لا يزال ملف غرق باخرة الركاب في رحلة الموت غير الشرعية قبالة مرفأ طرابلس شمالي لبنان يتفاعل، فبعدما انطلقت غواصة الإنقاذ، صباح الاثنين، من مرفأ طرابلس، باتجاه موقع غرق "زورق الموت"، لتبدأ عملية البحث عن المركب والضحايا الذين يزيد عددهم عن الثلاثين شخصاً تبعاً للتقديرات، عادت الغوّاصة spices 6 أدراجها إلى مرفأ طرابلس بعد رحلة امتدّت أكثر من 3 ساعات ونصف.
ووصلت الغواصة، الآتية من إسبانيا بتمويل فردي خاص من الجمعية الأسترالية، الخميس الماضي، إلى مرفأ طرابلس، بعدما تولّى الجيش اللبناني نقلها من مرفأ بيروت مع التجهيزات الخاصة بها لتبدأ اليوم مهمتها بانتشال الزورق، ومن المتوقع أن تستمرّ العملية، التي يقوم بها فريق فني أجنبي بالتعاون مع الجيش اللبناني، بضعة أيامٍ.
تأجيل المَهمّة
وتحدث مسؤول العلاقات العامة عن هذه المهمة، الدكتور رودريك نوفل، في اتصال مع "جسور"، لافتا إلى أن عملية البحث تأجّلت بسبب تعذّر إنزال الغواصة إلى عمق البحر نتيجة شدّة الرياح وارتفاع الموج، بعد محاولات عدّة، من أجل انتشال رفات أكثر من 30 شخصاً كانوا على متن قارب من الخشب غرق بهم في 23 أبريل/ نيسان الفائت، على بعد نحو 6 كيلومترات من شاطئ طرابلس بالقرب من محمية جزر النخل.
وأكد نوفل استمرار المهمة في الأيام القليلة المقبلة بالتعاون مع الفرق الأجنبية لمحاولة انتشال ما تبقى من جثث، معربا عن شكره للجمعية الأسترالية التي موّلت مَهمة إحضار الغواصة، وعدد من الشخصيات والجمعيات والشركات.
وفي السياق، شرح نوفل أنّ الغواصة ستعمل على اكتشاف مكان وجود الزورق الغارق، في المرحلة الأولى من مهامها، ومن ثم تقييم وضعه وانتشاله ثم نقله وتسليمه للجيش.
ميزات الغواصة
وقال قائد القوات البحرية في الجيش اللبناني، العقيد الركن هيثم ضناوي، من مرفأ طرابلس، إن غواصة الإنقاذ ستبدأ عملها بحثاً عن الزورق والضحايا، مشيراً إلى أنها أبحرت لما يقارب الساعة تقريباً لتصل إلى الوجهة المطلوبة تحضيراً لتنفيذ البرنامج المطلوب.
ولفت ضناوي إلى أن الغواصة يبلغ طولها 5.68 م وعرضها 2.24 م، ويمكن أن تصل إلى عمق 2180 متراً، أما طاقمها فهو مؤلف من ثلاثة أشخاص من الذين يديرونها، وستبقى كل فترة الغوص على اتصال دائم مع مدير الغواصة غير الموصولة بأسلاك إلى السطح، لذلك ستذهب لتنفذ مهمتها كاملةً ومن ثم تعود مع التسجيلات والملاحظات، وقد أنشأت القوات البحرية غرفة عمليات خاصة لمواكبة ومتابعة مهمة الغواصة.
وطلب قائد القوات البحرية من المواطنين عدم الاقتراب من نقطة العمليات، متوقفاً عند دقة المهمة، المتوقع أن تستمرّ لأيام وذلك مرتبط بالنتائج.
مسار البحث والتحقيق
وترجح معظم التقديرات أن تكون جثامين المفقودين عالقة داخل المركب بغرفته السفلية التي اختبأوا فيها لحظة الغرق وأغلقوا الباب، وفق روايات الأهالي.
ويُذكر أن القارب غرق أثناء عملية هروب غير نظامية من شمالي لبنان إلى إيطاليا، واعترضهم طرادان مطاطيان وسفينة تابعة للجيش بعد نحو ساعتين من انطلاقهم ليلًا، قبل تجاوزهم المياه الإقليمية اللبنانية.
وفي منتصف يونيو/ حزيران الفائت، تقدّم نحو 11 محاميًا بشكوى قضائية ضد 13 عنصرًا بحريًا عسكريًا، بتهمة التسبب بإغراق القارب، ولم يتم البت بالدعاوى بعد. في حين يعول البعض على انتشال القارب، وأن تساعد عملية الكشف عليه مسار التحقيقات، ومن المفترض أن تخضع رفات المفقودين لفحوص DNA لكشف هويتها قبل تسليمها لذويهم.