تصريحان اخترقا المشهد اللبناني رئاسيًّا عقب فشل البرلمان اللبناني في جلساته المتتالية في انتخاب رئيس جديد للبلاد بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في 31 تشرين الأول / اكتوبر من العام الحالي. الاول للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي باتهامٍ ناري لمجلس النواب "بالفشل الذّريع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، واعتبار الجلسات بمثابة مسرحية - هزلية أطاحت بكرامة الذين لا يريدون انتخاب رئيس للبلاد وتفشيل كل الحوارات الداخلية منذ الـ2006"، أما التصريح الثاني فكان للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي عرض مواصفات مُحدّدة للرئيس.
خمس جلسات ولا زال حزب الله وما يعرف بالفريق الممانع الذي يدور في فلكه فضلا عن النواب "التغييريّين" من دون قرار حاسم بشأن الرئيس الذين ينوون انتخابه. فهل فعلا السيد حسن نصرالله يريد رئيسا في هذه الفترة؟ وهل من تسوية دوليّة اقليميّة تنتهي بانتخاب رئيس، وماذا عن حظوظ سليمان فرنجيه الرئاسية؟
ترجمة المواصفات
في هذا السياق، يوضح مسؤول جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور في حديث لـ"جسور" ان "حزب الله أكّد وبشكل واضح أنه يُريد رئيسا للجمهوريّة للحزب، وهو يتطلّع الى رئيس وضع مواصفاته كالآتي: رئيس مُمانع، يرفع ثُلاثيّة جيش وشعب ومُقاومة، ويحمي ظهر المُقاومة، يُقرّ ويعترف (وهو واقف على رجل واحدة) بأن ما يسمّى بالمقاومة دافعت عن السيادة الوطنية في لبنان".
بناء على ذلك، يشير جبور الى ان "حزب الله يريد رئيسا للحزب وأن يكون موقع الرئاسة الأولى من اختصاص حزب الله بينما نحن نريد رئيسا لجميع اللبنانيين ونحن بالنسبة الينا الصفة الوحيدة التي نريدها هي ان يطبّق الدستور فيما هو يريد أن يطبّق المفهوم الحزبي لحزب الله ويلتزم بأجندة الحزب وهناك فارق كبير بين ما نريد وما يريده هو".
وردا على سؤال عن دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الأمم المتحدة للتحرك وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان أمام فشل مجلس النواب الذريع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، أكّد جبور أنه أصبح واضحًا للبطريرك الراعي وفئة واسعة من اللبنانيين الا حلّ للأزمة اللبنانيّة إلا من خلال مؤتمر دولي، مشيرًا الى أنها ليست المرّة الأولى التي يدعو فيها البطريرك الماروني الى عقد مؤتمر دولي ولا علاقة لها حصرًا برئاسة الجمهورية، ويضيف انه "حتى لو انتُخب رئيس للجمهورية فهو سيكون من موقع إدارة الأزمة"، ويعتبر جبور ان "رئيس جمهورية سيادي واصلاحي طبعا يستطيع ان يُحسّن في شروط الدولة ودورها ولكن في نهاية المطاف لن تنتهي الأزمة اللبنانية بفعل سلاح حزب الله الذي يُصادر حقّ الدولة في ممارسة دورها وفي تطبيق الدستور".
ويضيف: "لذلك البطريرك يقول بشكل واضح أن المطلوب الذهاب الى مؤتمر دولي يُعيد الاعتبار للدستور اللبناني وللقرارات الدولية لأن لا حلّ بين اللبنانيين بفعل ان حزب الله يرفض تسليم سلاحه ويتمسّك بشروطه وها هو بالتجربة يضع موقفه الواضح بموضوع الشروط التي لها علاقة برئاسة الجمهورية".
بين فرنجية وباسيل.. عتبتان
يرى جبور ان "فرنجية (النائب السابق ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية المُقرّب من سوريا) أو باسيل (النائب ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل) بحاجة لعتبتين، وما زال وضع النائب السابق فرنجية عند حدود العتبة الأولى بمعنى أنه لم ينل بعد موافقة فريق 8 آذار”.
ويقول: "من بعد تجاوزه هذه العتبة عليه ان يتخطى العتبة الثانية المتعلّقة بالمعارضة ولذلك من الواضح ان هذا الفريق يتخبّط داخل صفّه وما زال من المبكر الحديث عن أي حسم رئاسي لهذا الشخص أو ذاك".