عندما توجه باري روزن أحد الرهائن الـ52 الذين احتُجزوا في السفارة الأميركية في طهران قبل أكثر من أربعين عامًا إلى فيينا للمطالبة بالإفراج عن سجناء أجانب في إيران، لم يكن يتوقع مدى تأثير مبادرته.
ويروي روزن معتمرًا قبعة سوداء كُتب عليها "حرروا الرهائن" بالانكليزية، أنه منذ استئناف المحادثات حول النووي الإيراني أواخر نوفمبر/تشرين الثاني في العاصمة النمساوية، "لم أكن أرى شيئًا في الصحافة، ولا أي كلمة عن محنة الرهائن".
رسالة إلى الدبلوماسيين
ويقول من أمام قصر كوبورغ حيث تُجرى المفاوضات، "لقد عانيتُ من 1979 إلى 1981 ولا أريد أن يعاني آخرون من المحنة نفسها. إذًا قلت في نفسي إنه عليّ التحرّك". وأقام روزن الأميركي البالغ 77 عامًا الأسبوع الماضي، في أقرب مكان من المباحثات الجارية رغم أن حراسًا يحرصون على عدم تواصله مع الوفود. ما إن وصل روزن إلى الأراضي النمساوية، حتى بدأ إضرابًا عن الطعام أنهاه مساء الأحد لأسباب صحية. يريد أن يبعث رسالةً إلى الدبلوماسيين مفادها: "لا توقعوا على اتفاق طالما لم يتمّ الإفراج عن الرهائن". ووصلت رسالته على ما يبدو إذ وعده مبعوث الإدارة الأميركية الخاص بإيران وكبير مفاوضيها في فيينا روبرت مالي، الذي التقاه مرات عدة، بأنه لن ينسى المعتقلين الأميركيين. وكتب مالي على تويتر "سنواصل التركيز تمامًا على هذه الأزمة" مشيدًا بـ"الجهود البطولية" لروزن الذي سبق أن شغل منصب الملحق الصحافي للسفارة الأميركية. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أنه "من الصعب بالنسبة إلينا تصوّر العودة إلى الاتفاق النووي فيما لا يزال أربعة أبرياء محتجزين في إيران".
اتفاق موثوق
من جانبها، اعتبرت طهران أن "ثمة امكانية للتوصل الى اتفاق موثوق ودائم بشأن (ملفي النووي والموقوفين) في أقرب وقت ممكن". وتحتجز إيران أكثر من 12 شخصًا من مواطني الدول الغربية، معظمهم يحملون جنسيتين، خضعوا بحسب الجمهورية الإسلامية إلى إجراءات قضائية مناسبة. ويقبع هؤلاء في السجن أو يخضعون للإقامة الجبرية ويواجهون تهمًا تعتبرها عائلاتهم غير منطقية مثل التجسس والمساس بأمن الدولة.
بين النووي والموقوفين
وتوجه اللبناني - الأميركي نزار زكا الذي كان معتقلًا في إيران بين 2015 و2019، أيضًا إلى فيينا. ورحّب زكا الذي يرأس جمعية Hostage Aid Worldwide (مساعدة الرهائن في جميع أنحاء العالم)، بـ"الوعي" الحالي. وأضاف "الآن يجب الحفاظ على الزخم: نريد الإفراج عن جميع السجناء" الغربيين وإنهاء دبلوماسية "الرهائن" التي تستخدمها طهران للحصول على تنازلات من القوى الغربية. غير أن خبراء يدعون إلى عدم ربط مسألة الموقوفين بالملف النووي.