يومًا بعد الآخر، تتكشف خيوط الجريمة التي أودت بحياة معارض من الجنسية السعودية، في الضاحية الجنوبية لبيروت. وكانت السلطات اللبنانية كشفت عن ملابساتها بسرعة قياسية وحصلت على تنويه بجهودها من السفير السعودي في لبنان وليد البخاري. إلا أن أصواتًا معارضة خارج السعودية عمدت إلى الترويج لرواية أخرى من خلال زج اسم ولي العهد محمد بن سلمان واتهامه بالتخطيط للجريمة.
السلطات اللبنانية فتحت تحقيقًا بالحادث وأظهرت النتائج الأولية أن المغدور م. م. اليامي (مواليد عام 1980) قتل "طعنًا بواسطة سكين"، على يد شقيقيه ع. م. مواليد عام 1976 و ح. م. مواليد عام 1990 قبل فرارهما، وتم توقيفهما لاحقًا داخل شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت، واعترفا بالتحقيق معهما "بقتل شقيقهما لأسباب عائلية"، وفق البيان الذي أصدرته قوى الأمن الداخلي في لبنان.
من هو المغدور
وللوقوف على حقيقة ما جرى تواصلت "جسور" مع الناشط والكاتب سياسي المتابع للشأن الخليجي والعربي طارق ابوزينب الذي أفاد بأن "المغدور مانع آل مهذل اليامي، لجأ إلى لبنان عام 2015 وسكن في الضاحية الجنوبية لبيروت، الخاضعة لنفوذ حزب الله، حيث كوّن شبكة من العلاقات الوثيقة مع قياديين في الحزب وقام بتأسيس ما يسمى بـ"حركة الحق والعدالة" وهي عبارة عن حزب أجنبي غير شرعي يعمل على الأراضي اللبنانية هدفه التحريض على حكومة المملكة العربية السعودية"، لكنه أكّد أنها "مكشوفه للشعب السعودي ولها ارتباطات بالهارب من العدالة والقضاء السعودي المسؤول الاستخباراتي السعودي السابق، سعد الجبري المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية والذي يعد أحد ممولي "حزب التجمع الوطني".
وبالاستناد إلى مصادر موثوقة، تابع مشيرًا إلى أن "مانع آل مهذل اليامي معروف عنه هوسه بالأسلحة العسكرية على أنواعها وبطرق استخدامها إضافة إلى علاقاته الواسعة مع مليشيات مسلحة طائفية موجودة على الأراضي السورية والعراقية ".
ارتباط بحزب خارج عن القانون
أما اللافت في تفاصيل قضية مانع آل مهذل اليامي، بحسب أبو زينب اتهام حزب "التجمع الوطني" الحكومة السعودية بجريمة قتل اليامي "لقد عمد هذا الحزب إلى بث الشائعات الكاذبة وتزييف الحقائق المغرضة ضد المملكة العربية السعودية وقيادتها، والنيل من النسيج السعودي الوطني الراسخ" لافتًا إلى أنه "تعوّد في خطابه الدعائي على إلصاق ادعاءات باطلة بالحكومة السعودية".
ويعود تاريخ إنشاء "حزب التجمع الوطني" إلى سبتمبر/أيلول 2020، وفي هذا السياق يوضح ابوزينب أنه "تأسس خارج السعودية بهدف تأمين غطاء سياسي ومالي لجميع الهاربين من القضاء السعودي والمتورطين في قضايا أمنية ومالية وفساد في المملكة العربية السعودية"، وكشف أن مانع آل مهذل اليامي أحد المساهمين في تأسيسه، "إلا أن هويته ظلّت مخفية طيلة عامين، كي لا يفضح قيام الحزب وأعضائه بالتنسيق مع حزب الله المدعوم من إيران".
ويشكل "حزب التجمع الوطني" كما يضيف ابوزينب "جزءاً من شبكة عالمية خبيثة ومعقدة جدًا تحمل أجندات خارجيّة هدفها النيل من النسيج السعودي والخليجي المتماسك والتخطيط للنيل من الاستقرار المجتمعي، والتغرير بشباب المملكة في ظل حكومة تسعى إلى تنمية وتطوير الإنسان والشباب وتنفيذ المشاريع التنموية والإجتماعية والثقافية والإقتصادية، ضمن رؤية طموحة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان".
في الختام، يؤكد أبو زينب أن "هوية القتيل السعودي وإقامته في الضاحية الجنوبية إضافة إلى عضويته المستترة في ما يسمي بـ"حزب التجمع الوطني " تفضح ارتباطه الوثيق بـ"حركة الحق والعدالة" ويضيف بأن "تساؤلات عدّة طرحت حول حقيقة ارتباط أعضاء حزب "التجمع الوطني" بإيران واحتضان وحماية حزب الله لهم، وانسحبت تلك التساؤلات على العلاقة التي تجمع بين الحركة وحزب "التجمع الوطني" وبـ "حزب الله" الذي تصنفه السعودية ومعها دول مجلس التعاون الخليجي منظمة إرهابية معادية، ومن الواضح للمراقب أن حزب الله "يرعاهم ويؤمن التغطية والحماية لهم ويستخدمهم لأغراضه السياسية".