جدد حزب الكرملين، حزب "روسيا الموحدة"، حصوله على الأغلبية الدستورية في مجلس الدوما بحصوله على ثلثي مقاعد المجلس، إلا أن المعارضة أكدت تعرّضها للتزوير. فهل يحتفظ الحزب الحاكم بالأغلبية اللازمة لتعديل الدستور من دون الحاجة إلى دعم من التشكيلات الأخرى؟
حزب بوتين يتصدّر انتخابات مجلس الدوما
حصل حزب "روسيا الموحدة"، على الأغلبية الدستورية في مجلس الدوما بالبرلمان الروسي بحصوله على ثلثي المقاعد في الانتخابات التي انتهت أمس الأحد، وفقا لما أكدته مصادر من الحزب الحاكم (حزب الرئيس فلاديمير بوتين) إلا أن المعارضة أكدت تعرّضها للتزوير. وأشار أندريه تورتشاك، أمين المجلس العام للحزب الحاكم للصحافيين إلى أن الحزب سيحصل على ما مجموعه 315 مقعداً في المجلس المكون من 450 عضواً وبذلك يحتفظ الحزب الحاكم بالأغلبية اللازمة لتعديل الدستور من دون الحاجة إلى دعم من التشكيلات الأخرى.الانتخابات بلا مفاجآت
أقفلت مراكز الاقتراع أبوابها مساء الأحد، وانطلقت عمليات فرز الأصوات في انتخابات أعضاء مجلس الدوما (مجلس النواب، الغرفة السفلى بالبرلمان الروسي) في دورته الثامنة، والتي استمرت 3 أيام من 17 إلى 19 سبتمبر/ أيلول بمشاركة 14 حزبا. وبالتزامن معها تجري في البلاد الانتخابات المباشرة لرؤساء 9 أقاليم، بالإضافة إلى انتخابات 39 مجلس نواب محليا. بعد فرز نحو 68% من الأصوات، أظهرت النتائج الأولية لانتخابات مجلس الدوما، تقدّم حزب "روسيا الموحدة" الحاكم وحصوله على نسبة 49% من الأصوات.وبحسب النتائج الأولية، يتجه حزب "روسيا الموحدة" للحصول على أكثر من 300 مقعد في مجلس الدوما.فيما احتل "الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية" المرتبة الثانية بنسبة أصوات بلغت 20.44%، فيما يحصل الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي" على 7.75% من الأصوات، وفي المرتبة الرابعة يأتي "حزب روسيا العادلة-من أجل الحق" وحصل على 7.45%، وفي المرتبة الخامسة "حزب الناس الجدد" بنسبة أصوات بلغت حتى الآن 5.60%.ويتطلب الوصول إلى مجلس الدوما تجاوز الأحزاب المشاركة في الانتخابات عتبة 5% من أصوات الناخبين.نسبة الإقبال
سبق أن أعلنت لجنة الانتخابات الروسية، أن نسبة إقبال المقترعين في انتخابات مجلس الدوما، تجاوزت الـ 40% واستمرت عملية الاقتراع هذا العام على مدى ثلاثة أيام متتالية، مع منح الناخبين فرصة للإدلاء بأصواتهم عبر الإنترنت. وأكدت لجنة الانتخابات المركزية في روسيا أن نسبة الإقبال على انتخابات الدوما (الغرفة الأدنى لبرلمان البلاد) بلغت 40.49%. وفيما يلي آخر المعطيات بشأن نسب الإقبال في انتخابات مجلس الدوما والبرلمانات المحلية في عدد من المناطق الروسية الأخرى: إقليم بريمورييه - 35.06% إقليم خاباروفسك - أكثر من 42% جمهورية بورياتيا - 38.26% مقاطعة إيكوتسك - 33.72% مقاطعة كيميروفو - 69.87%لا انتهاكات جسيمة في الإنتخابات الحالية
منذ بدء الإنتخابات في البلاد، أعلن رئيس الإدارة العامة لحماية النظام العام والتنسيق مع السلطات التنفيذية في وزارة الداخلية ميخائيل دافيدوف أن الإدارة لم تسجل حتى الآن "مشكلات تذكر تخص سير الانتخابات أو انتهاكات جسيمة كفيلة بالتأثير على الانتخابات".فقد سُجّل 750 بلاغا يخص سير العملية الانتخابية، مضيفا أن نحو 5,8 ألف بلاغ تلقتها الوزارة منذ بدء الحملة الانتخابية بحسب المسؤول الّا أنه أوضح أن هذا "الرقم يقل مرة ونصف عن الرقم المسجل في الانتخابات البرلمانية السابقة عام 2016".تعهّد بالتحقيق في حوادث تدخّل واشنطن في الانتخابات الروسية
في 10 سبتمبر/ أيلول استدعي سفير الولايات المتحدة في موسكو جون ساليفان، إلى وزارة الخارجية الروسية، حيث قدّم له نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف، أدلّة تشير إلى انتهاك التشريعات الروسية من قبل "غوغل" و"تويتر" عشية الانتخابات البرلمانية، رافضا"أي تدخل في شؤون البلاد."
وخلال لقاءات عدة في البيت الأبيض، أعلن السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف أن البيت الأبيض طلب من موسكو تقديم معطيات إضافية أكثر تفصيلا عن حوادث تدخل في الانتخابات الروسية من قبل الولايات المتحدة و"وعدوا بالتحقيق فيها"، إضافة إلى قيام وزير مستشار السفارة الروسية بزيارة وزارة الخارجية الأميركية، حيث قدم للجانب الأميركي جميع المطالبات الروسية بهذا الصدد. أما في شأن حوادث التدخل من قبل موقعي "غوغل" و"تويتر"، فذكر أنطونوف أن المسؤولين الأميركيين ادعوا أن لهذين العملاقين الإعلاميين سياسات خاصة بهما ولا تستطيع الحكومة التأثير عليهما.
وفي تطرقه إلى المواد التي قدمها الجانب الروسي إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية، أشار السفير إلى أن "هناك مواد تنشرها الموارد المختلفة تعرقل بصورة جدية - إن لم نقل إنها تقوض - إمكانيات مواطنينا في تحقيق حقهم الدستوري في أداء واجبهم المدني".