احتدم المشهد في العراق بعد اعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزاله النهائي للعمل السياسي وذلك عشية قرار المحكمة الاتحادية العليا بالنظر بالطعون المقدّمة لحلّ البرلمان. فأي مصير ينتظر العراق؟ وهل تنجح الدعوة للحوار وتنقذ البلاد من خطر التوترات في الشارع؟
يرى المحلل والباحث في الشأن السياسي والاقتصادي العراقي نبيل جبار العلي التميمي في حديث لـ"جسور" ان "اعتزال الصدر ليس الاول من نوعه وقد لا تكون المرة الاخيرة، لكن للاعتزال هذا خصوصيّة كونه تزامن مع التحدّي السياسي القائم. ويقول: "المشهد القادم ، قد يكون مربكًا في بادئ الامر الا انه من الممكن ان يشهد في نهاية المطاف اتزانًا اكثر".
استبق القرار!
وعن قرار المحكمة الاتحادية العليا يقول: "الصدر ايقن ان صلاحيات المحكمة الاتحادية لن تجيز تلبية طلباته في حلّ البرلمان، لذلك استبق قرار المحكمة واعلن الانسحاب الذي تزامن مع ضغوطات دينيّة اخرى تضاف لسلسلة الضغوطات السياسية والاجتماعية الاخرى".
تحول سياسي
ومن جهته، يشير المحلّل السياسي العراقي وعضو المركز العربي الاسترالي أحمد الياسري في حديث لـ"جسور" الى ان التيار الصدري يمثّل التحول الذي حصل في المشهد السياسي العراقي بانتقال السياسة في العراق من الفكرة الحزبية الى الفكرة التيارية ولذلك حتى لو أعلن الصدر الاعتزال سيبقى تياره في الشارع لأن التيار بثلاثة رؤوس، رأس سياسي ورأس اجتماعي ورأس عقائدي."
قرار سياسي بامتياز
ويوضح الياسري ان "قرار الاعتزال هو قرار سياسي بامتياز مما سيُعقّد المشهد لأنه لن يحسُم من هو التيار الذي سيحكُم الشارع، وبطلب الصدر للجماعة التي ترتبط به ان تغادر المساحة السياسية لن يحسُم الجدل حول موضوع قيادة الشارع مشيرا الى أن الصدر حاول الآن ان يقف بوجه الإطار التنسيقي لكي يحتكر الأغلبية الشيعية في الشارع بعد أن حاول أن يحتكر الإغلبية الشيعية في البرلمان ولم يتمكن من ذلك."
الصدر اعلن انتماءه
ويقول: "قواعد التيار يسارية شيعية في الغالب وتنتمي الى تحركها الفكري الاجتماعي أكثر من الفكر المرجعي والعقائدي ويرى ان "حركته عقدت المشهد أكثر والإطار كان يواجه تيارًا شيعيًّا منظمًا ممكن أن يصعّد وتيرة التصادم معه وممكن أن يقلّله ولكن الآن الأمر أصبح أصعب على الإطار فهو ليس بمواجهة الصدريين إنما بمواجهة الجماهير الشيعية بشكل عام."