في ظل الحديث عن تطور مرتقب قد تشهده العلاقات اللبنانية الخليجية لاسيما السعودية منها، خصوصاً بعد بيان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الذي أكد فيه "إلتزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التّعاون مع السعودية ودول مجلس التّعاون الخليجي، والإلتزام بكل قرارات جامعة الدول العربية"، خرج الى التداول مصطلح "السعودية الجديدة في لبنان"، إذ أن العلاقة بين البلدين ستعرف شكلاً جديداً فكيف ومتى وما هي أبرز عناوين العودة السعودية الى بيروت؟
يقول الكاتب السياسي اللبناني والمتابع للشأن الخليجي والعربي طارق أبو زينب، في حديث لـ"جسور"، إن "السعودية تمارس سياسة خارجية جديدة تستند الى الحزم والوضوح والانفتاح وربط المصالح مع دول العالم، وهناك رؤية للسياسة السعودية الخارجية وفريق جديد ومعطيات جديدة على الساحة الاقليمية والدولية".
ويضيف أبو زينب: "السياسة السعودية تستند الى ثوابت راسخة على مر العقود الماضية تنطلق من الدائرة الأولى الخليجية ثم الاقليمية العربية والاسلامية، وتتمسك بسياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وفي الوقت نفسه عدم السماح لأي دولة للتدخل في شؤونها الداخلية والتعامل مع السعودية أصبح كدولة محورية قيادية في المنطقة والعالم ".
فمنذ إطلاق رؤية 2030 الطموحة، وملامح سعودية جديدة تتكرس على كل الصعد والمملكة العربية السعودية أصبحت من الدول الرائدة بقوة في صناعة القرار السياسي في العالم ".
ويرى أبو زينب أن "من يراقب تحركات الرياض السياسية والاقتصادية يدرك أن نهجها قائم على الانفتاح على المكونات اللبنانية، والتحول والتطور في الاسلوب والتواصل مع الآخرين، وفي الوقت نفسه هي متمسكة بثوابتها العربية والاستراتيجية. وهي تدرك تماماً أن أي فراغ سياسي في أي محيط عربي يعطي فرصة لدول أخرى هدفها التشويش وإثارة الفوضى في استغلال الفراغات، وتسعى السعودية الى الاستقرار في لبنان خاصة والدول العربية عموماً".
محطات سعودية في لبنان
ويتابع: "تسعى الرياض أيضاً للوقوف إلى جانب الشعب اللبناني ومساعدة اللبنانيين على تخطي الازمة الاقتصادية الصعبة، وهذا الشعور الإنساني الاخوي ليس غريباً عن السعودية التي أوقفت الحرب الاهلية اللبنانية برعايتها اتفاق الطائف، وعملت على إعادة الاعمار بعد الحرب الاهلية وقدمت المنح التعليمة والاقتصادية، ودعمت لبنان في المحافل الدولية وكانت ولا تزال الدولة الشقيقة الصادقة التي تسعى دائما لازدهار لبنان وشعبه و من دون اي مقابل أو استثمار سياسي".
وكانت قد رحبت وزارة الخارجية السعودية ببيان الحكومة اللبنانية وما تضمنه من نقاط إيجابية، معربة عن أملها في أن يُسهم ذلك في استعادة لبنان لدوره ومكانته عربياً ودولياً. وأكدت وزارة الخارجية تطلع السعودية إلى أن يعم لبنان الأمن والسلام، وأن يحظى الشعب اللبناني الشقيق بالاستقرار والأمان في وطنه والنماء والازدهار وعلى الشعب اللبناني، وعلى الشعب اللبناني أن يحافظ على العلاقة الاخوية الصادقة مع السعودية وأن يقف ضد أي كيانات أو دول تحاول سلخ لبنان عن علاقته التاريخية مع المملكة العربية السعودية والمحيط العربي".
هجوم حوثي
في سياق آخر، علّق أبو زينب على الاعتداءات الاٍرهابية المتكررة من الحوثيين على أراضي وسيادة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة بالقول: "اللبنانيون الاحرار والسياديون يستنكرون بأشد عبارات الاستنكار هذا الإعتداء الغاشم، ويطالبون المجتمع الدولي بالوقوف بحزم خلف المملكة وردع الحوثيين الارهابيين وإيران التي تدعمهم".
وكانت حركة أنصار الله الحوثية في اليمن، قد أعلنت أنها استهدفت الجمعة، منشآت شركة أرامكو في جدة ومنشآت حيوية في العاصمة السعودية الرياض بدفعة من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة.