جديد الرغيف في لبنان، إصدار وزارة الاقتصاد جدولاً جديداً للأسعار واستحداث "ربطة الخبز العائلية" في ظلّ انهيار اقتصادي طاول الغني والفقير. وفي جولة ميدانية لـ"جسور" في شوارع العاصمة اللبنانية، يتضح حجم الهوّة الاجتماعية.
الناس لم تعُد تشتري المنقوشة كما كانت تفعل في السابق، هذا ما يؤكده صاحب أحد الأفران في منطقة المتحف، في بيروت، في حديث لـجسور"، لافتاً إلى أنه "ثمن المنقوشة تضاعف خمس مرات على وقع الانهيار المالي، لكنها تبقى الوجبة الأرخص مقارنة مع مختلف المأكولات".
الخبز وخصوصاً "العربي"، هو رغيف عيش اللبناني والحاضر على كلّ مائدة وضمن أي وجبة طعام. أما المنقوشة فهي الفطور الأشهر، ولا سيما "منقوشة الزعتر" (الصعتر) التي كانت الأرخص على الإطلاق، وكانت حتى الأمس القريب قوت الفقير. إلا أن الأزمة المالية، المتفاقمة منذ عامين في لبنان، وما تبعها من غلاء في أسعار المواد الغذائية، والطحين والمحروقات، انعكست ارتفاعاً في أسعار رغيف الخبز والمنقوشة.
سعر المنقوشة
"كل واحد فاتح على حسابو"، هذا ما أكّده صاحب الفرن، مشيراً إلى أن "سعر المناقيش يختلف من فرن إلى آخر بحسب المناطق".
وقال: "ترتفع تسعيرة المنقوشة كلّما ابتعدنا أو ارتفعنا بالمناطق، فمثلاً في منطقة الكسليك بكسروان كان سعر المنقوشة 25.000 من أسبوعين"، معتبراً أنه بغياب الرقابة على الأفران، الكل يتلاعب بالأسعار، وموضحاً أن سعر المنقوشة يتمّ احتسابه وفقاً لكلفة الإيجار لكل فرن، وفاتورة الكهرباء، وسواها، وهذه تختلف من منطقة إلى أخرى".
لا يخلو أي شارع في أي منطقة لبنانية، من فرن تقليدي يسترزق منه صاحبه من بيع المناقيش، وفي حين أن الكثير من المحال اختار الإقفال الاضطراري، تبقى الأفران تتحدّى الغلاء والتعب النفسي والإفلاس المادي.
صاحب الفرن، يُسهب في شرح فاتورة مدفوعاته الشهرية، قائلاً "في مطلع كلّ شهر تأتيك فاتورة الاشتراك بالمولدات الكهربائية، للـ5 أمبير، بقيمة مليون ومئتي ألف ليرة لبنانية. وتتراكم باقي الفواتير علينا، وهو حمل كبير على كلّ فرد بغياب الدعم وبسبب التفلّت الحاصل في لبنان". وأضاف"نحاول التوفير واعتماد التقنين في استخدامنا للكهرباء خلال النهار إلا أننا نبقى ندفع من جيوبنا بغياب الأرباح، كي لا نضطر إلى الإقفال".
الربطة العائلية؟
وبعدما أعلنت وزارة الإقتصاد والتجارة اللبنانية، الأربعاء، عن جدول جديد لتسعير ربطة الخبز الأبيض، حددت بموجبه سعر ربطة الخبز الصغيرة (زنة 380 غراماً) بـ 5 آلاف ليرة، والكبيرة (زنة 810 غرامات) بـ 7 آلاف ليرة، وربطة خبزٍ أخرى (زنة 1200 غرام) بـ 9 آلاف ليرة. اتضح في الواقع، أنه لم يتمّ رفع التسعيرة إنّما تمّ التلاعب بوزن ربطة الخبز، التي خضعت منذ بدء الأزمة لتعديلات عدة في الوزن وفي السعر.
واستحدثت وزارة الاقتصاد، وفقاً لبيانها الأربعاء، وزناً اضافياً للربطة الكبيرة أي 1200 غرام بسعر 9500 ليرة في المتاجر، معتبرة أنه "أصبح بإمكان العائلات الكبيرة شراء ربطة واحدة بوزن 1200 غرام بدلاً من ربطتين بكلفة اجمالية أقل".
وزن الـ1200 غرام، الذي اعتبرته الوزارة من الحجم العائلي، كان وزن ربطة الخبز قبل التعديلات في الأوزان والأسعار، التي خضعت لها الربطة منذ بداية الأزمة.
لكن وخلال جولة على عدد من الدكاكين في بيروت، صرّح أًحابها لـ"جسور"، أنهم لم يسمعوا بالموضوع بعد، كما لم يتمّ إعلامهم من قبل الموزّعين بشأن الربطة العائلية.
وقال صاحب أحد الدكاكين، "ملتزمون بتسعيرة الوزارة (الاقتصاد) والطلب على الخبز مستقر نسبياً ويزداد أكثر بعدما سمع الموطنون برفع الوزارة للأسعار".
النقيب السابق لأصحاب الأفران علي إبراهيم، قال الخميس، إن "الإرتفاع الذي سجّله سعر ربطة الخبز طبيعي و"البروبغندا" الإعلامية التي تحصل للخبز لا تحصل للمواد الأخرى وأنا أسأل "شو البديل" في ظلّ عدم ثبات سعر المحروقات".
من تسعيرة وزارة الاقتصاد إلى التاجر وصاحب الفرن والموزّع وصاحب الدكان وصولاً إلى المستهلك في لبنان، تكون دورة رغيف الخبز قد بدأت من عند دولة لم تقم بأي إجراء لوقف الانهيار الحاصل، وانتهت على مائدة عائلات بات همّها الأكبر تأمين رغيف الخبز.
