تحديات أمنية جديدة تواجهها قوات الأمن العراقية، تتمثل بلجوء "فرق الموت" التابعة للفصائل المسلحة، إلى محاكاة أسلوب تنظيم داعش الإرهابي، عبر الهجمات الدموية، وتفخيخ العجلات، في مواجهة خصومها، وتصفية المعارضين. فمن هي "فرق الموت" ومن يقف وراءها ؟
هي مجاميع مصغرّة تابعة للفصائل المسلحة، تنفّذ عمليات الإغتيالات المناطة بها، وأبرزها واقعة اغتيال الصحافي العراقي أحمد عبد الصمد، العام الماضي في محافظة البصرة، حيث أصدر القضاء حكما بالإعدام على قاتله، الذي اعترف بصلاته بتلك المجاميع.
وفي ظل التطور النسبي لقدرات الأمن العراقية، في الكشف عن المتورطين بتلك الأعمال، وزيادة الأدوات التقنية، مثل كاميرات المراقبة، رأت تلك المجموعات، أن التفخيخ في المواقع البعيدة، ومن ثم تفجير تلك الدراجات أو السيارات عن بعد، هو الطريق الأسلم والأسهل من عمليات الاغتيال، خصوصا وأن عددا من المتورطين بتلك العمليات تم اعتقالهم، مثل قاتل الخبير الأمني هشام الهاشمي، وقاتل الصحافي عبد الصمد وآخرين.
ولم يكن تفجير البصرة هو الأول من نوعه لتلك المجموعات، إذ تكشفت ملابسات عملية مماثلة في أبريل/ نيسان الماضي، عندما انفجرت عبوة ناسفة كانت موضوعة داخل دراجة نارية، على طريق القناة باتجاه منطقة بغداد الجديدة، مما أدى إلى مقتل صاحب الدراجة وإصابة آخر كان برفقته.
غير أن فصيلا مسلحا طوّق مستشفى ابن النفيس في بغداد، حينها، بهدف إخراج الجريح، لكن قوة أمنية وصلت وأبعدت تلك المجموعات عن المستشفى، ورفضت تسليمه إليهم، في واقعة سلطت الضوء على سلوك تلك الفصائل في مواجهة خصومها.
وفي ظل التطور النسبي لقدرات الأمن العراقية، في الكشف عن المتورطين بتلك الأعمال، وزيادة الأدوات التقنية، مثل كاميرات المراقبة، رأت تلك المجموعات، أن التفخيخ في المواقع البعيدة، ومن ثم تفجير تلك الدراجات أو السيارات عن بعد، هو الطريق الأسلم والأسهل من عمليات الاغتيال، خصوصا وأن عددا من المتورطين بتلك العمليات تم اعتقالهم، مثل قاتل الخبير الأمني هشام الهاشمي، وقاتل الصحافي عبد الصمد وآخرين.
ولم يكن تفجير البصرة هو الأول من نوعه لتلك المجموعات، إذ تكشفت ملابسات عملية مماثلة في أبريل/ نيسان الماضي، عندما انفجرت عبوة ناسفة كانت موضوعة داخل دراجة نارية، على طريق القناة باتجاه منطقة بغداد الجديدة، مما أدى إلى مقتل صاحب الدراجة وإصابة آخر كان برفقته.
غير أن فصيلا مسلحا طوّق مستشفى ابن النفيس في بغداد، حينها، بهدف إخراج الجريح، لكن قوة أمنية وصلت وأبعدت تلك المجموعات عن المستشفى، ورفضت تسليمه إليهم، في واقعة سلطت الضوء على سلوك تلك الفصائل في مواجهة خصومها.
أسلوب إرهابي
وفي السياق، لفت المستشار في المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية، الدكتور الناصر دريد إلى أنّ "فرق الموت" الحالية ظهرت للمرة الأولى مع انتفاضة تشرين، عندما برزت الإنتفاضة في شوارع بغداد تحديدا، وبدأت حينها بعملية قنص وقتل المتظاهرين، تارة بشكل عشوائي وطورا من خلال عمليات مقصودة لأسماء معينة يجري استهدافها كقيادات الإنتفاضة مثلا.
دريد، وفي اتصال مع "جسور"، رأى أن هذا القنص بحق المتظاهرين كان يتم في ساحة التظاهرات، وأحيانا كان يحصل بعد إنتهاء الإحتجاجات خصوصا عندما إنتهت مرحلة الإعتصامات وأصبح على كل الناشطين العودة إلى منازلهم، فكان يتم قنصهم أثناء العودة، مضيفا، أن "فرق الموت" كانت تقوم بعمليات الإختطاف والتعذيب أكثر من القتل.
