يشارك آلاف الإسرائيليين في "مسيرة الأعلام" السنويّة التي انطلقت في شوارع القدس في ذكرى احتلال الشطر الشرقي من المدينة، بعد مرور سنة على حرب في قطاع غزة تفجّرت بعد مسيرة "يوم القدس" العام الماضي.
وتثير هذه المسيرة التي ينظمها الإسرائيليون في ذكرى "توحيد القدس" التي يعتبرونها عاصمة دولتهم، غضب الفلسطينيين الذين يسعون الى أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وسبقت المسيرة توترات ومواجهات في باحة المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بالنسبة الى المسلمين، و"جبل الهيكل" المقدس بالنسبة الى اليهود، وفي نقاط أخرى من البلدة القديمة حيث رفع الفلسطينيون على منازلهم أعلاما فلسطينية، بينما سارت مجموعات من الإسرائيليين الذين حملوا أعلامًا إسرائيلية في الشوارع هاتفين ومغنين بمواكبة عناصر من الشرطة.
أصحاب السيادة
قبل ساعات من انطلاق المسيرة، زار النائب الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير باحة المسجد الأقصى حيث شوهدت أيضًا مجموعة كبيرة من اليهود، بينما أفادت الشرطة الإسرائيلية عن "مثيري شغب" فلسطينيين ألقوا حجارة في اتجاه الشرطة.
ويُسمح لليهود بدخول باحة الأقصى، لكن يمنع عليهم أداء الصلاة فيها، إلا أن أعداد الذين يؤدون الصلاة خلسة في تزايد، ما يثير غضب الفلسطينيين الذي يعتبرون هذه الزيارات "اقتحامات" تسعى إلى "تهويد" المكان المقدس.
وقال إيتمار بن غفير بعد خروجه من الباحة إنه جاء ليؤكد "أننا نحن -دولة إسرائيل- أصحاب السيادة" في المدينة.
استفزاز حقيقي
العام المنصرم، أطلقت حركة حماس في يوم المسيرة وابلاً من الصواريخ باتجاه إسرائيل التي ردت بعملية عسكرية ضخمة على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس. وقتل خلال 11 يومًا من التصعيد 260 فلسطينيًا بينهم مقاتلون و66 طفلا. بينما قتل 14 شخصًا بينهم طفل وفتاة مراهقة وجندي في الجانب الإسرائيلي.
وحذّرت الفصائل الفلسطينية هذا العام من "اقتحام المسجد الأقصى" معلنة "الاستنفار العام".
واعتبر الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم أن مسيرة الأعلام ما هي إلا "استفزاز حقيقي وكبير لشعبنا، وعبث بصواعق تفجير سبق أن تسببت في إشعال معركة سيف القدس"، في إشارة إلى حرب غزة الأخيرة.
"علم إسرائيل في عاصمتنا"
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قبيل الاجتماع الأسبوعي للحكومة "من الطبيعي أن نرفع علم إسرائيل في عاصمة إسرائيل، أطلب من المشاركين في المسيرة احترام تعليمات الشرطة". هذا وتشهد إسرائيل والضفة الغربية المحتلة توترات ومواجهات منذ أواخر مارس/آذار.
وأكد الجيش الإسرائيلي تنفيذ قواته وقوات من جهاز الأمن الداخلي وحرس الحدود عمليات استباقية ووقائية في الضفة الغربية أفضت إلى اعتقال أربعة مشتبه بهم لضلوعهم في أنشطة إرهابية.
ودعا الموفد الدولي إلى الشرق الأوسط تور وينيسلاند الإسرائيليين والفلسطينيين الى "أقصى درجات ضبط النفس".
وقال "رسالة المجتمع الدولي واضحة: تجنبوا تصعيدا جديدا".
ودانت وزارة الخارجية الأردنية "السماح لمتطرّفين وأحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك"، معتبرة أن ذلك "تمّ تحت حماية الشرطة الإسرائيلية".
واعتبر الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم أبو الفول أن هذا "يعد انتهاكا للوضع التاريخي والقانوني القائم، وللقانون الدولي