ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بفيديوهات صادمة تظهر ضرب وتعذيب مجموعة من العمّال، لبنانيون وسوريون، بسبب سرقة لأرض شاب يُدعى شربل في منطقة العاقورة.
وتابع وزير الداخلية والبلديات اللبنانية القاضي بسام مولوي قضية الاعتداء على عدد من الشبان في المجدل قضاء جبيل، ولهذه الغاية اجرى اتصالا بالمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان طلب اليه استنفار كل الأجهزة المعنية في المديرية لتوقيف المعتدين.
وفي اتصال مع مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، أكد مولوي متابعته للجريمة البشعة امنياً وقضائياً لحين توقيف الفاعلين، وتسليمهم الى القضاء.
وبحث هذه المسألة مع النائب زياد حواط الذي اعرب عن استنكاره لما حصل وحرص بلدات جبيل كافة على الحفاظ على العيش المشترك.
فما الذي حصل بالتحديد وماذا عن التهديدات بالقتل وأين شربل والعمّال؟
مئة مليون ليرة لبنانيّة ونظارات سُرقت من شربل والعمّال الذين شكّ بهم تقاذفوا التهمة والفيديوهات التي ظهرت على مواقع التواصل الإجتماعي ليست كلّها حقيقيّة ومتّصلة بالحادثة يقول المحامي بيار طربيه لـ"جسور".
"شربل البالغ من العمر 27 سنة لا سوابق له ولا أحكام عليه ومعروف بين أبناء بلدته، لديه أرض وبساتين من الكرز والتفاح وحوالي 80 الى 90 عاملا" كما شرح طربيه. و"بعدما عمل الشبان في أرضه اتهمهم بسرقة نظاراته الشمسية ومبلغ مئة مليون ليرة لبنانية من سيّارته وفي لحظة غضب شديد، صوّر الفيديو الذي يظهر فيه العمال، من دون ثياب من فوق ليتم تفتيشهم وحبّات البطاطا في فمهم ليقرّوا بفعلتهم"،
وتابع طربيه: "تقاذفوا التهمة حتى أن رئيس العمال بادر الى إتهام البعض منهم بالسرقة وسادت الفوضى الموضوع". وبعدما حصلت الحادثة تقدّم شربل بشكوى وتواصل مع مخفر العاقورة وفي الوقت نفسه حضرت مخابرات الجيش الى المكان وتم نقل العمال وتسليمهم لمخابرات الجيش وتم توقيف شربل للتحقيق معه هو وفي اليرزة قاموا بالفحوصات الطبيّة اللازمة وأُطلق سراح شربل في اليوم التالي.
تهديدات بالقتل
وأخذت الحادثة تتفاعل على مواقع التواصل الإجتماعي بشكل مُضخّم بحسب طربيه واتُّهم شربل بالسفّاح وبالمجرم وغيره وانهالت تهديدات بقتله ووالدته وشقيقته وعلى الأثر أقفل خطه واختفى".
ويضيف: "لا زلنا نحاول أن نتصل به لأننا نريده أن يسلّم نفسه ليحمي نفسه ولإنهاء الموضوع وليأخذ القضاء مجراه ولا زلنا ننتظر أن يتصل بأحد منّا" مشيرا الى أن "لا شيء يبرّر ما فعله ويقول: "اذا كانت الفيديوهات صحيحة فمن غير الممكن ان تُطلق قيادة الجيش سراحه أصلاً".
الفيديوهات ليست كلها صحيحة
ويشير المحامي الى ان "ما حصل بالفعل هو أن شربل فقد أعصابه فتصرّف كذلك، لا نبرّر فعلته وتفاجأنا بالذي حصل والذي رأيناه في الفيديو ولا نقبله إنما نريد أن نوضّح أن الفيديو الوحيد الصحيح الذي يُظهر العمال بلا ثياب من فوق وحبّات البطاطا في فمهم وهو يصفعهم ليقرّوا بفعلتهم وليست كل الفيديوهات صحيحة ".
التحقيق جارٍ
وأصدرت قوى الأمن الداخلي في لبنان بياناً أوضحت فيه مجريات الحادثة، حيث أكدت أنه "بتاريخ 20 يونيو/ حزيران ادعى أحد الأشخاص أمام مخفر العاقورة بأن عدداً من العاملين لديه سرقوا مبلغاً وقدره مئة مليون ليرة وبناء لاشارة القضاء تم تحويل الشكوى إلى مفرزة جونية القضائية في وحدة الشرطة القضائية لمتابعتها".
وأضافت:"وبعد تداول فيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر اعتداءات بالضرب على مجموعة من العمّال على الفور فتح تحقيق بالحادث من قبل المخفر المعني بناء لإشارة القضاء المختص، وقد أخذت إشارة بإحضار الشخص الذي يعملون لديه للاستماع الى إفادته بهذا الشأن والتحقيق جارٍ".