أكثر من 10 آلاف شخص نزحوا بسبب الاشتباكات الأخيرة بين الجيش العراقي ومقاتلين ايزيديين مرتبطين بحزب العمال الكردستاني في منطقة سنجار في شمال العراق، بحسب ما أعلن مسؤول محلي في إقليم كردستان الذي استقبل النازحين.
سنوات من الاضطهاد تعرضت لها الأقلية الايزيدية بسبب معتقداتها الدينية، لا سيما على يد تنظيم "داعش" الإرهابي الذي قتل أبناءها وهجّرهم وسبا نساءها.
ورغم مرور سنوات على اجتياح تنظيم "داعش" لقضاء سنجار، الذي شمال غرب مدينة الموصل، على بُعد 400 كيلومتر شمال بغداد، ويتبع إداريا لمحافظة نينوى، ويسكنه خليط من العرب والأكراد والطائفة الايزيدية)؛ لا تزال هذه الأقلية تعاني من أبشع أنواع الاضطهاد، فقد شهدت المدينة في الأيام الأخيرة توتراً ومواجهات بين قوة من الجيش العراقي وفصائل محلية تدور في فلك حزب العمال الكردستاني تحمل اسم "وحدات مقاومة سنجار".
وتشهد هذه المنطقة، التي تعدّ المعقل التاريخي للأقلية الايزيدية، وهي جماعة ناطقة بالكردية يعتنق أبناؤها ديانة توحيدية باطنية، مراراً اشتباكات مماثلة.
مسلحون واتفاق
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت الأحد والاثنين الماضيين، بين قوات من الجيش العراقي ومقاتلين من "وحدات حماية سنجار" المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، بعد طلب الجيش إخلاء موقع تابع للمجموعة المسلحة، حيث قُتل جندي وعنصران من الموالين لحزب العمال.
وبشأن المسؤولية عن الاشتباكات، وفي بيان الاثنين الماضي، قالت القوات الأمنية العراقية إن المقاتلين الايزيديين أغلقوا الطرق المؤدية إلى قرية سنوني شمال سنجار، ونصبوا حواجز ومنعوا حركة المدنيين في تلك المنطقة، وأطلقوا النيران، وقالت إن الجيش تعامل مع مصدرها.
في المقابل، تتهم "وحدات حماية سنجار" الجيش بأنه يريد السيطرة على منطقتهم وطردهم منها، في حين يريد الجيش العراقي تنفيذ الاتفاقية بين بغداد وأربيل الموقعة في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول 2020 بوساطة الأمم المتحدة لتطبيق النظام في المنطقة، وتقضي الاتفاقية بتولي الشرطة العراقية إرساء الأمن في القضاء، وإنهاء وجود حزب العمال الكردستاني من المنطقة، في حين تتعاون حكومتا بغداد وأربيل في إعمار ما دمرته الحرب في سنجار.
ولم يحالف النجاح هذا الاتفاق، في حين يقول محللون متعاطفون مع المسلحين، أن السبب في عدم استشارة القوات المحلية في سنجار أو حتى قادة الايزيديين.
وتأسست "وحدات حماية سنجار" بدعم من حزب العمال الكردستاني عام 2014 للدفاع عن المدينة بعدما سقطت بيد تنظيم "داعش".
وحتى الآن، لا تزال عناصر حزب العمال موجودة في سنجار، خلافا لبنود الاتفاق بين بغداد وأربيل، وفق قائم مقام القضاء محما خليل في تصريحات سابقة.
قطع طرقات
تزامنا، قطع العشرات من سكان مجمع حطين بقضاء سنجار، الطرق المؤدية الى المجمع احتجاجا على الاشتباكات الأخيرة بين الجيش العراقي وقوات موالية لحزب العمال الكردستاني التي حصلت بالقرب منهم.
وأفاد شهود عيان، بأن المحتجين طالبوا بإخلاء المجمع من جميع المظاهر المسلحة لمنع تكرار ما حدث معهم قبل أيام والذي تسبب بموجة نزوح عكسية من القضاء.
من هم الايزيديون؟
نشأت العقيدة الايزيدية في إيران منذ أكثر من أربعة آلاف عام، وتعتبر دينًا غير تبشيري ومغلقًا، إذ لا يمكن لأحد من خارجها أن يعتنقها.
يؤمن الأيزيديون بإله واحد يصلون له متخذين الشمس قبلتهم، إضافة إلى إيمانهم بسبعة ملائكة، أولهم وأهمهم الملك طاووس.
