على مسافة ساعات قليلة من إقفال باب الترشح للانتخابات النيابية في لبنان، أكثر من 958 مرشحاً من بينهم 136 امرأة قدموا أوراقهم في وزارة الداخلية ومن المرجح أن يلامس العدد النهائي سقف الألف مرشح.
الاستحقاق النيابي هذه السنة سيكون مختلفاً في ظل خروج تيار المستقبل المكون السني الأبرز وإعلان رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة أخيرا عزوفه عن خوضها رغم محاولاته الحثيثة لرص الصفوف كبديل عن تيار المستقبل. أما القوى التغييرية ومن يمثلها فلم تجد حتى الآن عنواناً موحداً لها، إلا أنها تستعد لمواجهة الأحزاب التقليدية في الدوائر كافة.
انهيار المنظومة
المشهد ينذر بتغيير كبير في التحالفات والأعداد كما أن معايير جديدة ستفرض نفسها، ويرى الخبير الانتخابي كمال فغالي "أن الأحزاب التقليدية أمام تحديات كبيرة وما خروج رئيس تيار المستقبل من المعادلة سوى تأكيد على ذلك، فهو غادرها منهزماً بعد أن خسر 70% في المئة من قاعدته" كما علّق على خروج السنيورة وميقاتي من السباق الإنتخابي قائلا "انسحابهما مؤشر واضح على انهيار المنظومة، ولو كانا يتمتعان بالقوة السياسية كما في السابق لما أقدما على ذلك".
البديل موجود ولكن
فغالي يرى أن نبض الشارع يميل إلى القوى التغييرية، لكنه لفت إلى "أن عدم توحدها حول خطاب جامع ورؤيا واضحة سيتسبب في خسارتها للانتخابات" مضيفاً أن "الخلافات الايديولوجية عميقة بين مكوناتها العديدة" كما أشار إلى رفض قسم كبير منها التحالف مع عدد من الأحزاب والوجوه التقليدية في السياسية، واتجه نحو معارضة السلطة القائمة.
توحد المعارضة من شأنه أن يربحها نصف المقاعد النيابية، يؤكد فغالي متابعاً "أما وأنها لا تزال مشرذمة، فالدفة تميل إلى قوى 8 آذار، أي الثنائي الشيعي تحديداً، الذي سيحصل على الاكثرية النيابية وأيضاً الميثاقية".
سيطرة الثنائي
ويشرح الخبير الميثاقية بما يلي "سيحصل الثنائي على ممثلين من كافة الطوائف اللبنانية ما يخوله السيطرة على الحياة السياسية في لبنان واختيار رئيسي الجمهورية والحكومة كما رئيس مجلس النواب".
حماوة الانتخابات ستنعكس على باقي الأحزاب التقليدية بطريقة مختلفة، يتابع الخبير، ويشدد على أن للتحالفات دورا كبيرا في تحديد الأرقام والتمثيل في المجلس النيابي واعتبر أن كتلة القوات اللبنانية قد لا تتمثل بأكثر من أحد عشر مقعداً في حين أن كتلة التيار الوطني الحر ستخسر الكثير من المقاعد التي حصلت عليها في انتخابات عام 2018 لتنقذ نفسها ربما مع تحالفات قد نشهدها لاحقاً، ورأى أن الإشتراكي سيخسر مقعداً أو اثنين.
وثّمن فغالي الحضور النسائي ضمن كتلة في بيروت الثانية تتمثل فيها قوى المعارضة إلا أنه لم يضع فيها آمالاً كبيرة لافتقارها إلى آلية عمل واضحة وبرنامج جيد.
تجدر الإشارة إلى أن الانتخابات النيابية في لبنان ستجري في الخامس عشر من مايو/أيار المقبل وسيكون للصوت الاغترابي الفرصة ليقول كلمته فيها.