برز في الايام الأخيرة الماضية، تحذير منظمة الصحة العالمية عبر مكتبها في لبنان من أن حالات التهاب الكبد الفيروسي في لبنان تزداد في بداية فصلي الصيف والشتاء، داعيةً الى مراجعة الطبيب أو أقرب مركز للرعاية الصحية الأولية فورًا في حال ظهور أي أعراض.
وعلى الرغم من الاصابات التي تسجل، حاول وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، فراس الأبيض، التقليل من تحذير المنظمة، بالقول ذلك لا يعني أن الأمر خطير.
وقال: "دور المنظمة خصوصاً بعد جائحة كورونا العمل على استباق أي وباء، وهنا وجهت المنظمة تنبيها ليس أكثر سيما أن لبنان في فصل شح المياه، وإمكانية تلوث شبكات مياه الشرب ممكنة قبل هطول الأمطار، وعلى وزارة الطاقة والمياه أخذ التنبيهات بعين الاعتبار ومعالجة المسألة".
"ليس خطراً كبيرا"
وفي هذا الاطار، يكشف البرفيسور في الأمراض الجرثومية جاك مخباط، في حديث لـ"جسور"، عن أن "حالات الإصابة بإلتهاب الكبد الفيروسي بلغت اعلى مستوى لها في طرابلس شمال لبنان لتنتقل إلى سائر المناطق الشمالية، والسبب الأساسي لذلك هو اختلاط مياه الشفة ومياه المزروعات بمياه الصرف الصحي".
كما أشار إلى أن "الأطفال، والمسنّين تكون إصاباتهم أشدّ من غيرهم، وهم من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض"، لافتاً إلى أهمية تلقيح الأطفال لحمايتهم منه، بالرغم من أن ذلك قد يكون صعبا في ظل تدهور الوضعين الصحي والإقتصادي، خصوصاً في المناطق الفقيرة".
أما عن مدى خطورة الإصابة بهذا المرض، فقال، "هذا النوع من اليرقان لا يشكل خطراً كبيراً على حياة الناس، لأن وظائف الكبد عند الإصابة به لا تتدهور بشكل حاد، ولا تنجم عنه أمراض مزمنة، والسيطرة عليه تكون بتنظيف الصرف الصحي والتلقيح، وطبعاً الحرص على غسل اليدين ومراعاة أسس النظافة الشخصية".
وعن العوارض، قال مخباط: "قد لا يشعر المصاب بأي منها، وقد يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة أو إصفرار العيون والجلد والبول وأحياناً إسهال أو مرض الصفيرة، وقد تبقى هذه العوارض لمدة أسبوع".
انتشار العدوى
بدوره، عرّف النائب وأخصائي الامراض المعدية عبد الرحمن البزري، في حديث صحفي، التهاب الكبد الفيروسي بأنه "عدوى في الكبد مُعدية وناجمة عن فيروس التهاب الكبد "أ"، وهو فيروس مستوطن في لبنان من قبل، وليس حديثاً".
وتابع: "في كل عام تقريبا، تزداد حالات الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي حتى بلوغها "المستوى الوبائي"، وها هي اليوم تبلغ مستواها في شمال لبنان لتنتقل إلى سائر المناطق اللبنانية".
وبدأ الجهاز الصحّي في اتحاد بلديات الضنية، شمال لبنان، بالتعاون مع بلدية بخعون، بأخذ عينات من مياه الشرب من نبعي الزحلان وسير ونقلها إلى مختبر غرفة الصناعة والتجارة والزراعة في طرابلس من أجل فحصها والتأكد من سلامتها، بعد شكوك بتلوثها إثر ظهور إصابات بمرض الكبد الفيروسي المعروف باليرقان، بمعدل 3 إلى 5 إصابات يومياً في الأيّام الأخيرة، في بلدات بخعون وحرف السياد ومراح السراج وكفرشلان التي تتغذى أحياء واسعة منها بمياه نبع الزحلان.
وكان رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية قد أجرى إتصالاً مع رئيس الغرفة توفيق دبوسي طالباً منه المساعدة في فحص مياه النبعين المذكورين في المختبر الموجود في الغرفة، وقد أبدى دبوسي كل إستعداد لذلك.