في ذكرى المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الاسلامية، أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرلله ليلقي كلمة في المناسبة اختلفت عن اطلالته الاخيرة التي حملت تصعيدا غير مسبوق باتجاه طرف آخر في الداخل اللبناني على خلفية أحداث الطيونة.
وبدل التهديد والوعيد ، استعان نصر الله بتعاليم الرسول ليسقطها على الحياة السياسية انطلاقاً من "الحس بالمسؤولية" التي يجب أن يتحلى به المسلم أمام القضايا العالمية والوطنية.
مسؤولية نصرة الشعوب المظلومة
واعتبر نصرالله أن نصرة الشعوب المظلومة لا يعتبر تدخلاً في شؤونها بل هو مسؤولية يجب أن يتحملها المسلم. القضية الفلسطينية لها الأولوية فشعبها مشتت وأرضها محتلة ومقدساتها منتهكة.
واعتبر أن العدو الأول لشعوب المنطقة هو إسرائيل غير أن الولايات المتحدة الأميركية وبعض الأنظمة العربية تريد حتى إزالة الانكار القلبي لها من خلال فرض التطبيع. وفي هذا السياق رأى أن أهم المعارك التي يجب أن تخاض في مواجة التطبيع هي التعبير عن الرأي.
وأعطى أمثلة منها ما حصل في العراق من التنديد الرسمي والشعبي والديني بمؤتمر إربيل كذلك إصرار آلاف اليمنيين على نصرة فلسطين ومدها بالمال والرجال.
وانتقل إلى قضية اليمن موضحاً أنه من موقع مسؤوليته ومن البدايات أخذ حزب الله موقفاً تجاه قضيته معتبراً أنه شعب مظلوم ومعتدى عليه منذ سبع سنوات وعلى الأمة الاسلامية مسؤولية إيقاف الحروب الدامية في هذا البلد.
كما على مجلس الأمن الاستماع إلى الارادة الشعبية لملايين اليمنيين بدل إدانة الضحية.
الملف الثالث يخص داعش الذي شوه صورة الرسول وإسمه في ما قام به من أعمال إرهابية وقتل وذبح فيما المسلمون ساكتون عن أعماله على حد قوله بدل تحكل مسؤوليتهم هنا أيضاَ.
الوحدة بين المسلمين
أما عن الوحدة بين المسلمين، فأوضح نصرالله أنها لا تعني الالغائية لأي مكون بل تعني التكامل والتعاضد بين الشيعة والسنة لأنه باتحادهما يتغلبان وينتصران.
الملف اللبناني
تطرق في آخر كلمته إلى الملف اللبناني مؤكداً أن التحقيق في أحداث الطيونة جادّ ودقيق وشجاع مشدّداً على ضرورة استمرار الإدانة السياسية والشعبية والإعلامية للذين قتَلوا واعتَدوا وكادوا أن يجرّوا البلد إلى الفتنة والحرب الأهلية، كما أشاد بوعي وبصيرة وحكمة عوائل ضحايا الطيونة المظلومين الذين سيستمرّون على هذا الموقف.
وفي ملفّ ترسيم الحدود، امتنع عن إطلاق أيّ رأي أو موقف حتى لا يعقّد المفاوضات القائمة، تاركاً الأمر للدولة غير أنه هدد العدو بالتدخل في حال أراد التصرّف كما يشاء في المنطقة المتنازع عليها فهو مخطئ لأنه من مسؤوليته حماية ثروة لبنان في النفط والغاز فالمقاومة "أُعدّت للدفاع عن لبنان".
وفي سياق متصل أكد نصرالله أن "لا مشكلة لدى حزب الله في أصل التفاوض مع صندوق النقد الدوليّ"، مشدّداً على ضرورة "أن يكون للبنان وفد موحّد حقيقيّ يوحّد الأرقام والرؤية وأن يُفاوض لبنان من موقع المسؤولية والمصلحة الوطنيّة لا من منطلق تلقّي الإملاءات".
وتطرق نصرالله في ختام كلمته إلى الوضع المعيشي داعياً إلى "إطلاق البطاقة التمويلية بأسرع وقت وتفعيلها والموافقة على رفع بدل النقل وإحياء النقل العامّ"، مذكّراً "حتى الأغنياء أنهم مسؤولون تجاه الناس الذين يعانون تحت خطّ الفقر"، وداعياً التجار إلى أن "يخافوا الله في الناس".