يفاقم إعلان البرلمان الليبي فتحي باشاغا رئيسا للوزراء صراعا على السلطة مع الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الحميد دبيبة، الذي شغل المنصب من خلال عملية دعمتها الأمم المتحدة العام الماضي.
وليس واضحا ما إذا كانت الأزمة السياسية قد تشعل شرارة صراع مسلّح، غير أنها تترك البلاد من دون حكومة موحدة، حيث الانقسامات عميقة بين القوى السياسية والعسكرية الرئيسية، ولا يوجد مسار واضح للمضي قدماً.
مخالفة وإطاحة
ويعتبر الكاتب والمحلل في الشأن الليبي محمد فؤاد في حديث لـ"جسور" انه "بعدما تمت جلسة البرلمان، وما سمّاها حكومة الإستقرار برئاسة وزير الداخلية السابق في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، بمخالفة لكل الإعلانات الدستورية والقوانين الدستورية والاعلان الدستوري وتعديلاته وأهمها الإتفاق السياسي الليبي وأيضا اتفاق جنيف واللائحة الداخلية للبرلمان، وبعد إعلان مجلس الدولة أنه معارض لما يقوم به البرلمان، فإن الحكومة ولدت شبه ميتة" ويشير الى انها "كانت رغبة عقيلة صالح ( رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح) وحفتر ( المشير خليفة حفتر قائد "الجيش الوطني" ) منذ أن فشل عقيلة في الوصول الى ان يكون رئيس المجلس الرئاسي أو تعيين حكومة جديدة في الشرق الليبي".
الحكومة.. ولدت ميتة!
ويقول فؤاد أنه ومن الواضح جدا أن هذه الحكومة ولدت ميتة والموقف الدولي كان واضح جدا في عدم الاعتراف بها ولم يحضر أي سفير أجنبي القسم اليمين ولا أي عضو من المجلس الرئاسي إنما بعض اعضاء البرلمان وهناك معارضة شديدة لهذه الحكومة سواء في الشرق أو الغرب الليبي يعني حتى في الشرق المفترض أنه تحت سيطرة حفتر والمقرب من صالح يرفض هذه الحكومة ومعظم الشارع الليبي يرغب في الوصول الى إنتخابات لتلغي هذه الاجسام خصوصا في المجلس الدولة والبرلمان".
لا اعتراف دولي
ويعتبر ان "تصريح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة وأيضا بيان الخمس دول الذي صدر اخيرا واليوم أيضا ما شهدناه من تصريح للأمين العام لجامعة الدول العربية كلها تدل على أنها لن يكون هناك أي اعتراف بهذه الحكومة وأنها موجودة فقط على الورق"، مؤكدا ان الحكومة الوحيدة الموجودة في ليبيا هي حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة".
ويوضح: "الموقف الدولي كان واضحاً جداً في أنه لن يعترف بهذه الحكومة وآخرها بيان جامعة الدول العربية وكما يعلم الجميع أنه محسوب على النظام المصري وهي الداعم الأول لحفتر وصالح ورغم ذلك كانت التصريحات ضد هذه الحكومة وانتهاك الانتخابات لأن هذه هي رغبة المجتمع الدولي. والدولة الوحيدة التي صرّحت بتأييدها لهذه الحكومة هي روسيا والكل يعلم الآن الوضع الروسي والصراع الروسي الاوكراني وموقف الدول الغربية من روسيا."
ماذا بعد؟
و"السؤال : وماذا بعد والكل يعلم أن المسيطرين على المنطقة الشرقية لا يرغبون في الوصول الى الانتخابات وهناك بعض الدول الإقليمية لا ترغب في انتخابات لأنها تشعر بأن البرلمان تحت سيطرتها لذلك الأيام المقبلة تكون صعبة ولكن لا أعتقد أنه سيكون هناك نزاع مسلّح ."