتمت إيران بتطورات وقضايا أفغانستان سواء بسبب الحدود المشتركة بين البلدين او القواسم المشتركة ثقافيا وتاريخيا والعلاقات الواسعة مع الشعب الأفغاني، مع وجود ما يقارب من 3 ملايين لاجئ أفغاني في إيران.
الا ان العلاقة بين الطرفين شهدت توترات وخلافات كثيرة أدت الى دعم إيران ضمنيا احتلال الولايات المتحدة لأفغانستان والإطاحة بحكومة طالبان. هذه العلاقات المتوترة تبدلت، اذ غذى التعاون بين إيران وطالبان العداء المشترك لقوات التحالف المدعومة من الولايات المتحدة التي احتلت أفغانستان، فاستضافت طهران في السنوات والأشهر الأخيرة قادة طالبان وممثلي الحكومة الأفغانية. ومع سيطرة طالبان على كابل، فإن إيران تبدو حذرة حيال طالبان، لكن آراء المسؤولين الحكوميين والجماعات السياسية الإيرانية بشأن طالبان تأخذ اتجاهين. الاتجاه الأول في طهران يضم جزءا من الحكومة والجماعات المقربة للمحافظين يعتقدون أن طالبان طردت الولايات المتحدة من أفغانستان بسبب قتالها ومقاومتها ضدها، ويمكن لإيران التعامل معها. أما الاتجاه الثاني ويمثله المقربون من الإصلاحيين فيعتقدون أن طالبان ليست سوى جماعة أيديولوجية سلفية وأنه لا ينبغي التعامل معها بما يعزز احتكارها للسلطة في أفغانستان.
وتعتبر طهران ان العلاقة مع طالبان ستعتمد على سلوك الأخيرة وكيفية حكمها وما إذا كانت ستحرم الأقلية الشيعية من حقوقها بموجب دستور عام 2001 وكذلك الناطقين بالفارسية، وما إذا كانت ستأخذ بعين الاعتبار طلب إيران دعم الجماعات المتطرفة والانفصالية التي تعمل في المناطق الحدودية بين البلدين.