يعود الهاجس الامني ليطرح نفسه على الساحة الداخلية اللبنانية ذلك نتيجة عوامل مجتمعة تجعل أي اهتزاز أمني غير بعيد.
والسؤال المطروح اليوم وأكثر من أي وقت مضى، أمني بإمتياز خصوصا بعدما سجل سعر صرف الدولار رقما قياسيا والمحروقات أسعارا خيالية، نهيك عن استفحال الغلاء المعيشي الذي ألقى بثقله على كاهل اللبنانيين.
فوضى أمنية؟
العوامل الاجتماعية والمعيشية تأتي مدعومة بمواقف لأمنيين تحذر من مخاطر أمنية وعسكرية لتضع تصوراً سوداوياً لمستقبل لبنان.
فالمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي كان قد زار واشنطن قبل ايام حذر في أمر اليوم للعسكريين من أن المرحلة المقبلة محفوفة بالأخطار العسكرية والامنية، وعلى الرغم من التزام لبنان بمندرجات القرار ١٧٠١، فإن الإعتداءات والإستفزازات الاسرائيلية لا تزال تتكرر وبشكل شبه يومي، وأخطر ما نحن بصدده هو مواصلة العدو مناوراته الحربية التي تحاكي حرباً على لبنان.
كما عبر المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم عن خشيته من انفجار إجتماعي نتيجة الأوضاع الاقتصادية، آملا ألا يؤثر ذلك على استقرار الوضع الأمني.
وفي السياق، أشار العميد اللبناني المتقاعد هشام جابر في حديث لـ"جسور" الى أن "الوضع الاجتماعي في لبنان يزداد سوءا يوما بعد يوم، وبالتالي عمليات السرقة والقتل قد تزداد أيضا في المرحلة المقبلة.
تأثرت قوى الامن كثيرا من تردي الوضع الاقتصادي بينما الوضع بشكل عام في لبنان لا يزال ممسوكا أمنيا ولكن غير متماسك".
واعتبر "ان موقف اللواء إبراهيم بمثابة تحذير مما قد يحصل من مفاجآت في المرحلة المقبلة، وليس لنشر حال من الرعب لدى اللبنانيين."
عدو دائم
ورأى جابر أن "للبنان عدوا دائماوهو إسرائيل التي تستفز وتنتهك سيادة أراضيه، لكن الحرب مع إسرائيل مستبعدة وليست مستحيلة! "
وجاء في أمر اليوم الذي وجهه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى العسكريين لمناسبة عيد المقاومة والتحرير:
"ان الخامس والعشرين من أيار هو يوم لإستحضار ذكرى أولئك الأبطال الذين سقطوا دفاعا عن لبنان في وجه أعتى دولة كانت تدعي قوة نادرة ولا تقهر، فكان أن حطّم اللبنانيون هذا الادعاء.
ان هذه المحطة المشرقة في تاريخ لبنان، والتي كانت علامة جمع للبنانيين، كرست معادلة إستراتيجية جديدة إذ وقف لبنان مانعا العدو الاسرائيلي من تحقيق أهدافه التوسعية. لقد صار وطننا خط الدفاع الأول عن العرب، كما أصبح قويا بجيشه ومؤسساته الأمنية وشعبه ومقاومته، وما عاد الضعف عنوانا قرينا بلبنان".
مرحلة محفوفة بالأخطار
وأضاف "في هذه المناسبة الوطنية، ادعوكم الى التحلي بأعلى درجات الإنضباط، وتأمين الجهوزية الدائمة لخوض المعارك الأمنية في مواجهة الخروقات الإستخباراتية الإسرائيلية التي تنتهك الأمن الوطني وسيادة لبنان، غير آبهة بالقوانين والأعراف الدولية.
ان استمرار العدو الإسرائيلي في ارتكاب الإنتهاكات البرية والبحرية والجوية، وتعنته في الاستمرار في احتلال جزء عزيز من وطننا في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا كما في البحر. إن ذلك يعني بقاء لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته على اهبة الحذر والجهوزية للمواجهة والوقوف سدا منيعا امام كل المحاولات لمنعه من استثمار ثرواته الغازية والنفطية.
ان المرحلة المقبلة محفوفة بالأخطار العسكرية والامنية، وعلى الرغم من التزام لبنان بمندرجات القرار ١٧٠١، فإن الإعتداءات والإستفزازات الاسرائيلية لا تزال تتكرر وبشكل شبه يومي، وأخطر ما نحن بصدده هو مواصلة العدو مناوراته الحربية التي تحاكي حرباً على لبنان".
زيارة واشنطن
وكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم غادر بيروت في 21 من الشهر الحالي، متوجهاً إلى واشنطن في زيارة رسمية.
في هذا الصدد، بحث اللواء ابراهيم مع مسؤولين أميركيين في الشأن اللبناني، وفي وضع الرهائن والمفقودين الاميركيين في سوريا والعراق.
وبحسب المعلومات، إلتقى اللواء إبراهيم رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في الولايات المتحدة، الذي لا يزال على قراره بتعليق عمله السياسي في لبنان، نافيا الكلام عن حصول مشاورات في شأن عودته لرئاسة الحكومة في المرحلة الحالية."