بلد يعيش على العتمة، وعاصمته مدينة أشباح. لبنان متروك لمصيره، لا يشبه مواطنيه، يعيش فيه الفرد مكسورا ومغلوبا على أمره. كل لبنان منطفئ إلا بيوت السياسيين، ينام اللبنانيون بتوقيت يُحدّده أصحاب المولدات أو شركة الكهرباء، يغسلون ثيابهم في وقت معيّن، يدرس التلاميذ بحسب التقنين.. جدول زمني يلتزمه اللبنانيون مرغمين، ولا إشارات حول إمكانية حلحلة أزمة الكهرباء في لبنان، إلا في ليلة رأس السنة.
التيار الكهربائي مقطوع بشكل شبه كامل عن الأراضي اللبنانية، منذ أكثر من شهر، حيث يتم تأمين التيار بمعدل ساعة واحدة يوميا في معظم المناطق، وبات اللبنانيون يعتمدون بشكل أساسي على الخدمات المقدمة من المولدات الخاصة، مع التقنين الذي تعتمده بدورها، والتي رفعت أسعارها بشكل غير مسبوق، إذ باتت فاتورة المولدات الشهرية تساوي أضعاف الحد الأدنى للأجور في البلاد.
أما عيدية الميلاد ورأس السنة، فهي تأمين التيار الكهربائي أو اشتراك المولدات لليلة كاملة، بعد أن صرح رئيس تجمّع أصحاب المولدات عبدو سعادة، الخميس، قائلاً "سنضيء مولداتنا للمواطنين ليلة رأس السنة".
بينما تنتهي سنة 2021 بظلمة اجتاحت القلوب والنفوس والبيوت، لكن الظلم في لبنان لم ينته ولا بصيص أمل في الأفق، ولا "مسؤول" يريد أن يبادر بالإصلاحات لملاقاة صندوق النقد الدولي وإنقاذ ما تبقى من لبنان وأهله. فهل يستقبل لبنان السنة الجديدة بالعتمة أيضاً؟
الشروط
في السياق، تشير الخبيرة في مجال حوكمة النفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال افريقيا لوري هيتايان، في حديث لـ"جسور"، إلى أن "البنك الدولي وضع شروطا إصلاحية على مؤسسة كهرباء لبنان وعلى الدولة للمبادرة في التمويل لاستجرار الغاز وأبرز الإصلاحات هي زيادة التعرفة وتحسين الجباية". وتوضح أن أبرز المشاكل في موضوع الكهرباء هي أن "الجباية غير صحيحة فهم إما يجبون متأخرين أو لا يجبون إطلاقاً، لأنه ثمة مناطق لا تدفع الفواتير أبداً". وتقول: "إضافة إلى التدقيق المالي لمؤسسة كهرباء لبنان خاصة وأن لبنان بلد مديون ومفلس لذلك لن يقرضنا أحد إن لم نقدّم ضمانات".
وردّاً على سؤال حول كيفية التوصل إلى حلّ في موضوع الكهرباء نظراً إلى أن البلد غارق في العتمة الكاملة، تكرّر هيتايان أنه "من دون ضمانات لن نصل إلى حلّ وأحد لا يريد القيام بأي إصلاحات"، فمن ناحية الضمانات "هي أن يبدأوا بالإصلاحات، لكننا نشكّك في استطاعة الدولة تطبيق الاصلاحات لناحية الجباية لكن من الممكن أن تزيد التعرفة"، بحسب قولها.
