في عملية تبنّتها إيران، قُتل بقصف صاروخي وطائرات مسيّرة، شخصان ينتميان إلى الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني المعارض، في إقليم كردستان شمال العراق.
واستهدف القصف عدّة مواقع لأحزاب كردية إيرانيّة معارضة تندد باستمرار بقمع التظاهرات في إيران.
وقال الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني في بيان، إن "قوات الجمهورية الإسلامية الإيرانية هاجمت قواعد ومقرّات الحزب بالصواريخ والطائرات المسيرة"، في إشارة إلى قصف استهدف منطقة كويسنجق غرب أربيل، مضيفًأ أنه "استنادًا إلى المعلومات الأولية استشهد شخصان، وأُصيب عدد آخر" من عناصر الحزب.
وتسبّب القصف أيضًا بأضرار ودمار مبانٍ في منطقة زركويز على بعد نحو 15 كلم من مدينة السليمانية حيث توجد مقار عدّة أحزاب كردية إيرانيّة معارضة يسارية مسلحة، لا سيما حزب كومله - كادحو كردستان.
10 ضربات
وتصاعد الدخان الأبيض من الموقع الذي تعرّض للقصف وتوجّهت سيارات الإسعاف إلى المكان، فيما كان السكان يغادرون منازلهم. وأضاف أن طبيبة من الحزب كانت تقوم بمعالجة جرحى إصاباتهم طفيفة في الموقع.
وقال القيادي في كومله- كادحون عطا ناصر سقزي، في حديث لـ"فرانس برس"، إن "أماكن تواجد مقراتنا في زركويز تعرّضت لعشر ضربات طائرات مسيرة".
وتعرّضت منطقة شيراوا في محافظة أربيل كذلك للقصف. وقال رئيس حزب الحرية الكردستاني – الإيراني المعارض حسين يزدان، إن "مقراتنا في منطقة شيراوا التابعة لمحافظة أربيل تعرضت لقصف من جانب إيران".
من جانبه، أعلن التلفزيون الإيراني الرّسمي أن "القوات البرية للحرس الثوري استهدفت عدة مقرات لإرهابيين انفصاليين في منطقة شمال العراق بصواريخ دقيقة ومسيّرات مدمِّرة".
توتّر شديد
في الأيام الأخيرة، استهدفت ضربات إيرانية أكثر من مرة مواقع حدودية في كردستان العراق، شمال أربيل، بدون أن تسفر عن أضرار ملحوظة.
وتأتي هذه الضربات في سياق توتر شديد تشهده إيران، حيث تخرج مظاهرات ليلية يومية منذ وفاة الشابة مهسا أميني منتصف سبتمبر/أيلول بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران.
وتتّخذ أحزاب وتنظيمات معارضة كردية إيرانية يسارية من إقليم كردستان العراق مقرًأ لها، وهي أحزاب خاضت تاريخيًا تمردًا مسلّحًا ضدّ النظام في إيران على الرغم من تراجع أنشطتها في السنوات الأخيرة.
لكن هذه التنظيمات لا تزال تنتقد بشدّة الوضع في إيران على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى سبيل المثال، فإن حزب كومله الكردي الإيراني، الذي خاض تاريخيًا تمردًا ضد النظام في إيران، ينشر بشكل يومي مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ومعلومات بشأن التظاهرات التي تشهدها إيران منذ عشرة أيام، بعد وفاة أميني.