بدأت حركة حماس تصوير مسلسل درامي من انتاجها في مدينة غزة، تعرض فيه روايتها للنزاع مع إسرائيل. وفي موقع التصوير، صورة كبيرة لمؤسس المنظمة الصهيونية العالمية ثيودور هرتزل ووثائق بالعبرية وأعلام إسرائيلية تحاكي مشهدا متخيلا لمكتب رئيس الاستخبارات في الدولة العبرية.
حماس تسعى من خلال مسلسل "قبضة الأحرار" المقرّر عرضه في شهر رمضان المقبل، الى الردّ على مسلسل "فوضى" الإسرائيلي الذي تابعه الملايين عبر خدمتي "نتفليكس" و"أبل تي في" الذي عرض النزاع الإسرائيلي الفلسطيني مصوّرا مغامرات عملاء استخبارات إسرائيليين يتسللون إلى المجتمع الفلسطيني.
المسلسل الإسرائيلي لاقى انتقادات واسعة فلسطينيا وخصوصا في قطاع غزة، وأدرج كثيرون مشاهدته في خانة التطبيع مع إسرائيل، على ما يقول مدير وحدة الإنتاج الفني في حماس محمد ثريا.
ويشرف ثريا على أولى تدريبات طاقم العمل في المسلسل الجديد. ويقول "قبضة الأحرار" يهدف إلى "إظهار وجهة النظر الفلسطينية، الفلسطيني المقاوم والإنسان، وبث دراما عن روح مقاومة شعبنا". كما يوضح أن حبكة المسلسل تركز على "تفوق استخبارات المقاومة".
ثلاثة كتاب شاركوا في "قبضة الأحرار"، واستلهموا القصة من عملية استخباراتية نفذتها وحدة خاصة إسرائيلية في العام 2018 في خان يونس في جنوب قطاع غزة. حينها، انتهت العملية باشتباك مسلح أسفر عن مقتل سبعة من نشطاء حماس، بينهم قائد ميداني، كما قتل ضابط إسرائيلي. ويشارك في المسلسل ممثلون محليون هواة.
موازنة ضئيلة
ويشرح ثريا أن "الإمكانات المادية والتقنية لإنتاج الدراما في غزة ضعيفة جدا" ما ينعكس على رواتب الممثلين والديكور في المسلسل والوقت القصير المخصص للإنتاج.
حركة حماس المصنفة "إرهابية" لدى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، أنشأت مؤسستها الخاصة بالإنتاج الدرامي في العام 2007 بعد أشهر من سيطرتها على قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل منذ ذلك الوقت ويعيش فيه 2,3 مليون فلسطيني.
وفي أول أعمالها، أنتجت مسلسلا دراميا تناولت فيه حياة عماد عقل، أحد مؤسسي كتائب القسام (الذراع العسكرية لحركة حماس) والمسؤول عن هجمات قتل فيها إٍسرائيليون في تسعينات القرن الماضي، قبل أن تغتاله إسرائيل.
صناعة الدراما ازدهرت في قطاع غزة في خمسينيات القرن الماضي، لكنها شهدت تراجعاً في السنوات العشرين الأخيرة، ما انعكس على المسلسل الذي بلغت تكلفته 300 ألف دولار. ويقول ثريا إن هذه التكلفة "أقل" من تكلفة حلقة واحدة في مسلسل مصري أو تركي.
وإذا كان الإنتاج الإسرائيلي يشغّل عربا من الأقلية العربية الإسرائيلية في مسلسلاته، فإن إنتاج غزة لم يحظ بأي ممثل إسرائيلي، وبالتالي، جسّد فلسطينيون أدوار الإسرائيليين في المسلسل.
ويقول الممثلون الفلسطينيون أن تجسيدهم أدوار إسرائيليين يجلب لهم أحيانا انتقادات من الجمهور.
غرفة العمليات
ليس بعيدا من موقع التصوير، وفي منزل صيفي قرب شاطئ البحر في جنوب غرب غزة، ينهي فنيون وضع اللمسات الأخيرة على غرفة ستصوّر على أنها غرفة عمليات الوحدة الإسرائيلية "سير ميتكال" التي تسللت سرّا إلى داخل القطاع.
ويشير ثريا إلى أن عدد مشاهدي مسلسل "بوابة السماء" الذي بثته الأٌقصى قبل عامين ويتحدث عن "المقاومة" في الضفة الغربية والقدس، بلغ "أكثر من ثلاثين مليون متابع".
وسيبث "قبضة الأحرار" على شاشة فضائية "الأقصى" التي تملكها حماس على مدار ثلاثين يوما خلال شهر رمضان على أن يوزع المسلسل "مجانا على قنوات عربية وأجنبية منها تركية وأندونيسية".