في الاسابيع المقبلة، يفترض ان يعود الى العاصمة اللبنانية بيروت الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل اموس هوكشتاين. وموعد الزيارة رهن قرار رفع حظر السفر عن العاملين في وزارة الخارجية الاميركية المحدد حتى نهاية كانون الثاني الجاري الا اذا حصلت استثناءات.
حتى الساعة لا يزال لبنان على موقفه بأن تكون البلوكات الجنوبية الثلاث 8 و9 و10 ضمن حصته كاملة وحقل قانا كاملا أي البلوك رقم 9 (2290كم2).
جولة استطلاعية
وجاءت لافتة زيارة السفير الأميركية في بيروت دوروثي شيا لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وأثارت معه مسألة الترسيم وذلك بعد ساعات من زيارة لرئيس الحكومة اللبنانية كان عنوانها اتفاقيات الطاقة ودور الولايات المتحدة الاميركية في تسهيل وصول الغاز المصري الى لبنان.
فهل من ربط بين استجرار الغاز ومفاوضات ترسيم الحدود مع اسرائيل؟ وهل من امكانية لتسجيل تقدم في هذا الملف ؟
يقول الخبير الدولي في شؤون الطاقة رودي بارودي ان فرضية المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي وبرعاية الولايات المتحدة تصب في مصلحة الجميع ولسوء الحظ، لا تزال الدولة اللبنانية في تخبّط لناحية من سيعدّل المرسوم الخاص بزيادة حصة لبنان مشيرا الى أن الوسيط يدرك تماماً أن تحديد الحدود يجب أن يأتي مع توافق حول النقطة التي تنتطلق من الشط نحو الـoff shore".
اللغط الحدودي
ويؤكد بارودي أن المعطيات الجغرافية التي قدمها لبنان سنة الـ2010 خاطئة وتنص على بدء النقطة من 64 مترا أوف شور بالبحر. كذلك الأمر لناحية الجانب الاسرائيلي فهو قد حدد سنة الـ2011 الحدود البحرية لـmaritime boundries من نقطة الـ 34 مترا اوف شور وهي خاطئة، مما يعني أن الجانبين على خطأ وعليهما اعادة خارطة جديدة ومُستحدثة للحدود البحرية".
الاصلاحات المطلوبة
وفي العامين 2010 و2011 ، تقنية الـGPS لم تكن مستحدثة كما في وقتنا هذا وهي بإمكانها تحديد التموضع لكل نصف متر وعليهم استخدامها اليوم. وأمل بارودي في أن تباشر الحكومة اللبنانية خلال هذه المرحلة بالاصلاحات الضريبية والقضائية والقانونية.
وطرح بارودي أسئلة عدة : "لو استخرج لبنان الغاز اليوم الى من سيذهب؟" فالدولة تتخبط والتجاذب السياسي يرعب حتماً المستثمرين وعليه يجب إيجاد الجو المناسب بعيدا من التجاذبات السياسية حول ملف الطاقة ككل".