بدأ العد العكسي في اليمن لانتهاء الهدنة المُمَدّدة وهي بين نقطتين اساسيتين إما التمديد الثاني أو استئناف الحرب. ورغم أن الأبعاد الإنسانية هي التي حكمت بالهدنة في المرة الأولى إلا أن بنودها لم تنفذ والسعي الحقيقي لتنفيذها ليس موجودًا.
من دون أدنى شك يمكن اعتبار مفاوضات الأردن انها عبدت الطريق في عدة محافظات أمام فرض الهدنة بشكلٍ حازم إلا أنها لم تثمر فعليًا عن اتفاقيات أو تفاهمات جدية واقتصر الأمر على مبادرات صغيرة لا تشير إلى حزم في التعاطي مع الحرب الجارفة الممتدة منذ سنوات.
اختبار دولي
في حين أعلنت الأمم المتحدة في 2 يونيو/حزيران الماضي توصل الطرفين المتحاربين في اليمن إلى اتفاق لتمديد الهدنة بينهما لمدة شهرين إضافيين تشير مصادر مطلعة الى تفوق احتمال تجدد المعارك على تمديد الهدنة ما رجحه الكاتب السياسي المتابع للشأن الخليجي والعربي، طارق أبو زينب في حديثٍ لـ "جسور" وقال إنه وبسبب "التعاطي السلبي والإجرامي للحوثيين يواجه المجتمع الدولي والأمم المتحدة اختبارًا صعبًا مع اقتراب الهدنة المعلنة في اليمن من نهايتها اذ بات الشعب اليمني يُبدي تشاؤمًا حيال إمكانية تمديدها، في ظل التعاطي السلبي والاجرامي للحوثيين".واعتبر أبو زينب أنه على "المليشيات الحوثية قبول تمديد الهدنة من أجل التخفيف من معاناة المواطنين وإتاحة المزيد من الوقت لتحقيق إنفراج حقيقي في فتح الطرق وفي استدامة الرحلات الجوية، وانسيابية وصول السفن والالتزام الفعلي ببنود الهدنة، وعدم افتعال العراقيل ووقف الخروقات العسكرية". وأشار أبو زينب إلى أن "لجان المراقبة رصدت أكثر من 4 آلاف انتهاك حوثي ميداني نتج عنه مقتل عشرات المدنيين، وهو ما حذر منه المراقبون الذين يرونه في الوقت ذاته فرصة للشرعية لترتيب صفوفها وتوحيد قواها العسكرية". وأكد أبو زينب أن الحكومة الشرعية حرصت على تخفيف معاناة السكان وقدمت المساعدات والامدادات الانسانية لهم فضلًا عن فتح الممرات الانسانية على اعتبار أن هذه الهدنة "استحقاق انساني" لا مفر منه لإنهاء معاناتهم.
التحالف يتعاون والحوثي يعرقل؟
في غضون ذلك، أكد الحوثيون ان التحالف ومن خلفه السعودية غير راغبين في المضي قدمًا في المفاوضات وانهم الطرف المعرقل في حلحلة الملف خصوصًا في عدم إبداء أي جهود لتنفيذ بنود الهدنة ما رفضه المحلل السياسي طارق أبو زينب إذ أكد أن "التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية رحب بإعلان المبعوث الأممي بدء الهدنة وتم من خلالها وقف كافة أشكال العمليات العسكرية بالداخل اليمني وعلى الحدود السعودية-اليمنية لتوفير الأرضية المناسبة لخفض التصعيد والوصول إلى تسوية سياسية للنزاع بين الأطراف اليمنية وتحقيق السلام الشامل". واعتبر أبو زينب ان خطوات التحالف تؤكد عكس ما يروج له الحوثيون اذ أبدت قياداته مرارًا التزامها بالتعاون ووقف جميع الأعمال العسكرية. وذكر أبو زينب عبر "جسور" بأن "قيادة التحالف العربي اتخذت تدابير عدة ودعمت جهود وترتيبات الأمم المتحدة لتثبيت الهدنة وتهيئة الأجواء للأطراف اليمنية لبدء العملية السياسية وصولًا إلى الأمن والاستقرار لأبناء الشعب اليمني الشقيق".
فرص الحرب تتقدم
وبحسب مصادر مقربة من قيادات صنعاء، لا يبدو أن فرصة تمديد الهدنة متوفرة بشكل كبير إذ إن "القيادات دعمت الاتفاق بهدف التخفيف من حدة الحصار لكنها عندما لمست تفريغًا للإتفاق من مضمونه واهدافه لا تجد نفسها ملزمة بالهدنة ولا ترى جدوى منها سوى المماطلة في ارساء حلول جدية". وبحسب المصادر "المهلة الاساسية وهي 4 اشهر وفرت لهم المدة اللازمة لرصّ الصفوف وترتيب الأوراق استعدادًا لجولة جديدة من الحرب". في المقابل، كان سفير مجلس التعاون الخليجي لدى اليمن سرحان بن كروز المنيخر، أكد أن دول المجلس ليس لديها إلا خيار واحد، وهو دعم الحل السياسي لإنهاء الأزمة اليمنية ليعود اليمن سعيداً كما عهده التاريخ. وأفاد بأن مشاورات الرياض التي عقدت بين الأطراف اليمنية أخيرًا نجحت لعدة أسباب رئيسية، أبرزها ثقة اليمنيين في جيرانهم مبينًا أن التحالف بذل جهودًا كبيرة في إنجاح الهدنة.