يبدو أنّ الأجواء الملتهبة تظلل العراق، لتهدد بتصاعد موجة عنف مع اقتراب البلاد من تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات البرلمانية. فخلال الأيام الأخيرة، استهدف هجوم بصواريخ، السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في بغداد، كما ألقى مجهولون يستقلون دراجات بخارية قنابل على مكاتب الخصوم السياسيين للفصائل المدعومة من إيران.
ويرى سياسيون ومحللون أنها "رسائل سياسية" مثيرة للقلق تأتي فيما لا يزال العراق يعيش تداعيات الانتخابات المبكرة في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول، ويشهد فصولا من العنف إثر إعلان نتائجها.
رسائل ترهيب
ويرجح مراقبون أن هذه الحوادث الأمنية تدخل في إطار التصفية والضغط على القوى السياسية الأخرى، لمنعها من الاصطفاف مع طرف على حساب آخر، مشيرين إلى أن قوى الإطار التنسيقي الشيعي قد تستخدم التهديد بالعنف للحصول على مكان في الحكومة، لكنها لن تصعّد العنف إلى صراع شامل مع الصدر.
وفي هذا السياق، رأى المستشار في المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية، الدكتور الناصر دريد أن هذه الهجمات جاءت كنوع من الترهيب لما يعتقد بأنهم الطرف الأضعف في التحالف الذي يقيمه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مضيفا في حديث لـ"جسور"، أنّ الجهات المعتدية هي أولا غير المنضوية في هذا التحالف وغير الراضية عليه، وبالتالي تجد نفسها مهددة بالإقصاء أو بالتهميش، لهذا تسعى لخلخلة هذا التحالف.
وبيّن دريد، أنّ المقصود من هذه الهجمات هو إرهاب هؤلاء للإنسحاب من هذا التحالف وإنهائه ككل.
بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي، علي البيدر، أن من يقوم بتلك الاستهدافات هو من يمتلك الأذرع المسلحة من أجل إخافة القوى السياسية الفاعلة، لا سيما السنية، ومحاولة جرها نحو جناح سياسي معين وإبعادها عن معادلة الأغلبية السياسية التي يسعى الصدر لتنفيذها، أو على الأقل لبقائها على الحياد من دون الانضمام إلى جهة سياسية على حساب أخرى في مسألة اختيار الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة.
ويشير البيدر في حديث لـ"جسور"، إلى أنّ هذه الهجمات تندرج أيضا ضمن "عمليات تصفية حسابات" واضحة بين الأطراف السياسية، خصوصا استهداف التيار الصدري، بحسب قوله، موضحا أن الصدر تمكّن من كسر الإرادة السياسية لبعض الأطراف الشيعية التي تمثل جماعات مسلحة.
وحذر البيدر من تكرار سيناريوهات سابقة أشد خطورة، لا تقتصر على الاستهداف بين الأطراف المسلحة فقط، مما يمثل تهديدا أمنيا كبيرا، وربما سنجد نشاطا لعمليات ينفذها عناصر تنظيم داعش عبر هجمات باستغلال التراخي الأمني جراء الصراع، مؤكدا أن الضغط على صنّاع القرار قد يتخذ أشكالا عدة، منها زعزعة الوضع الأمني.
وفي هذا السياق، رأى المستشار في المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية، الدكتور الناصر دريد أن هذه الهجمات جاءت كنوع من الترهيب لما يعتقد بأنهم الطرف الأضعف في التحالف الذي يقيمه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مضيفا في حديث لـ"جسور"، أنّ الجهات المعتدية هي أولا غير المنضوية في هذا التحالف وغير الراضية عليه، وبالتالي تجد نفسها مهددة بالإقصاء أو بالتهميش، لهذا تسعى لخلخلة هذا التحالف.
وبيّن دريد، أنّ المقصود من هذه الهجمات هو إرهاب هؤلاء للإنسحاب من هذا التحالف وإنهائه ككل.
بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي، علي البيدر، أن من يقوم بتلك الاستهدافات هو من يمتلك الأذرع المسلحة من أجل إخافة القوى السياسية الفاعلة، لا سيما السنية، ومحاولة جرها نحو جناح سياسي معين وإبعادها عن معادلة الأغلبية السياسية التي يسعى الصدر لتنفيذها، أو على الأقل لبقائها على الحياد من دون الانضمام إلى جهة سياسية على حساب أخرى في مسألة اختيار الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة.
ويشير البيدر في حديث لـ"جسور"، إلى أنّ هذه الهجمات تندرج أيضا ضمن "عمليات تصفية حسابات" واضحة بين الأطراف السياسية، خصوصا استهداف التيار الصدري، بحسب قوله، موضحا أن الصدر تمكّن من كسر الإرادة السياسية لبعض الأطراف الشيعية التي تمثل جماعات مسلحة.
وحذر البيدر من تكرار سيناريوهات سابقة أشد خطورة، لا تقتصر على الاستهداف بين الأطراف المسلحة فقط، مما يمثل تهديدا أمنيا كبيرا، وربما سنجد نشاطا لعمليات ينفذها عناصر تنظيم داعش عبر هجمات باستغلال التراخي الأمني جراء الصراع، مؤكدا أن الضغط على صنّاع القرار قد يتخذ أشكالا عدة، منها زعزعة الوضع الأمني.
