بعد تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي الشهر الماضي والتي خلقت أزمة ديبلوماسية حادّة بين لبنان ودول الخليج، وبعدما طُلب منه منذ اندلاع الأزمة الإستقالة لمصلحة لبنان واللبنانيين والتي قوبلت بالرفض من قبله ورئيس تيار المرده سليمان فرنجية، عاد وقدّم اليوم استقالته خلال مؤتمر صحافي قبيل زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى المملكة العربية السعودية.
وخلال مؤتمره الصحافي، تمنّى قرداحي أن تفتح استقالته كوّة في الجدار نحو علاقات أفضل مع دول الخليج
لبنان أهمّ
"قرّرتُ أن أتخلّى عن منصبي الوزاري لأنّ لبنان أهمّ منّي"، هذا ما أكده قرداحي في خلال كلمته أمام الصحافيين وأضاف: "لا أقبل أن أُستخدم كسببٍ لأذية اللبنانيين في دول الخليج فمصلحة بلدي وأحبائي فوق مصلتحي الشخصية". وسأل "كيف يمكن تحميل شعبٍ بكامله مسؤولية كلام قلتُه بصدقٍ ومحبّة؟ لذلك وجدتُ من المنطقي أن أرفض الاستقالة تحت هذا الظلم المتعمّد لأقول أولاً إنّ لبنان لا يستحقّ هذه المعاملة وثانياً انه لو كان لبنان يمرّ بصعوبات كبيرة ولو بدا أنّه دولة ضعيفة إلا أنّ في هذا البلد شعباً له حريته وسيادته".تسوية
وكشف الصحافي جوني منير في اتصال مع "جسور" بأن هناك تسوية تمّت وهي مثلّثة الأطباع وتقضي باستدعاء هيئة المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء والتي سيحضرها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لجلسة، كما وسيتمّ ترجمتها في التحقيق بانفجار مرفأ بيروت وسيقبل المجلس الدستوري بالطعن المقدّم من قبل تكتل لبنان القوي والذي سيقضي بالسماح للمغتربين اللبنانيين بالاقتراع ضمن 6 مقاعد.
واعتبر منير أن استقالة القرداحي ستوقف الخطوات التي كانت قد ستتخذها الدول حيال اللبنانيين في دول الخليج وإنما هو سابق لأوانه للجزم عما إذا ستعود العلاقات بين لبنان ودول الخليج إلى ما كانت عليه.
وتجدر الإشارة إلى أن "المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء" في لبنان يتألف من سبعة نواب (يتم انتخابهم بالاقتراع السري وبالغالبية المطلقة من مجموع أعضاء المجلس النيابي الـ 128)، و3 نواب آخرين احتياطيين، بالإضافة إلى ثمانية قضاة من أعلى القضاة رتبة بحسب درجات التسلسل القضائي أو باعتبار الأقدمية إذا تساوت درجاتهم و3 قضاة احتياطيين، بحسب المادة 80 من الدستور اللبناني.
بدوره، أبدى الصحافي جورج شاهين عن خشيته، في اتصال مع "جسور"، في أن تكون استقالة القرداحي "قد أتت متأخرة إلا أن ذلك رهان على جدية طلب ماكرون بأن يحمل مثل هذه الورقة معه في جدة". معتبراً "استقالة القرداحي فصل صغير ورقة في ملف لبنان على غرار الحجم الذي أخذ