العرقلة
توضح هايتايان أن أسباب العرقلة مختلفة، ومنها في موضوع استجرار الغاز، إذ "يدقّق المصريون كثيراً اليوم، ويريدون ضمانة مكتوبة من الأميركيين بموضوع قانون قيصر". ولفتت إلى أنه "صحيح أن وزير الطاقة والمياه (وليد فياض) زار طرابلس يوم أمس وأطلق مشروعين ولا ندري إن كان العقد تنافسياً أو مفتوحا أو بالتداول الخارجي، "إلا أن الضمانة الأميركية هي الأساس، لأن الحملة الكبيرة التي أطلقت على الرئيس (الأميركي جو) بايدن من قبل الجمهوريين، بعدما مضى بموضوع خط "نورد ستريم 2" الذي ينطلق من روسيا إلى ألمانيا، والذي كان تحت العقوبات وتم توقيفه بعهد الرئيس السابق دونالد ترامب، مع الوسيط في ترسيم الحدود في لبنان وقالوا تم الاستكمال به وهذا ما يضغط به الجمهوريين على الرئاسة الأميركية، باعتبار أنه بمثابة دعم للنظام السوري وبالتالي يعزز موقف روسيا، وقد نكون عالقين بموضوع الانتخابات بين الجمهوريين والديموقراطيين".
واعتبرت هيتايان أن "أحداً لا يريد القيام بأي إصلاحات، ولو كانت لديهم النية لما كانوا بدأوا بصندوق النقد الدولي. هذه المنظومة غير مهتمّة بالإصلاحات، وتعوّل على حصول كارثة أكبر، لكي تتمّ دعوتها إلى مؤتمر في بلد ما، ولتطرح على أركانها تسوية يوافقون عليها معتقدين بذلك أن ضخ الأموال سيبدأ"، وتضيف: "للأسف الواقع هو أن المنظومة كلّها لا تريد اصلاحات خوفاً على مصالحها الشخصية بقطاع الكهرباء".
مشروعان وخطة
وأطلق وزير الطاقة والمياه وليد فياض، أعمال صيانة خط الغاز العربي داخل الأراضي اللبنانية، إضافة إلى صيانة وبناء خزانات مشتقات نفطية في منشآت النفط في طرابلس (شمالي لبنان)، بموجب العقد الموقع بين وزارة الطاقة وشركة روسنفت الروسية. وبعد لقائه رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، قال فياض: "إن تحسين التغذية والنهوض بقطاع الكهرباء يسير على السكة عبر موضوع الغاز القادم من مصر عبر سوريا، ما يتيح 8 ساعات إضافية، وكهرباء الأردن تزيد ساعتين أي 10 ساعات ككل.. وإصلاح الخط يجب أن يستغرق شهراً ونصف الشهر ما يسمح بوصول الغاز الى معمل دير عمار، ومن ناحية ثانية يجب أن تكمل مصر العمل الذي يقوم به".
التيار الكهربائي مقطوع بشكل شبه كامل عن الأراضي اللبنانية، منذ أكثر من شهر، حيث يتم تأمين التيار بمعدل ساعة واحدة يوميا في معظم المناطق، وبات اللبنانيون يعتمدون بشكل أساسي على الخدمات المقدمة من المولدات الخاصة، مع التقنين الذي تعتمده بدورها، والتي رفعت أسعارها بشكل غير مسبوق، إذ باتت فاتورة المولدات الشهرية تساوي أضعاف الحد الأدنى للأجور في البلاد.
أما عيدية الميلاد ورأس السنة، فهي تأمين التيار الكهربائي أو اشتراك المولدات لليلة كاملة، بعد أن صرح رئيس تجمّع أصحاب المولدات عبدو سعادة، الخميس، قائلاً "سنضيء مولداتنا للمواطنين ليلة رأس السنة".
بينما تنتهي سنة 2021 بظلمة اجتاحت القلوب والنفوس والبيوت، لكن الظلم في لبنان لم ينته ولا بصيص أمل في الأفق، ولا "مسؤول" يريد أن يبادر بالإصلاحات لملاقاة صندوق النقد الدولي وإنقاذ ما تبقى من لبنان وأهله. فهل يستقبل لبنان السنة الجديدة بالعتمة أيضاً؟
الشروط
في السياق، تشير الخبيرة في مجال حوكمة النفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال افريقيا لوري هيتايان، في حديث لـ"جسور"، إلى أن "البنك الدولي وضع شروطا إصلاحية على مؤسسة كهرباء لبنان وعلى الدولة للمبادرة في التمويل لاستجرار الغاز وأبرز الإصلاحات هي زيادة التعرفة وتحسين الجباية". وتوضح أن أبرز المشاكل في موضوع الكهرباء هي أن "الجباية غير صحيحة فهم إما يجبون متأخرين أو لا يجبون إطلاقاً، لأنه ثمة مناطق لا تدفع الفواتير أبداً". وتقول: "إضافة إلى التدقيق المالي لمؤسسة كهرباء لبنان خاصة وأن لبنان بلد مديون ومفلس لذلك لن يقرضنا أحد إن لم نقدّم ضمانات".