تعتمد هذه الجماعة الناطقة باللغة الكردية في الغالب، على الزراعة، وتقيم غالبيتها في سنجار.
ويعد أقدس الأماكن الدينية للايزيديين معبد لالش الذي تعلوه قبة مخروطية حجرية، إلى جانب مزارات عدة في وسط منطقة جبلية تضم ينابيع طبيعية بشمال غرب العراق، ويقصده المؤمنون الزوار حفاة.
ويتبع هؤلاء المجلس الروحاني الأعلى المؤلف من خمسة أعضاء، ومقره قرب منطقة شيخان، وبينهم "أمير" الأيزيديين في العالم، إضافة إلى مرجعهم الديني بابا شيخ.
ويقسم الأيزيديون إلى ثلاث طبقات: الشيوخ والبير (الدعاة) والمريدون، ولا يمكن التزاوج بين طبقة وأخرى أو من خارج الطائفة. ويعتبر ايزيديًا فقط من ولد لأبوين ايزيديين.
الايزيديون بالأرقام
من بين ما يقارب 1.5 مليون ايزيدي في العالم، يعيش العدد الأكبر وهو 550 ألفا في العراق، مع وجود أعداد أقل في المناطق الناطقة بالكردية في تركيا وسوريا، وأسفرت عقود من الهجرة عن توجه أعداد كبيرة من الايزيديين إلى أوروبا، وخصوصا ألمانيا التي تأوي نحو 150 ألفا من أبناء هذه الطائفة، إضافة إلى السويد وفرنسا وبلجيكا وروسيا.
ولكن منذ اجتياح داعش سنجار عام 2014، هاجر ما يقارب 100 ألف ايزيدي من العراق إلى أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا وكندا، ولا يزال نحو 360 ألفا يعيشون اليوم في مخيمات النازحين شمال غرب العراق، ولم يتمكن سوى بضعة آلاف فقط من العودة إلى سنجار، حيث لا تزال معظم المنازل أنقاضا والكهرباء والمياه النظيفة والمستشفيات شحيحة.
وتصنف الديانة الايزيدية على أنها أكثر الأقليات ضعفا في الشرق الأوسط، ويقول الايزيديون إنهم تعرضوا لـ74 "إبادة جماعية"، من ضمنها هجوم تنظيم الدولة في 2014. وأسوأ تلك الإبادات وفقا للمجلس الروحاني الأعلى شهدت مقتل 250 ألف ايزيدي قبل مئات السنين.
سنوات من الاضطهاد تعرضت لها الأقلية الايزيدية بسبب معتقداتها الدينية، لا سيما على يد تنظيم "داعش" الإرهابي الذي قتل أبناءها وهجّرهم وسبا نساءها.
ورغم مرور سنوات على اجتياح تنظيم "داعش" لقضاء سنجار، الذي شمال غرب مدينة الموصل، على بُعد 400 كيلومتر شمال بغداد، ويتبع إداريا لمحافظة نينوى، ويسكنه خليط من العرب والأكراد والطائفة الايزيدية)؛ لا تزال هذه الأقلية تعاني من أبشع أنواع الاضطهاد، فقد شهدت المدينة في الأيام الأخيرة توتراً ومواجهات بين قوة من الجيش العراقي وفصائل محلية تدور في فلك حزب العمال الكردستاني تحمل اسم "وحدات مقاومة سنجار".
وتشهد هذه المنطقة، التي تعدّ المعقل التاريخي للأقلية الايزيدية، وهي جماعة ناطقة بالكردية يعتنق أبناؤها ديانة توحيدية باطنية، مراراً اشتباكات مماثلة.
مسلحون واتفاق
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت الأحد والاثنين الماضيين، بين قوات من الجيش العراقي ومقاتلين من "وحدات حماية سنجار" المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، بعد طلب الجيش إخلاء موقع تابع للمجموعة المسلحة، حيث قُتل جندي وعنصران من الموالين لحزب العمال.
وبشأن المسؤولية عن الاشتباكات، وفي بيان الاثنين الماضي، قالت القوات الأمنية العراقية إن المقاتلين الايزيديين أغلقوا الطرق المؤدية إلى قرية سنوني شمال سنجار، ونصبوا حواجز ومنعوا حركة المدنيين في تلك المنطقة، وأطلقوا النيران، وقالت إن الجيش تعامل مع مصدرها.
