فور طرحه على منصة نتفليكس، أثار فيلم "أصحاب ولا أعز" وهو أول فيلم عربي من إنتاج المنصة، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الإجتماعي. كما تعرض أبطال العمل لسيل من الانتقادات، لا سيما الممثلة المصرية منى زكي.
الفيلم نسخة عربية من الفيلم الإيطالي الشهير "Perfetti Sconosciuti" (2016، أو Perfect Strangers)، ويتناول العلاقات الزوجية والخيانة وقضية المثلية الجنسية وغيرها.
وتحت عنوان "أصحاب ولا أعز.. ما له وما عليه"، انطلقت حلقة حوارية عبر منصة "جسور" بمشاركة الناقد الفني اللبناني جمال فياض والصحافية الفنية اللبنانية باتريسيا هاشم إضافة الى المخرج اللبناني فادي حداد للأخذ بآرائهم حول الجدل الذي تعرض له الفيلم في لبنان والعالم العربي فضلا عن النقاط الايجابية والسلبية بعد وُصف الفيلم بأنه مضرّ بالعائلة ويروّج لأفكار شاذّة وخاطئة .
الانتقاد.. عشوائي
بعيدا عما حُكي وقيل، يعتبر فياض في مداخلته عبر "جسور" سبايس، أن الفيلم طبيعي كأي فيلم آخر انما حين يوسّع المخرج في مشهد ما واباحي بالذات، تنهمر الانتقادات. وقال: "هناك من يتعمّد الجدل أكثر مما يلزم"، والاعتراض بدأ بالعدوى اكثر مما هو في المشاهدة،
وأضاف: "قادة الرأي بدأوا بـ "الفرقيعة" ولحقتها بعض الناس مما خلق فضول لمشاهدة الفيلم". ولفت إلى أن في السيتينات والسبعينات كان المشهد جريء أكثر". مذكراً بأن منصة نتفلكس تنبه ان كان الفيلم مناسبا للقاصرين أو لا وما هو نوعه.
وردا على سؤال حول ما اذا تغيّر الزمن أو أصبح السوشيال ميديا لكل من أراد التعبير أو التجريح، يقول فياض الأكيد أن كل شخص اصبح بمتناوله وسائل خاصة للتعبير عن رأيه وكل شخص بات يعتبر نفسه صحافيا وناقدا ومحللا في حين كانت الافلام في الماضي اكثر جرأة لكن المجتمع اليوم ينتقد عشوائياً وبالشخصي أيضاُ وكالأغبياء والمرضى النفسيين."
الخبث
بدورها، اعتبرت هاشم أن المجتمع العربي يعيش خبثا موصوفا فالشعب العربي بأكمله يشاهد أفلاما عالمية فيها مشاهد أكثر خطورة وجدالية مما نشهده في الأفلام العربية. ولفتت إلى أن الفيلم "أصحاب ولا أعز" تطرق الى مواضيع حساسة موجودة في المجتمع العربي وقالت: "بظلّ المواضيع الشائكة بالوطن العربي كالتحرش والاغتصاب والتعصب والفقر وغيرها، فالمواضيع الجنسية تعتبر ثانوية وأقل أهمية بكثير.
نداء اليقظة
وردا على سؤال عما اذا المشهد الجدلي قد خرج عن اللباقة، أكد حداد أن الموضوع قد خرج عن نطاقه والفيلم طبيعي جدا مشيرا الى أن الضجة الكبيرة والواسعة حوله زادت من نسبة المشاهدة مشيرا الى أن القيود في مصر تحول دون تقبله.
وبرأيه سلط الفيلم الضوء على العديد من المسائل الحساسة في الحياة العملية كالخصوصية ومواقع التواصل الاجتماعي معتبرا انه كنداء اليقظة الى ما آلت اليه الحياة في عصرنا هذا.
وقال: الذي ازعجني هو فقط الواقي الذكري في جيب فتاة لم تبلغ السن بعد وخصوصا في مجتمعاتنا الشرقية.
مقومات العمل الناجح
وأكد فياض ان العمل الناجح تجارياً يظهر بعدد المشاهدة وفنيا هو من النقاد"، أما المخرج اللبناني فاعتبر ان الذي حصل هو ضربة معلم والارباح ستكون خيالية وأصبح لديهم قاعدة بيانات كبيرة عن العالم العربي.
وأخيراً الصحافية الفنية أوضحت أن العمل يكون ناجحاً وفق أمرين المعلومة الجديدة والشعور الإضافي الذي يتركه عند الفرد.