صدمة كبيرة للرأي العام اللبناني شكّلها الحكم الصادر عن محكمة كاين الفرنسية بحق الكاهن اللبناني منصور لبكي بعد إدانته بتهم اغتصاب أطفال والاعتداء عليهم جنسياً. صدمة لفداحة الجريمة بالنسبة لمن لا يعنيهم لبكي بشيئ، وصدمة أيضا لأولئك الذين أحبوه واعتادوا ترداد تراتيله الدينية وقراءة كتبه.
هي ليست أول قضية اعتداء جنسي تُرفع ضد لبكي، ولا الإدانة الأولى بحقه، فسبق أن تمت إدانة الأب في الفاتيكان عام 2012، حيث أصدر مجمع عقيدة الإيمان حكماً عليه بالاعتداء الجنسي على ثلاث قاصرات، أقر لبكي حينها بالاعتداء على ثلاث من الشاكيات.
الحكم، وإن كان غيابياً، اعتُبر نصراً للناجيات المُعتدى عليهن، بعد سنوات من المعاناة والقلق والخوف.
جديد القضية
وأصدرت محكمة الجنايات في كاين، غرب فرنسا، عقوبة السجن لمدّة 15 عاماً بحقّ الكاهن اللبناني منصور لبكي، بعدما أدانته غيابياً بتهم اغتصاب أطفال والاعتداء عليهم جنسياً.
وأدانت المحكمة الكاهن الماروني البالغ من العمر 81 عاماً، بعد ساعتين من المداولات، وبموجب الحُكم الصادر بحقّه، سيسجَّل اسمه في قائمة مرتكبي الجرائم الجنسية.
ويُقيم لبكي في لبنان، ولم يحضر جلسة محاكمته، علماً أن مذكّرة توقيف دولية صدرت بحقّه في ابريل/ نيسان 2016، لكن بيروت رفضت تسليمه.
وكان المدّعي العام، باسكال شو، الذي طلب عقوبة السجن 15 عاماً للمتّهم، قد قال في مرافعته إن لبكي لم يتوقّف أبداً عن تشويه سمعة المدّعيات، وذهب إلى حدّ اتهامهنّ بالجنون، لافتاً إلى أنه مارس عليهنّ ضغوطاً أيضاً، مباشرة أو غير مباشرة، أو على عائلاتهنّ، ومعلّلاً العقوبة التي طُلب إنزالها بالمتّهم بخطورة الجرائم المسندة إليه.
وفي مستهلّ الجلسة، قال المدّعي العام "إن التحقيق كان طويلاً، ولم يتجاوب لبكي بتاتاً مع طلبات قاضي التحقيق، مدّعياً أن لديه مشاكل صحية لم نتمكّن من التحقّق منها."
وأدانت المحكمة الكاهن الماروني البالغ من العمر 81 عاماً، بعد ساعتين من المداولات، وبموجب الحُكم الصادر بحقّه، سيسجَّل اسمه في قائمة مرتكبي الجرائم الجنسية.
ويُقيم لبكي في لبنان، ولم يحضر جلسة محاكمته، علماً أن مذكّرة توقيف دولية صدرت بحقّه في ابريل/ نيسان 2016، لكن بيروت رفضت تسليمه.
وكان المدّعي العام، باسكال شو، الذي طلب عقوبة السجن 15 عاماً للمتّهم، قد قال في مرافعته إن لبكي لم يتوقّف أبداً عن تشويه سمعة المدّعيات، وذهب إلى حدّ اتهامهنّ بالجنون، لافتاً إلى أنه مارس عليهنّ ضغوطاً أيضاً، مباشرة أو غير مباشرة، أو على عائلاتهنّ، ومعلّلاً العقوبة التي طُلب إنزالها بالمتّهم بخطورة الجرائم المسندة إليه.
وفي مستهلّ الجلسة، قال المدّعي العام "إن التحقيق كان طويلاً، ولم يتجاوب لبكي بتاتاً مع طلبات قاضي التحقيق، مدّعياً أن لديه مشاكل صحية لم نتمكّن من التحقّق منها."
