على أعتاب العام الدراسي الجديد، في بلد مُفلس وغارق بالأزمات الماليّة والإقتصاديّة غير المسبوقة تهدد مصيره التربوي، كشف رئيس لجنة التربية النيابية النائب حسن مراد عن ضغط أوروبي وأميركي لتعليم النازحين السوريين في دوامات ما قبلَ الظهرِ مكان الطلاب اللبنانيين مؤكّدًا "متابعته الأمر كي لا يَحصل".
المعلومات الخاصة بـ "جسور" أكّدت الخبر واصفة الموضوع بـ"التوطين غير المباشر في بلد مُفلس". فماذا يجري في الكواليس؟ وماذا عن مصير الطلاب اللبنانيين في هذه الحال؟
هكذا بدأت القضية
تُشير مصادر تربوية الى ان هذه القضية تعود الى أيام الامين العام السابق للامم المتحدة بان كي مون وتصريحه الشهير عن استيعاب النازحين في أماكن تواجدهم وضرورة اندماجهم في المجتمعات ووضع السياسات الوطنية من قبل الدول للتكيف مع بقائهم وصولا إلى اعطائهم الجنسية وما نتج عن هكذا تصريح من اعتراضات واسعة في الأمم المتحدة وفي لبنان. وتضيف المصادر: اندماج النازحين السوريين بدأ من الأمم المتحدة ولا نعرف ما هي سياستها وما تريد فعله بسوريا وبالنظام السوري أما الثابت فيبقى : "بتطلع براسنا".
المدارس الرسمية النائية
وبحسب المعلومات أنه ومنذ قبل الأزمة في لبنان، بدأ بعض المدارس الرسمية النائية باستقبال بعض الطلاب السوريين الى جانب اللبنانيين ان كان لديها موقع شاغر وذلك لتأمين حق الجميع بالتعليم، وفي هذه الحالة ليس مكانهم. وهذه الحالات موجودة ببعض المناطق، أما في بعض المناطق الأخرى، لا يقبل الأهالي أو المدارس أن يكون فيها طلاب سوريون بعض الظهر.
أضف الى ذلك،أنه قبل الازمة وكي لا تُقفل بعض المدارس أبوابها وفيها عدد قليل من الطلاب اللبنانيين والمدير يكون فيها "ضعيفا"، وبإذن استثنائي يتمّ تسجيل النازحين كي يبقى المدير وبهذه الحالة عندما يرى الأهالي ان المدرسة قد دخلها عدد كبير من الطلاب السوريين يقرروا تغيير المدرسة لأولادهم.
التمويل.. قبل وبعد
وتوضح المعلومات أن الأمم المتحدة تدفع للتلميذ النازح الذي أدخل الى المدرسة بدوام عادي (قبل الظهر) 200 دولار تقريبًا بينما في دوام بعد الظهر فالأمم تغطي التكلفة كاملة أي 600 دولار "غير أن النازحين السوريين المدمجين مع اللبنانيين، تدفع الامم المتحدة عليهم أقل من نصف القيمة وهو مبلغ صغير وتتحمّل المدرسة القيمة المتبقيّة من المصاريف وبالتالي تتحمّل الدولة اللبنانية المصاريف عن هذا التلميذ."
النازحون في المدارس الخاصة؟
وعمّا يتمّ تداوله عن اندماج النازحين السوريين مع الطلاب اللبنانيين في المدارس الخاصة، أشارت المعلومات الى ان هناك تواصلا ما بين اليونيسف - التي يأتيها التمويل من الكثير من الدول المانحة والتي تعمل بالأزمات - والمدارس الخاصة، فهمّهم الوحيد هو تعليم السوريين في لبنان باعتبار انه إذا أضربت المدارس الرسمية أو أقفلت فإنهم يضمنون تعليمهم في المدارس الخاصّة.
وتُشير المعلومات الى أنه لولا النازحين لما تلقّى لبنان أي مساعدة بتاتًا وبوجودهم يؤمّنون المسكن بدفع الإيجار والطبابة والأكل والتعليم والإستشفاء والرواتب وفرص عمل ان استطاعوا وهذا يُعتبر توطين غير مُباشر للنازحين.
مواجهة القرار
وعن المضي قدمًا بهذا القرار، تشير المعلومات الى ان "التمويل يتمّ على مستوى الدولة ووزارة التربية التي لا زالت ملتزمة تجاه الامم المتحدة وشرعة حقوق الانسان بإعطاء الحق لكل تلميذ موجود على الاراضي اللبنانية بالتعلّم، نستقبلهم في لبنان، نصرف عليهم بموازنة دولة مُفلسة."