قبل أشهر، شكل نواب التغيير بارقة أمل للبنانيين ساعين لقلب المعادلة السياسية في أول استحقاق بعد ثورة 17 تشرين الاول 2019، أما اليوم وبعد مضي أشهر على وجود هؤلاء النواب داخل البرلمان عادت وانقلبت المعادلة والامل بات خيبة أمل.
يعيب على نواب التغيير تحول أدائهم من موقف سياسي واضح إلى استعراض ما أتاح الفرصة أمام أطراف السلطة لتمرير مخططاتها بسهولة تامة عبر استردادهم أكثريّة خسروها في الانتخابات النيابيّة.
انقسام التّكتل أصبح واقعا لا مفر منه يبقى التوقيت المناسب لاعلان الانفصال التام وفي حديثٍ لـ"جسور" قال الصحافي "أسعد بشارة" "لا يمكن وصف هذا الأداء بأنه خيبة أمل ولكن هناك فوضى في إدارة هذه الكتلة وهناك انعدام لوجود مشروع ورؤية وخطة عمل مشتركة وبالتالي من الطبيعي بفعل هذه الفوضى أن تكون النتيجة على هذا النحو، أي بداية تضعضع كتلة نواب التغيير."
وأضاف "على هذه الكتلة أن تقدم للناس مشروعاً وطنياً، سيادياً واصلاحياً بالدرجة الأولى وإلا فإن هذا الأداء سيؤدي إلى نتائج أكثر سلبيّة."
الهجوم على نواب التغيير بدأ منذ اللحظة الاولى لانتخاب رئيس مجلس للنواب ونائبه حيث فشلوا في المرة الاولى وبعدها في اللجان النيابية وهيئة مكتب المجلس لنصل أيضا الى الاستحقاق الرئاسي.
أما الهجوم الأكبر فكان بعد جلسة انتخاب أميني سر وثلاثة مفوضين وأعضاء اللجان النيابية حيث غادر التنسيق ووصل الامر بترشح نائبين من التغييرين على منصب واحد وتوجّت بإعلان النائب ميشال دويهي الخروج من التكتل معتبرا ان "ما حصل منذ جلسة ٣١ أيار وتجربة التكتل تحديدًا يجب أن تنتهي احترامًا للبنانيين وللناس التي انتخبتنا واحترامًا للسياسة".
يخوض لبنان استحقاقات بالجملة أقربها إنتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية خلفاً للرئيس ميشال عون الذي تنتهي ولايته في 31 اكتوبر/ تشرين الاول الجاري، فضلا عن أفق مسدود لتشكيل حكومة جديدة تحل مكان حكومة تصريف الاعمال.