الكهنة المتحرشون
وتداولت وسائل إعلام لبنانية عام 2016، تصريحاً للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، قال فيه إن هناك تجنياً على لبكي، لكنه تراجع عن أقواله لاحقاً، مجدِّداً طاعة بكركي لكلّ ما يصدر عن الفاتيكان، فالكنيسة المارونية في لبنان، ومقرّ بطريركيتها في بكركي، تتبع سلطة بابا روما كنسياً وإدارياً.
"جسور" سألت راعي أبرشية بيروت المارونية، المطران بولس عبد الساتر، إن كانت الكنيسة المارونية محرجة أو تتهرّب من قضايا التحرّش الجنسي بالأطفال من قبل رجال الدين.
يقول: "نحن نتبع البابا، رأس الكنيسة، والمشرّع الأول، ونلتزم بتشريعات روما ونطبقها"، مؤكدا أن الكنيسة لا تتستر على أي كاهن بأي شكل من الأشكال، من دون التطرق إلى مزيد من التفاصيل حول القضية.
"جسور" سألت راعي أبرشية بيروت المارونية، المطران بولس عبد الساتر، إن كانت الكنيسة المارونية محرجة أو تتهرّب من قضايا التحرّش الجنسي بالأطفال من قبل رجال الدين.
يقول: "نحن نتبع البابا، رأس الكنيسة، والمشرّع الأول، ونلتزم بتشريعات روما ونطبقها"، مؤكدا أن الكنيسة لا تتستر على أي كاهن بأي شكل من الأشكال، من دون التطرق إلى مزيد من التفاصيل حول القضية.
تحقيق لبناني
رئيس المركز اللبناني لحقوق الإنسان، وديع الأسمر، أسف لحديث بعض وسائل الإعلام اللبنانية عن مؤامرات تحاك ضد لبكي، مشيرا إلى أن القضاء الفرنسي كي يحوّر الأنظار عن الكنيسة الفرنسية إتهم كاهنا لبنانيا بهذه القضية.
وأضاف الأسمر في اتصال مع "جسور" أنه على الكنيسة اللبنانية والقضاء اللبناني فتح تحقيق داخلي جدي كون ما يجري مع لبكي سبق وحصل مع غيره من الكهنة.
وأضاف الأسمر في اتصال مع "جسور" أنه على الكنيسة اللبنانية والقضاء اللبناني فتح تحقيق داخلي جدي كون ما يجري مع لبكي سبق وحصل مع غيره من الكهنة.
عراقيل قضائية
ومن الضحايا اللواتي تستند المحكمة إلى شهاداتهن، فتاة فرنسية كانت في عمر الـ13 عاماً حين أودعت المركز عقب مرور عائلتها بحالة صعبة، وفتاتان لبنانيتان يتيمتان أُرسلتا إلى فرنسا حين كانتا في سن الـ7 والـ11 عاماً.
قال الفتيات الثلاث إن الكاهن كان يستدعيهن إلى مكتبه المطلّ على غرفته، بذريعة الاستماع إلى اعترافاتهن وإلى معاناتهن، على سبيل المثال، قبل أن يجلسهن على ركبتيه ويعانقهن بصفته "حاميهن"، ومن ثمّ يغتصبهن.
تفيد وثائق المحكمة أيضاً بأنه جرى الاستماع إلى نحو 20 ضحية محتملة أخرى للكاهن، بينهن فرنسيات عدة.
وتصف محامية الضحايا الثلاثة اللواتي أخذن صفة الادعاء الشخصي في القضية، صولانج دوميك، الأب لبكي بأنه "شخص متوحش دمّر حياة عشرات الضحايا، لكن معظمهن لبنانيات يخفن من التحدث علناً خوفاً من الانتقام".
ومنذ عام 2016، هناك مذكرتا توقيف، دولية وأوروبية، أصدرهما القضاء الفرنسي بحق الكاهن اللبناني الذي رفض الامتثال متذرعاً باحتمال مواجهته "محاكمة غير عادلة"، ورفض لبنان رسمياً تسليم الكاهن إلى فرنسا عام 2017.
