كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" عن أن المسؤولين في الجيش الاسرائيلي لا يريدون مفاجآت كما حصل في عملية "حارس الأسوار"، لافتة إلى أنه، على خلفية الوضع الأمني، سيجري الجيش الإسرائيلي والشرطة مناورة واسعة النطاق، من المتوقع في إطارها إغلاق طريق وادي عارة للمرة الأولى.
ونقلت "إسرائيل هيوم" عن ضابط رفيع في الشرطة قوله "نحن في حالة استنفار متوسطة إلى مرتفعة مع التشديد على كل ما هو مرتبط بالأمن الداخلي والإخلال بالنظام، بما في ذلك الجاهزية لكل وضع من التهديدات الخارجية".
ولفت الضابط إلى أنه "ستكون هناك خارطة طريق، سنعرف تحريك آليات الطوارئ بأمان وستكون هناك قوات مساندة، ولن يكون هناك وضع تتحرك فيه آليات في إسرائيل وهي تعرض نفسها للخطر".
أحداث محتملة
لكن بحسب العميد الركن الدكتور اللبناني هشام جابر، ان "إسرائيل تجري مناورات عسكرية تشترك فيها جميع الأسلحة، وتحاكي تطورات عسكرية محتملة سواء أكانت حربا شاملة أم محدودة بحسب تقديرات القيادة العسكرية، وهدف المناورات عادة هو تدريب القوى العسكرية على التصدي والتنسيق بين الأسلحة المختلفة أرض جو وإظهار القوة، وبعث رسائل إلى الداخل لطمأنة الناس ورفع معنوياتهم، كذلك بعث رسائل إلى الخارج لعرض العضلات".
وقال جابر في حديث لـ"جسور"، "لكن هذه المرة الخطر المحتمل الأول هو استعداد إسرائيل لمعركة محتملة مع قطاع غزة، نظرا للتوتر الحاصل على الجبهة الجنوبية والأحداث التي تجري داخل فلسطين المحتلة مع احتمال ضئيل بالتصدي لصواريخ قد تنطلق من جنوبي لبنان".
كما أشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي يعاني من ضعف في دفاعه الجوي خصوصا في التصدي للصواريخ رغم امتلاكه أسلحة متطورة، فإسرائيل لا تستطيع حتى الآن إسقاط 40% من الصواريخ الموجهة ضدها سواء من غزة أو من جنوب لبنان".
وعن الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، لفت جابر إلى أن الأخيرة لم تتعامل معها إلا بالرد المدروس وبإطلاق مدفعية على المنطقة التي أطلقت منها هذه الصواريخ، فإسرائيل تعمدت ألا تقصف مناطق آهلة بالسكان في جنوب لبنان حتى لا تفتح جبهة شمالية مع حزب الله، كما لاحظنا أن إسرائيل لم تطلق صواريخ مضادة لأن الأمر مكلف، وبناء على تجربتها، هي تعرف مسبقا نوعها وهدفها وانها صواريخ متخلفة".
وكانت قد شهدت منطقة الساحل في جنوب مدينة صور منذ حوالي أسبوع، توترا أمنيا بعد إطلاق صاروخين باتجاه إسرائيل.
وأشارت الوكالة الوطنية اللبناينة للإعلام أن "مجهولين أطلقوا صاروخين من المنطقة الواقعة بين بلدتي القليلة - المنصوري، في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأعقب عملية إطلاق الصواريخ رد إسرائيلي، حيث أطلقت مدفعية العدو الإسرائيلي عشرات القذائف من عيار 155 ملم مستهدفة مناطق متفرقة في وادي عين الزرقاء الواقعة بين بلدتي طيرحرفا وعلما الشعب ومنطقة وادي حسن بين بلدات شيحين وزبقين ومجدلزون والمنطقة الواقعة بين بلدتي ياطر وزبقين إضافة إلى منطقتي حامول ووادي الرب غرب طيرحرفا".
إغلاق شامل
أما في الضفة الغربية وقطاع غزة، قررت إسرائيل فرض إغلاق شامل، بدءاً من يوم الثلاثاء وحتى صباح الجمعة، وهي الفترة التي ستحيي فيها الدولة العبرية عيد تأسيسها إلى جانب ذكرى قتلى المعارك، وذلك بناء على تقييم الوضع الأمني وتوجيهات المستوى السياسي بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وأكد الجيش أن إعادة فتح الحواجز ورفع الطوق الأمني سيكونان "رهناً بتقييم الوضع". وبحسب القرار، فإنه خلال فترة الإغلاق، لن يكون المرور ممكناً من الضفة وغزة إلى مناطق "48" إلا في الحالات الإنسانية والطبية والاستثنائية، وبموافقة خاصة من منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
وجاء قرار الإغلاق بعد يومين من تنفيذ فلسطينيين عملية قتلا في خلالها حارس أمن مستوطنة "أريئيل" شمال الضفة الغربية، وهي عملية عززت معها إسرائيل جهودها الأمنية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه أنهى رسم خرائط منزلي منفذي العملية في "أريئيل"، في خطوة ترمي إلى هدم المنزلين، بحسب الإجراء المتبع، وأنه اعتقل 12 من المطلوبين، وأنه صادر أسلحة في مناطق مختلفة.
وقال ناطق عسكري إن قوات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام وشرطة الحدود تقدموا "نحو مراكز عدة في أنحاء الضفة الغربية لاعتقال المشتبه فيهم الضالعين في نشاطات معادية، ومصادرة أسلحة غير قانونية، بما في ذلك قرية قروات بني حسن والجلزون ومركة وصانور".
وحددت القوات، بحسب البيان، "منزلي كل من يحيى مرعي ويوسف عاصي، اللذين نفذا عملية إطلاق النار على مدخل مستوطنة (أريئيل) وقتلوا هناك الحارس غوليف دانيئيل فياتشيسلاف".