تغيير في الخارطة
وفيما يخص تمسّك الصدر بحكومة أغلبية وطنية، أكّد مستشار المركز العربي الإفريقي للشؤون الأمنية والسياسية، المحامي الدكتور مخلد حازم، أنّه أصبح لزاما الذهاب باتجاه هذه الحكومة لأنها ليست رغبة الصدر فقط وإنما رغبة الشارع العراقي الذي ظهر وإستنفر وأصبح جزءا مهما في العملية السياسية العراقية بعد عام 2019 وكذلك هي رغبة المرجعية التي لم تتدخل نهائيا في هذه الانتخابات ولم تحاول أن تجمع الأطراف الشيعية كما كانت تفعل سابقا، أضف إلى ذلك رغبة المجتمع الدولي والأممي بخروج العراق من عمق الزجاجة المحاصصتية الطائفية التي أدت إلى وصول البلاد إلى مستويات عالية من الفقر والفساد الإدراي وإنحلال في البنى التحتية وغيرها.
لذلك يقول حازم في حديث مع "جسور"، أنه لزاما على الصدر حاليا الذهاب باتجاه هذا المشروع لأنه سيؤسس لمرحلة مقبلة تشهد تغييرا في الخارطة السياسية العراقية.
لذلك يقول حازم في حديث مع "جسور"، أنه لزاما على الصدر حاليا الذهاب باتجاه هذا المشروع لأنه سيؤسس لمرحلة مقبلة تشهد تغييرا في الخارطة السياسية العراقية.
صالح والكاظمي يدينان
ودان رئيسا الجمهورية برهم صالح والوزراء مصطفى الكاظمي، في وقت سابق الهجمات التي استهدفت شخصيات ومقار حزبية في مناطق اليرموك والأعظمية والسيدية ببغداد في اليومين الأخيرين ووصفاها بـ"الإرهابية".
وقال صالح، في تغريدة عبر تويتر، إن "التفجيرات الأخيرة التي طالت بغداد، أعمال إرهابية إجرامية مُدانة، تهدد أمن واستقرار المواطنين، وتأتي في توقيت مُريب يستهدف السلم الأهلي والاستحقاق الدستوري بتشكيل حكومة مُقتدرة حامية للعراقيين وضامنة للقرار الوطني المستقل".
هذا وترأس رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، اجتماعاً طارئاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني لمناقشة الأوضاع الأمنية التي شهدتها العاصمة بغداد أخيرا، خصوصا الهجمات التي طالت مقار تحالفي "تقدم" بزعامة محمد الحلبوسي و"عزم" برئاسة خميس الخنجر.
وشدد المجلس الوزاري، على أن "العمليات الإرهابية التي شهدتها العاصمة في الساعات الماضية تهدف إلى زعزعة الأمن والسلم المجتمعي، وسيتم اتخاذ إجراءات مشددة ووضع خطط أمنية من شأنها أن تضع حداً لمثل هذه الأعمال التخريبية التي تهدد الأمن العام في البلاد".
وقال صالح، في تغريدة عبر تويتر، إن "التفجيرات الأخيرة التي طالت بغداد، أعمال إرهابية إجرامية مُدانة، تهدد أمن واستقرار المواطنين، وتأتي في توقيت مُريب يستهدف السلم الأهلي والاستحقاق الدستوري بتشكيل حكومة مُقتدرة حامية للعراقيين وضامنة للقرار الوطني المستقل".
هذا وترأس رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، اجتماعاً طارئاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني لمناقشة الأوضاع الأمنية التي شهدتها العاصمة بغداد أخيرا، خصوصا الهجمات التي طالت مقار تحالفي "تقدم" بزعامة محمد الحلبوسي و"عزم" برئاسة خميس الخنجر.
وشدد المجلس الوزاري، على أن "العمليات الإرهابية التي شهدتها العاصمة في الساعات الماضية تهدف إلى زعزعة الأمن والسلم المجتمعي، وسيتم اتخاذ إجراءات مشددة ووضع خطط أمنية من شأنها أن تضع حداً لمثل هذه الأعمال التخريبية التي تهدد الأمن العام في البلاد".
أسبوع العبوات الناسفة
ومنذ الجمعة الماضية، هزت تفجيرات متعددة مقار حزبية في بغداد، وامتدت لتشمل محال تجارية ومصرفا أيضا، راح ضحيتها عدد من الجرحى.
كما دوى تفجيران بعبوتين صوتيتين ليل الأحد الماضي في بغداد، وأسفرا عن جرح شخصين، وقالت السلطات الأمنية العراقية إنهما استهدفا مصرفين يملكهما رجال أعمال مقربون من سياسيين أكراد في وسط العاصمة.
وقبل ذلك، استُهدف منزل نائب في تحالف "تقدم" السني الذي ينتمي إليه رئيس البرلمان المنتخب لولاية ثانية محمد الحلبوسي، بتفجير بقنبلة صوتية، وسبقه استهدافان في الليلة نفسها لمقرين لتحالف "تقدم" و"عزم" السنيين.
وسبق هذه الهجمات هجوم بقنبلة صوتية على مقر للحزب الديموقراطي الكردستاني في بغداد، كما أفاد الإعلام المحلي.
كما دوى تفجيران بعبوتين صوتيتين ليل الأحد الماضي في بغداد، وأسفرا عن جرح شخصين، وقالت السلطات الأمنية العراقية إنهما استهدفا مصرفين يملكهما رجال أعمال مقربون من سياسيين أكراد في وسط العاصمة.
وقبل ذلك، استُهدف منزل نائب في تحالف "تقدم" السني الذي ينتمي إليه رئيس البرلمان المنتخب لولاية ثانية محمد الحلبوسي، بتفجير بقنبلة صوتية، وسبقه استهدافان في الليلة نفسها لمقرين لتحالف "تقدم" و"عزم" السنيين.
وسبق هذه الهجمات هجوم بقنبلة صوتية على مقر للحزب الديموقراطي الكردستاني في بغداد، كما أفاد الإعلام المحلي.