قال الفتيات الثلاث إن الكاهن كان يستدعيهن إلى مكتبه المطلّ على غرفته، بذريعة الاستماع إلى اعترافاتهن وإلى معاناتهن، على سبيل المثال، قبل أن يجلسهن على ركبتيه ويعانقهن بصفته "حاميهن"، ومن ثمّ يغتصبهن.
تفيد وثائق المحكمة أيضاً بأنه جرى الاستماع إلى نحو 20 ضحية محتملة أخرى للكاهن، بينهن فرنسيات عدة.
وتصف محامية الضحايا الثلاثة اللواتي أخذن صفة الادعاء الشخصي في القضية، صولانج دوميك، الأب لبكي بأنه "شخص متوحش دمّر حياة عشرات الضحايا، لكن معظمهن لبنانيات يخفن من التحدث علناً خوفاً من الانتقام".
ومنذ عام 2016، هناك مذكرتا توقيف، دولية وأوروبية، أصدرهما القضاء الفرنسي بحق الكاهن اللبناني الذي رفض الامتثال متذرعاً باحتمال مواجهته "محاكمة غير عادلة"، ورفض لبنان رسمياً تسليم الكاهن إلى فرنسا عام 2017.
القضاء اللبناني
وحتى الآن لم يتحرّك القضاء اللبناني لإجراء أي تحقيق بشأن الادعاءات المساقة ضد لبكي.
يقول أنطونيو زعنّي، وهو أستاذ في القانون، ومحام بالاستئناف، ومن المطلعين على ملف لبكي القانوني، إن الكاهن لم يمثل أمام المحكمة في فرنسا لأنّ صحّته لا تسمح له بالسفر، وقد أجرى عملية في القلب، ومنعه الطبيب من ركوب طائرة.
وخلال السنوات الماضية، وبينما كان المسار القضائي الجزائي في فرنسا يأخذ مجراه، تقدّم لبكي بشكوى ضدّ بعض المدعيات ومحاميهنّ، بتهم التشهير، وتشكيل عصابة أشرار، وفبركة ملفات للإطاحة به، أمام القضاء اللبناني.
من جانبها، تنفي المحامية صولانج دوميك ما يقال عن تلفيق، لأن الضحايا لم يكن يعرفن بعضهن البعض، والتقين بالمصادفة حين بدأن الإدلاء بشهاداتهنّ.
ويقول زعنّي إنه مستعدّ للاعتذار من المدعيات إن ثبتت بالدليل القاطع إدانة لبكي، ويتمسك زعنّي بصعوبة إثبات شكاوى المدعيات، بسبب مرور الزمن، ولعدم وجود شهود يدعمون أقوالهن كما يرى أن سبب تلفيق القضية يعود إلى كون لبكي شخصية مهمة جداً بالنسبة للطائفة المسيحية في لبنان.
يقول أنطونيو زعنّي، وهو أستاذ في القانون، ومحام بالاستئناف، ومن المطلعين على ملف لبكي القانوني، إن الكاهن لم يمثل أمام المحكمة في فرنسا لأنّ صحّته لا تسمح له بالسفر، وقد أجرى عملية في القلب، ومنعه الطبيب من ركوب طائرة.
وخلال السنوات الماضية، وبينما كان المسار القضائي الجزائي في فرنسا يأخذ مجراه، تقدّم لبكي بشكوى ضدّ بعض المدعيات ومحاميهنّ، بتهم التشهير، وتشكيل عصابة أشرار، وفبركة ملفات للإطاحة به، أمام القضاء اللبناني.
من جانبها، تنفي المحامية صولانج دوميك ما يقال عن تلفيق، لأن الضحايا لم يكن يعرفن بعضهن البعض، والتقين بالمصادفة حين بدأن الإدلاء بشهاداتهنّ.
ويقول زعنّي إنه مستعدّ للاعتذار من المدعيات إن ثبتت بالدليل القاطع إدانة لبكي، ويتمسك زعنّي بصعوبة إثبات شكاوى المدعيات، بسبب مرور الزمن، ولعدم وجود شهود يدعمون أقوالهن كما يرى أن سبب تلفيق القضية يعود إلى كون لبكي شخصية مهمة جداً بالنسبة للطائفة المسيحية في لبنان.