في المقابل، تتهم "وحدات حماية سنجار" الجيش بأنه يريد السيطرة على منطقتهم وطردهم منها، في حين يريد الجيش العراقي تنفيذ الاتفاقية بين بغداد وأربيل الموقعة في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول 2020 بوساطة الأمم المتحدة لتطبيق النظام في المنطقة، وتقضي الاتفاقية بتولي الشرطة العراقية إرساء الأمن في القضاء، وإنهاء وجود حزب العمال الكردستاني من المنطقة، في حين تتعاون حكومتا بغداد وأربيل في إعمار ما دمرته الحرب في سنجار.
ولم يحالف النجاح هذا الاتفاق، في حين يقول محللون متعاطفون مع المسلحين، أن السبب في عدم استشارة القوات المحلية في سنجار أو حتى قادة الايزيديين.
وتأسست "وحدات حماية سنجار" بدعم من حزب العمال الكردستاني عام 2014 للدفاع عن المدينة بعدما سقطت بيد تنظيم "داعش".
وحتى الآن، لا تزال عناصر حزب العمال موجودة في سنجار، خلافا لبنود الاتفاق بين بغداد وأربيل، وفق قائم مقام القضاء محما خليل في تصريحات سابقة.
قطع طرقات
تزامنا، قطع العشرات من سكان مجمع حطين بقضاء سنجار، الطرق المؤدية الى المجمع احتجاجا على الاشتباكات الأخيرة بين الجيش العراقي وقوات موالية لحزب العمال الكردستاني التي حصلت بالقرب منهم.
وأفاد شهود عيان، بأن المحتجين طالبوا بإخلاء المجمع من جميع المظاهر المسلحة لمنع تكرار ما حدث معهم قبل أيام والذي تسبب بموجة نزوح عكسية من القضاء.
من هم الايزيديون؟
نشأت العقيدة الايزيدية في إيران منذ أكثر من أربعة آلاف عام، وتعتبر دينًا غير تبشيري ومغلقًا، إذ لا يمكن لأحد من خارجها أن يعتنقها.
يؤمن الأيزيديون بإله واحد يصلون له متخذين الشمس قبلتهم، إضافة إلى إيمانهم بسبعة ملائكة، أولهم وأهمهم الملك طاووس.
تعتمد هذه الجماعة الناطقة باللغة الكردية في الغالب، على الزراعة، وتقيم غالبيتها في سنجار.
ويعد أقدس الأماكن الدينية للايزيديين معبد لالش الذي تعلوه قبة مخروطية حجرية، إلى جانب مزارات عدة في وسط منطقة جبلية تضم ينابيع طبيعية بشمال غرب العراق، ويقصده المؤمنون الزوار حفاة.
ويتبع هؤلاء المجلس الروحاني الأعلى المؤلف من خمسة أعضاء، ومقره قرب منطقة شيخان، وبينهم "أمير" الأيزيديين في العالم، إضافة إلى مرجعهم الديني بابا شيخ.
ويقسم الأيزيديون إلى ثلاث طبقات: الشيوخ والبير (الدعاة) والمريدون، ولا يمكن التزاوج بين طبقة وأخرى أو من خارج الطائفة. ويعتبر ايزيديًا فقط من ولد لأبوين ايزيديين.
الايزيديون بالأرقام
من بين ما يقارب 1.5 مليون ايزيدي في العالم، يعيش العدد الأكبر وهو 550 ألفا في العراق، مع وجود أعداد أقل في المناطق الناطقة بالكردية في تركيا وسوريا، وأسفرت عقود من الهجرة عن توجه أعداد كبيرة من الايزيديين إلى أوروبا، وخصوصا ألمانيا التي تأوي نحو 150 ألفا من أبناء هذه الطائفة، إضافة إلى السويد وفرنسا وبلجيكا وروسيا.
ولكن منذ اجتياح داعش سنجار عام 2014، هاجر ما يقارب 100 ألف ايزيدي من العراق إلى أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا وكندا، ولا يزال نحو 360 ألفا يعيشون اليوم في مخيمات النازحين شمال غرب العراق، ولم يتمكن سوى بضعة آلاف فقط من العودة إلى سنجار، حيث لا تزال معظم المنازل أنقاضا والكهرباء والمياه النظيفة والمستشفيات شحيحة.
وتصنف الديانة الايزيدية على أنها أكثر الأقليات ضعفا في الشرق الأوسط، ويقول الايزيديون إنهم تعرضوا لـ74 "إبادة جماعية"، من ضمنها هجوم تنظيم الدولة في 2014. وأسوأ تلك الإبادات وفقا للمجلس الروحاني الأعلى شهدت مقتل 250 ألف ايزيدي قبل مئات السنين.