وفي الإطار، أفاد دريد بأنّ هذه الظاهرة انتشرت في معظم محافظات الجنوب العراقي لقنص أبطال إنتفاضة تشرين، واللافت هو أن الإنتفاضة التشرينية وقفت موقفا حازما ضد هذه الظاهرة.
فالمشكلة الأساسية يقول دريد لـ"جسور" تجلّت لدى أجهزة الدولة التي وقفت موقفا منقسما حيال هذا الموضوع، فالقلّة منهم من استطاع التصدي لهذا العمل لحماية الشباب قدر الإمكان، مؤكدا أن هذه المجموعات الإجرامية قد انقلبت الآن من أسلوب القمع والقتل المباشر لخصومها إلى أسلوب إرهابي صريح، عبر وضع مفخخات ومتفجرات تقتل بشكل عشوائي الأبرياء.
دريد، وفي اتصال مع "جسور"، رأى أن هذا القنص بحق المتظاهرين كان يتم في ساحة التظاهرات، وأحيانا كان يحصل بعد إنتهاء الإحتجاجات خصوصا عندما إنتهت مرحلة الإعتصامات وأصبح على كل الناشطين العودة إلى منازلهم، فكان يتم قنصهم أثناء العودة، مضيفا، أن "فرق الموت" كانت تقوم بعمليات الإختطاف والتعذيب أكثر من القتل.
وفي الإطار، أفاد دريد بأنّ هذه الظاهرة انتشرت في معظم محافظات الجنوب العراقي لقنص أبطال إنتفاضة تشرين، واللافت هو أن الإنتفاضة التشرينية وقفت موقفا حازما ضد هذه الظاهرة.
فالمشكلة الأساسية يقول دريد لـ"جسور" تجلّت لدى أجهزة الدولة التي وقفت موقفا منقسما حيال هذا الموضوع، فالقلّة منهم من استطاع التصدي لهذا العمل لحماية الشباب قدر الإمكان، مؤكدا أن هذه المجموعات الإجرامية قد انقلبت الآن من أسلوب القمع والقتل المباشر لخصومها إلى أسلوب إرهابي صريح، عبر وضع مفخخات ومتفجرات تقتل بشكل عشوائي الأبرياء.
مطالبات بإجراءات صارمة
من جهته، تساءل الأكاديمي، المحلل السياسي، الدكتور علاء مصطفى عبر "جسور": "من قال إن "فرق الموت" هي المسؤولة عن التفجيرات والأحداث الدموية؟، فالتحقيقات لم تكتمل بعد، ولماذا نميّز التفجيرات في الجنوب عن الخروقات الأمنية في مخمور؟، فالإرهاب واحد إن كان تنظيم "داعش" الإرهابي أو "فرق الموت" أو "فرق اللعب" إلخ..، فكل من يعبث بأمن العراق هو إرهابي.
ورأى مصطفى، أنّ المشكلة الحقيقية هي في تهاون الأجهزة الأمنية، وحال التراخي التي سيطرت عليها بسبب الوضع السياسي المتأزم ومرور العراق بمرحلة إنتقالية مع حكومة تصريف أعمال، مطالبا الحكومة بإجراءات صارمة وصريحة لأنه من دون ذلك ستعمّ الفوضى البلاد يقول مصطفى.
ورأى مصطفى، أنّ المشكلة الحقيقية هي في تهاون الأجهزة الأمنية، وحال التراخي التي سيطرت عليها بسبب الوضع السياسي المتأزم ومرور العراق بمرحلة إنتقالية مع حكومة تصريف أعمال، مطالبا الحكومة بإجراءات صارمة وصريحة لأنه من دون ذلك ستعمّ الفوضى البلاد يقول مصطفى.
مقتل 600
يشار إلى أن أكثر من 600 شخص بينهم متظاهرون وناشطون وصحافيون، فضلا عن عناصر أمن قتلوا خلال الاحتجاجات في بغداد ومدن الوسط والجنوب، بحسب ما أكدت بيانات حكومية حينها.
وكان من بين الضحايا أيضا عشرات الناشطين الذين تعرضوا للاغتيال بكواتم صوت، على أيدي مجهولين، من بينهم الباحث والخبير الأمني هشام الهاشمي الذي قتل أمام منزله في تموز/يوليو 2020.
وكان من بين الضحايا أيضا عشرات الناشطين الذين تعرضوا للاغتيال بكواتم صوت، على أيدي مجهولين، من بينهم الباحث والخبير الأمني هشام الهاشمي الذي قتل أمام منزله في تموز/يوليو 2020.