الناس لم تعُد تشتري المنقوشة كما كانت تفعل في السابق، هذا ما يؤكده صاحب أحد الأفران في منطقة المتحف، في بيروت، في حديث لـجسور"، لافتاً إلى أنه "ثمن المنقوشة تضاعف خمس مرات على وقع الانهيار المالي، لكنها تبقى الوجبة الأرخص مقارنة مع مختلف المأكولات".
الخبز وخصوصاً "العربي"، هو رغيف عيش اللبناني والحاضر على كلّ مائدة وضمن أي وجبة طعام. أما المنقوشة فهي الفطور الأشهر، ولا سيما "منقوشة الزعتر" (الصعتر) التي كانت الأرخص على الإطلاق، وكانت حتى الأمس القريب قوت الفقير. إلا أن الأزمة المالية، المتفاقمة منذ عامين في لبنان، وما تبعها من غلاء في أسعار المواد الغذائية، والطحين والمحروقات، انعكست ارتفاعاً في أسعار رغيف الخبز والمنقوشة.
سعر المنقوشة
"كل واحد فاتح على حسابو"، هذا ما أكّده صاحب الفرن، مشيراً إلى أن "سعر المناقيش يختلف من فرن إلى آخر بحسب المناطق".
وقال: "ترتفع تسعيرة المنقوشة كلّما ابتعدنا أو ارتفعنا بالمناطق، فمثلاً في منطقة الكسليك بكسروان كان سعر المنقوشة 25.000 من أسبوعين"، معتبراً أنه بغياب الرقابة على الأفران، الكل يتلاعب بالأسعار، وموضحاً أن سعر المنقوشة يتمّ احتسابه وفقاً لكلفة الإيجار لكل فرن، وفاتورة الكهرباء، وسواها، وهذه تختلف من منطقة إلى أخرى".
لا يخلو أي شارع في أي منطقة لبنانية، من فرن تقليدي يسترزق منه صاحبه من بيع المناقيش، وفي حين أن الكثير من المحال اختار الإقفال الاضطراري، تبقى الأفران تتحدّى الغلاء والتعب النفسي والإفلاس المادي.
صاحب الفرن، يُسهب في شرح فاتورة مدفوعاته الشهرية، قائلاً "في مطلع كلّ شهر تأتيك فاتورة الاشتراك بالمولدات الكهربائية، للـ5 أمبير، بقيمة مليون ومئتي ألف ليرة لبنانية. وتتراكم باقي الفواتير علينا، وهو حمل كبير على كلّ فرد بغياب الدعم وبسبب التفلّت الحاصل في لبنان". وأضاف"نحاول التوفير واعتماد التقنين في استخدامنا للكهرباء خلال النهار إلا أننا نبقى ندفع من جيوبنا بغياب الأرباح، كي لا نضطر إلى الإقفال".
الربطة العائلية؟
وبعدما أعلنت وزارة الإقتصاد والتجارة اللبنانية، الأربعاء، عن جدول جديد لتسعير ربطة الخبز الأبيض، حددت بموجبه سعر ربطة الخبز الصغيرة (زنة 380 غراماً) بـ 5 آلاف ليرة، والكبيرة (زنة 810 غرامات) بـ 7 آلاف ليرة، وربطة خبزٍ أخرى (زنة 1200 غرام) بـ 9 آلاف ليرة. اتضح في الواقع، أنه لم يتمّ رفع التسعيرة إنّما تمّ التلاعب بوزن ربطة الخبز، التي خضعت منذ بدء الأزمة لتعديلات عدة في الوزن وفي السعر.
واستحدثت وزارة الاقتصاد، وفقاً لبيانها الأربعاء، وزناً اضافياً للربطة الكبيرة أي 1200 غرام بسعر 9500 ليرة في المتاجر، معتبرة أنه "أصبح بإمكان العائلات الكبيرة شراء ربطة واحدة بوزن 1200 غرام بدلاً من ربطتين بكلفة اجمالية أقل".
وزن الـ1200 غرام، الذي اعتبرته الوزارة من الحجم العائلي، كان وزن ربطة الخبز قبل التعديلات في الأوزان والأسعار، التي خضعت لها الربطة منذ بداية الأزمة.
لكن وخلال جولة على عدد من الدكاكين في بيروت، صرّح أًحابها لـ"جسور"، أنهم لم يسمعوا بالموضوع بعد، كما لم يتمّ إعلامهم من قبل الموزّعين بشأن الربطة العائلية.
وقال صاحب أحد الدكاكين، "ملتزمون بتسعيرة الوزارة (الاقتصاد) والطلب على الخبز مستقر نسبياً ويزداد أكثر بعدما سمع الموطنون برفع الوزارة للأسعار".
النقيب السابق لأصحاب الأفران علي إبراهيم، قال الخميس، إن "الإرتفاع الذي سجّله سعر ربطة الخبز طبيعي و"البروبغندا" الإعلامية التي تحصل للخبز لا تحصل للمواد الأخرى وأنا أسأل "شو البديل" في ظلّ عدم ثبات سعر المحروقات".
من تسعيرة وزارة الاقتصاد إلى التاجر وصاحب الفرن والموزّع وصاحب الدكان وصولاً إلى المستهلك في لبنان، تكون دورة رغيف الخبز قد بدأت من عند دولة لم تقم بأي إجراء لوقف الانهيار الحاصل، وانتهت على مائدة عائلات بات همّها الأكبر تأمين رغيف الخبز.