لم يعد يخفى على أحد إقليمياً ودولياً ما يعاني منه لبنان البلد الصغير، من مشكلات اقتصادية ترافقت مع أزمة مالية حادة، بدأت منذ أكثر من عامين، وفتكت تدريجياً بالعديد من قطاعاته، فانهار القطاع المصرفي ومعه السياحي وبدا القطاع التربوي مترنحاً، أما القطاع الاستشفائي فبات صموده على المحك أمام التحديات اليومية التي تشله بشكل كبير وتحدّ من قدرته على الاستمرار.
فبعد أن عُرف عن لبنان أنه "مستشفى العالم العربي" لخدماته العالية الجودة وكفاءاته البشرية المتميزة في هذا القطاع، شهدت الأشهر الأخيرة نزفاً متزايداً في جهازه البشري من أطباء وممرضين اضطروا للهجرة والبحث عن فرص عمل في الخارج، بعد اشتداد الضائقة الاقتصادية، واللافت أن معظمهم من فئة الشباب، ليخسر معهم لبنان مستقبلاً مشرقاً قد يستحيل تعويضه.
مستشفيات تقفل
أما وضع المستشفيات فليس أفضل حالاً، إذ لوح في الآونة الأخيرة البعض منها بالاقفال النهائي لعدم قدرته على استيعاب الأزمة بعدما تمكن من تأجيل موعد الانهيار بحلول آنية لم تكن كافية.
وفي السياق، يؤكد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان الدكتور سليمان هارون لـ"جسور" أن الخطر حقيقي، ومستشفيات عديدة مهددة حقاً بالإقفال خلال مدة قصيرة إذ لم يعد بإمكانها العمل في ظل هذا العجز المتفاقم" وأوضح أنه يتلقى اتصالات بشكل يومي من مستشفيات تعلمه بعدم قدرتها على الاستمرار في ظل هذه الأوضاع، ويرجح "إن بقي الوضع على هذه الحال أن تقفل من 20 الى 30 مستشفى أبوابها عام 2022 حتماً" موضحاً أنها تقع خارج العاصمة بيروت.
وفي السياق، يؤكد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان الدكتور سليمان هارون لـ"جسور" أن الخطر حقيقي، ومستشفيات عديدة مهددة حقاً بالإقفال خلال مدة قصيرة إذ لم يعد بإمكانها العمل في ظل هذا العجز المتفاقم" وأوضح أنه يتلقى اتصالات بشكل يومي من مستشفيات تعلمه بعدم قدرتها على الاستمرار في ظل هذه الأوضاع، ويرجح "إن بقي الوضع على هذه الحال أن تقفل من 20 الى 30 مستشفى أبوابها عام 2022 حتماً" موضحاً أنها تقع خارج العاصمة بيروت.
أسباب الانهيار
وعن أسباب المشكلة التي أوصلت المستشفيات إلى هذا الوضع الكارثي يشرح هارون "أن أساسها بدأ مع انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار بالشكل الكبير الذي رأيناه، وبما أن المستشفيات في لبنان تستورد كافة معداتها من الخارج وتدفع مقابلها نقداً وبالدولار، أصبحت بالتالي الكلفة التشغيلية للمستشفى أكبر بكثير من مدخولها ما وضعها في حال من العجز".
وأضاف "أن ما يزيد الطين بلة هو رفع الدعم عن حوالي 95% من المستلزمات الطبية بينما التعرفات لا تزال على حالها كما وضعها الضمان الاجتماعي ووزارة الصحة"، لافتاً أيضاً إلى عدم قدرة الجهات الضامنة على دفع التكلفة الحقيقية.
وأضاف "أن ما يزيد الطين بلة هو رفع الدعم عن حوالي 95% من المستلزمات الطبية بينما التعرفات لا تزال على حالها كما وضعها الضمان الاجتماعي ووزارة الصحة"، لافتاً أيضاً إلى عدم قدرة الجهات الضامنة على دفع التكلفة الحقيقية.
المريض ضحية
واعتبر هارون أن أسوأ ما وصلت إليه الحال هو في "عجز المريض عن دفع المبالغ الطائلة التي تتوجب عليه كبدل فروقات في المستشفى كونه لا يملك المال الكافي لذلك" وتابع "نلاحظ أن المرضى يأتون إلى المستشفى وهم في الرمق الأخير ليتجنبوا تكاليف كبيرة غير قادرين عليها" واعتبر أن الأمر سيئ جداً بحق المواطنين بحيث كان من المفترض أن يدخلوا إلى المستشفى قبل أسبوع أو 10 أيام ليوفروا على أنفسهم العذاب والآلام.
ولم ينف نقيب اصحاب المستشفيات أن الأمور لا يمكن أن تستقيم من دون حلول جذرية من قبل الدولة.
صمت وزير الصحة
وزير الصحة فراس أبيض، الذي استلم حقيبته أخيرأً في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، يلتزم مبدئيا الصمت حتى الآن. وكان أوضح في تغريدة له منذ ثلاثة أيام على موقع "تويتر" رد فيها على مقال يطالبه بالتحرك لإيجاد حلول للقطاع الاستشفائي أن العمل بصمت مع الأفرقاء المختلفين هو أنفع لحلحلة مشكلات القطاع وتقريب وجهات النظر والمهم النتائج، مؤكداً أن الحلول موجودة رغم تشعب مشكلاتنا وتعقيداتها الكبيرة.