بات مع كل استحقاق في لبنان ، أكان رياضياً ، سياسياً، اقتصاديا ًأم أمنياً، حدث آخر . وفي ظل التأزم السياسي الذي يعيشه لبنان وخصوصا ديبلوماسياً مع دول الخليج، المشهد يزداد حساسية يوماً بعد يوم.
فقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر وصول فريق أمني إماراتي الى مطار رفيق الحريري الدولي في لبنان وبحوته أسلحة، يرافق المنتخب الاماراتي لكرة القدم الذي يخوض مباراة مع نظيره اللبناني يوم الثلاثاء المقبل،
وعلى الأثر، أشار وزير الداخلية والبلديات اللبناني بسام المولوي الى أن الفريق الأمني الإماراتي حضر الى لبنان لتأمين حماية ومواكبة المنتخب الاماراتي لكرة القدم.
إرتفاع منسوب التوتر
وبعد تساؤلات كثيرة في لبنان، كان لـ "جسور" حديث مع العميد المتقاعد هشام جابر، الذي اعتبر أن "هناك من يريد استغلال الأمر سياسياً لزيادة التوتر بين لبنان ودولة الإمارات مع رفضه تأييد هذا المنحى"، وقال: "لا اعتقد أن الصديق الاماراتي قد يتعرض لأي خطر في لبنان لانه ليس من مصلحة الأطراف".
وأوضح جابر أن "الضيوف لا يأتون الى لبنان ويحملون أسلحة ولكن هذا الفريق له حتماً صفة أمنية ورسمية"، مضيفاً أنه "كان هناك اتصال بالسلطات اللبنانية قبل وصول الفريق الأمني وقد تمّ التبليغ عن الأسلحة وكما لاحظنا، السلاح ليس محمولا بشكل ظاهر إنما موجود بالحقائب"، معتبراً "أن هناك نوعا من التخوّف نظراً للوضع السائد في لبنان، وقد أتى الفريق الأمني لمواكبة المنتخب الاماراتي في حال حدث أي اشكال"، وأضاف "تمر المباراة انشاء الله من دون اي حادث، وسيذهب السلاح معهم كما أتى وينتهي الموضوع".
وأعطى العميد المتقاعد مثلا عن أن "الاميركيين يدخلون الى لبنان بأسلحتهم، ولكن قبل الوصول يبلغون الجيش اللبناني وجهاز أمن المطار والسلطات الأمنية بها ".
إنقسام في الآراء
وأكّد جابر أن "الانقسامات حول هذا الموضوع كثيرة وهو أمر طبيعي، وهناك من سأل أيضاً ماذا لو كان مع الفرق الرياضي الايراني سلاح عندما دخل مطار رفيق الحريري الدولي مستذكرا ما حصل من ضجة حول كثرة الحقائب التي كانت بحوزة المنتخب الايراني والمواقف الحادّة جداً التي سُجلت"، معتبراً أن هذا التصرف "ليس خرقاً للسيادة باعتبار أن السلطات الأمنية قد أُعلمت بدخول السلاح ونوعه".
ردود متباينة
وفي سياق الردود التي سجلت ، توجّه المفتي الجعفري الشيخ عباس زغيب الى وزير الداخلية، في تغريدة، قائلاً: "اليست وظيفتك ووظيفة الاجهزة الامنية التي تعمل تحت اشراف معاليك تأمين الحماية لكل اللبنانيين ولكل الوافدين الى لبنان الا تخجل من تبريرك بان هناك فريقا أمنيا قادما لتأمين حماية فريقه الرياضي وكلامك هذا يؤكد انك لا تؤمن بالسيادة والاستقلال ونختم بالمثل القائل ان لم تستح فافعل ما شئت".
والأسبوع الماضي، ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي بصور تظهر وصول لاعبي المنتخب الإيراني إلى مطار بيروت وبحوزتهم أعداد كبيرة من الحقائب الضخمة، قبيل مواجهة منتخب لبنان في تصفيات مونديال 2022.وإثر تلك الضجة، طلب وزير الداخلية من جهاز أمن المطار إجراء الاستقصاءات اللازمة حول الموضوع، وتسليمه تقريرا مفصلا لاتخاذ الإجراءات المناسبة بهذا الشأن.
أما في موضوع الفريق الأمني الاماراتي، فقد غرّد المولوي قائلاً: "سبق وصول الفريق الأمني الى لبنان استحصاله على موافقة من كل من وزارة الدفاع الوطني وقيادة الجيش اللبناني لإدخال الأسلحة التي تم التأكد منها قبل إدخالها، على ان يحصل الإجراء عينه عند مغادرة الوفد الأمني لبنان".