يزور البابا فرانسيس البحرين حاملا معه رسالة من أجل السلام والحوار وتعايش الأديان. برنامج زيارة أول حبر أعظم الى هذا البلد والتي تدوم أربعة أيام، حافل باللقاءات التي سيجريها البابا، والذي سيحضر أيضا ملتقى البحرين للحوار.
وسبق البابا زيارته للبحرين بإعطائها ما يشبه العنوان بقوله إنها "زيارة من أجل الحوار". في اشارة إلى الحوار مع المسلمين، وقال إنه في زيارته الـ 39 إلى الخارج سيجتمع "مع الكثيرين من ممثلي الأديان وخاصة المسلمين منهم". ويتعلق الأمر بالنسبة إليه بالسلام حيث العالم بأمس الحاجة إليه .
وعن أهمية زيارة الحبر الاعظم، يقول المدير التنفيذي لـ"ملتقى التأثير المدني"، زياد الصائغ، في حديث لـ"جسور" "إنها تأتي لتؤكد مسار الكرسي الرسولي في وثيقة الأخوة الإنسانية في أبو ظبي مع شيخ الأزهر ومن ثم تكريسه لهذا المسار من خلال زيارته لأعلى مرجعية شيعية في العراق آية الله السيد علي السيستاني في النجف.
هذا المسار القائم على إحياء المواطنة إنطلق لتثبيت منهجية الحبر الأعظم الرافضة لحلف الأقليات الذي يعيد إنتاج العصبيات الطائفية والمذهبية في مواجهة الهوية الوطنية مؤكدا أن خيار الأقليات لا يمكن أن يكون خيار المسيحين في المنطقة وحتما لن يكون خيار الشركاء المسلمين وباقي الشركاء من الاديان الاخرى".
خيار إنتحاري
وأكد الصائغ أن "المسلمين كما اليهود وباقي الاديان هم شركاء ومؤسسو الحضارة العربية ومن هنا فإن خيار حلف الأقليات إنتحاري إنطلق مع الصهيونية العالمية وللأسف تبنته مجموعات دينية محددة وبعض التيارات السياسية من مسيحية وإسلامية".
وعن الإتهامات التي تساق ضد الزيارة، فوصفها الصائغ بالـ"شعبوية" تكشف بدقة من إستخدم الهويات المذهبية لضرب الهويات الوطنية ودخل إلى العمق العربي إنطلاقا من مفهوم حلف الأقليات .
وأشار الى إعتماد إيران على الأقليات في تدخلاتها ونشرها لمفهوم الحرب والمواجهة، رامية المنطقة العربية في شباك التوترات المذهبية ومن هنا كانت الزيارة التاريخية للحبر الاعظم الى النجف لدحض كل الإدعاءات التي تروّج لها جهات متورطة في عملية التحريض على الهوية العربية.
توقيت الزيارة الى لبنان
ويتطرق الصائغ الى "القضية اللبنانية من باب الاهتمام الذي يوليه قداسة البابا فرنسيس لهذا البلد والدبلوماسية الفاتيكانية التي تضع القضية اللبنانية في سلم توجهاتها، ويعود لهما تحديد توقيت الزيارة التي تأجلت الى بيروت وذلك إستنادا إلى معطيات بحوزتهم ومن هذا المنطلق لا يمكن لأحد أن يتكهن بالتوقيت".
وأكد الصائغ أن "الفاتيكان يقوم بعمل هائل للحفاظ على النموذج التاريخي للعيش المشترك في لبنان مستشهدا بالقديس يوحنا بولس الثاني عندما إعتبر لبنان أكثر من وطن وهو رسالة أخوة وحرية".
إلى جانب لبنان، يشير المدير التنفيذي لـ"ملتقى التأثير المدني" إلى أن "الفاتيكان يحمل قضايا وطموحات الشعب الفلسطيني والسوري على محمل الجد في ظل تعرضّهم لقمع وتعسّف".