وردّاً على سؤال حول كيفية التوصل إلى حلّ في موضوع الكهرباء نظراً إلى أن البلد غارق في العتمة الكاملة، تكرّر هيتايان أنه "من دون ضمانات لن نصل إلى حلّ وأحد لا يريد القيام بأي إصلاحات"، فمن ناحية الضمانات "هي أن يبدأوا بالإصلاحات، لكننا نشكّك في استطاعة الدولة تطبيق الاصلاحات لناحية الجباية لكن من الممكن أن تزيد التعرفة"، بحسب قولها.
العرقلة
توضح هايتايان أن أسباب العرقلة مختلفة، ومنها في موضوع استجرار الغاز، إذ "يدقّق المصريون كثيراً اليوم، ويريدون ضمانة مكتوبة من الأميركيين بموضوع قانون قيصر". ولفتت إلى أنه "صحيح أن وزير الطاقة والمياه (وليد فياض) زار طرابلس يوم أمس وأطلق مشروعين ولا ندري إن كان العقد تنافسياً أو مفتوحا أو بالتداول الخارجي، "إلا أن الضمانة الأميركية هي الأساس، لأن الحملة الكبيرة التي أطلقت على الرئيس (الأميركي جو) بايدن من قبل الجمهوريين، بعدما مضى بموضوع خط "نورد ستريم 2" الذي ينطلق من روسيا إلى ألمانيا، والذي كان تحت العقوبات وتم توقيفه بعهد الرئيس السابق دونالد ترامب، مع الوسيط في ترسيم الحدود في لبنان وقالوا تم الاستكمال به وهذا ما يضغط به الجمهوريين على الرئاسة الأميركية، باعتبار أنه بمثابة دعم للنظام السوري وبالتالي يعزز موقف روسيا، وقد نكون عالقين بموضوع الانتخابات بين الجمهوريين والديموقراطيين".
واعتبرت هيتايان أن "أحداً لا يريد القيام بأي إصلاحات، ولو كانت لديهم النية لما كانوا بدأوا بصندوق النقد الدولي. هذه المنظومة غير مهتمّة بالإصلاحات، وتعوّل على حصول كارثة أكبر، لكي تتمّ دعوتها إلى مؤتمر في بلد ما، ولتطرح على أركانها تسوية يوافقون عليها معتقدين بذلك أن ضخ الأموال سيبدأ"، وتضيف: "للأسف الواقع هو أن المنظومة كلّها لا تريد اصلاحات خوفاً على مصالحها الشخصية بقطاع الكهرباء".
مشروعان وخطة
وأطلق وزير الطاقة والمياه وليد فياض، أعمال صيانة خط الغاز العربي داخل الأراضي اللبنانية، إضافة إلى صيانة وبناء خزانات مشتقات نفطية في منشآت النفط في طرابلس (شمالي لبنان)، بموجب العقد الموقع بين وزارة الطاقة وشركة روسنفت الروسية. وبعد لقائه رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، قال فياض: "إن تحسين التغذية والنهوض بقطاع الكهرباء يسير على السكة عبر موضوع الغاز القادم من مصر عبر سوريا، ما يتيح 8 ساعات إضافية، وكهرباء الأردن تزيد ساعتين أي 10 ساعات ككل.. وإصلاح الخط يجب أن يستغرق شهراً ونصف الشهر ما يسمح بوصول الغاز الى معمل دير عمار، ومن ناحية ثانية يجب أن تكمل مصر العمل الذي يقوم به".