تشكّل الطائرات المسيرة المصنعة في اليمن والقادرة على الطيران لمئات الكيلومترات، تهديدا لدولة الإمارات التي استهدفها الحوثيون خلال الأسبوعين الماضيين مرتين، وأودى الهجوم الأول بحياة ثلاثة أشخاص.
واستخدم الحوثيون في هجماتهم هذه الطائرات، بالإضافة الى صواريخ بالستية. وهم يستخدمون هذه الأسلحة أيضا لاستهداف منشآت نفطية وغيرها في الأراضي السعودية، ردا على التدخل ضمن تحالف عسكري، في الحرب في اليمن دعما للقوات الحكومية في مواجهة الحوثيين.
وتعتبر الإمارات التي يشكّل الأجانب غالبية سكانها، واحة من الهدوء في منطقة مضطربة.
واستهدفها الحوثيون بعد خسائر منيوا بها على الأرض في اليمن على يد "ألوية العمالقة" الموالية للحكومة اليمنية والمدعومة من الإمارات.
وأكثر طائرات المتمردين تطوّرا هي "صماد -3" التي تستطيع حمل 18 كلغ من المتفجرات ويبلغ مداها 1500 كلم وسرعتها القصوى 250 كلم في الساعة، وفقا لمصادر إعلامية حوثية وخبراء مستقلين.
ويؤكد محللون على التكلفة المنخفضة لهذه الاستراتيجية التي تتبناها أيضا حركة حماس في قطاع غزة في مواجهة إسرائيل، بالإضافة إلى المجموعات الشيعية التي تستهدف القوات الأميركية في العراق.
وجاء في تقرير "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في 2020 أنّ الطائرات من دون طيار هذه "تستخدم إرشادات نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس) وتطير بشكل مستقل على طول نقاط الطريق المبرمجة مسبقا" نحو أهدافها.
وفي 11 آذار/مارس الماضي، كشف الحوثيون عن سبعة أنواع جديدة من الطائرات بدون طيار ولكن دون تحديد مداها ومزاياها. وتضمنت نسخة جديدة من أكثر طائراتهم تطورا وهي "صماد-4".
وغالبا ما تتّهم الولايات المتحدة وكذلك السعودية، الداعم الرئيسي للحكومة اليمنية التي تقاتل الحوثيين في هذا البلد، بتهريب الأسلحة ، وهو ما تنفيه طهران التي تؤكد أنّ دعمها لهم سياسي فقط.
وكانت الإمارات وقعت اتفاقا بمليارات الدولارات للحصول على الصواريخ الدفاعية "ثاد" التي تصنعها شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية في 2011.
وتوصلت الأسبوع الماضي إلى اتفاق للحصول على صواريخ دفاعية بلغت قيمته 3,5 مليار دولار مع شركة كورية جنوبية.
وتعتمد السعودية في الدفاع عن أراضيها بوجه هذه الهجمات على بطاريات صواريخ باتريوت الأميركية.
ولكن هذه المنظومة تملك سجلا متفاوتا في التصدي لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة من اليمن، ويقول خبراء إنها ليست مصممة للتصدي لطائرات مسيرة تطير على ارتفاع منخفض.
وتملك السعودية 80 رادارا للدفاع الجوي، ولكن العديد منها أنظمة قديمة تعود لعقود سابقة.