أسبوع حاسم ومصيري ينتظره المواطن اللبناني الذي يتخوّف من تبعات الحرب الأوكرانية - الروسية، وأزمة المحروقات العالمية من جهة، وعدم الاستقرار في سعر صرف الدولار في السوق الموازية من جهة ثانية على أسعار المحروقات كما المواد الغذائية وفقدانها من السوق اللبنانية.
وفي ظلّ ارتفاع أسعار المحروقات عالميا ومحلياً، هل ترفع المحطات خراطيمها معلنة تعليق العمل وعليه عودة طوابير الذل ؟
بصريح العبارة أكد ممثل موزعي المحروقات في لبنان ، فادي ابو شقرا، أنّ "الذي سيحصل الاثنين هو محصور بالشركات والمصارف المقفلة ، فهناك شركات سددت سلفا إجازاتها للدولة وعليه ستعمد إلى تزويد المحطات بالمحروقات، وأخرى لن تسلّم".
طوابير "الذل" عائدة؟
وفي حديث لـ"جسور"، بيّن أبو شقرا، أنّ موضوع تسليم المحروقات للمحطات مرتبط بالشركات المستوردة، لافتا إلى أن شركتي كورال ويونيغاز ستسلمان الاثنين المحروقات وستتوقف الثلاثاء المقبل إذ أنّ الجميع سيلتزم بالإضراب وبالتالي حركة الصهاريج ستكون معدومة على جميع الأراضي اللبنانية، نظرا للقرار من قبل المديرية العامة للنفط.
وتابع أبو شقرا، أنه من بعد نهار الثلاثاء المنتظر سنقرّر ما إذا كان هناك إضراب مفتوح، مضيفا أننا مع الحوار والحل، ولا نسعى لقطع طرقات وشل حركات البلد بل على العكس تهمّنا مصلحة المواطن، لكن للأسف هناك بعض المسؤولين اللذين لا يريدون الراحة للمواطن.
في المقابل، يرى خبراء اقتصاد أن طوابير الذل ستعود خلال الاسابيع القليلة المقبلة، والدليل أن محطات المحروقات تشهد ازدحاماً من قبل المواطنين لتعبئة البنزين خوفاً من اقفال المحطات الاثنين والثلاثاء تزامناً مع إضراب المصارف.
"إضراب محق"
وفي الإطار، أكد عضو نقابة اصحاب محطات المحروقات، جورج البراكس، في اتصال مع "جسور"، أنّ إضراب المصارف في اليومين المقبلين خلق بلبلة لأنّ المحطّات تدفع للشركات ثمن المحروقات في حساباتها نقداً بالمصارف. ومن جهة أخرى، تكمن المشكلة أيضاً في كيفيّة اعتماد سعر "صيرفة" في جدول تركيب الأسعار، لأنّ السعر يتغيّر حتّى لو كانت المصارف مقفلة".
وأضاف البراكس أنّه "لا يُمكن الجزم بأنّ المشهد سيتأزّم، والاثنين نرى ماذا سيحصل"، وتعليقا على الإضراب نهار الثلاثاء، أكد لـ"جسور" أنه إضراب محق، متمنّياً على المسؤولين "إيجاد الحلول بأسرع وقت ممكن".
وكان البراكس أكد في وقت سابق، أنّ "قطاع المحروقات ليس مكسر عصا وليس هو المسؤول عن الازمة النقدية والمالية والاقتصادية في لبنان وعن الفوضى التي نعيشها، فعلى المعنيين في الدولة اعطاء هذا القطاع من محطات وصهاريج وشركات استيراد وتوزيع حقوقه، لينعم المواطن باستقرار في ايصال المحروقات اليه.
واضاف في تصريح: "لا المحطات ولا الصهاريج ولا الشركات تهوى الاقفال والتوقف عن العمل، فهي مؤسسات يعتاش منها الاف المواطنين وعوائلهم".
لا قرار رسمي!
بدوره، أوضح رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس في تصريح صحفي، أنّه "لا يوجد أي قرار رسمي بعدم تسليم الوقود إلى الأسواق "، مشيراً إلى أنّ "إضراب المصارف خلق بلبلة لدى الشركات، لأنها تبيع الوقود وفق سعر صرف منصة صيرفة يوم الجمعة، وإلى حين عودة المصارف إلى العمل الأربعاء قد يرتفع سعر المنصة الأمر الذي سيكبدنا خسائر".
لذلك طالب شماس القيمين على "صيرفة" والمصارف أن "يكون سعر شراء الدولار في صيرفة يوم الأربعاء يساوي سعر الدولار في جدول الأسعار الحالي"، لافتا إلى أنه "لا يستبعد أن تقفل المحطات غداً بسبب الأمر عينه."