شهد النصف الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لقاءات متكررة بين رئيس الحكومة العراقية محمد شيّاع السوداني والمسؤولين الأميركيين، اذ التقت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية آلينـا رومانوسكي السوداني أيام 17 و25 و29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وشهد اللقاءان الأخيران وجود ممثلين عن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، والذي تقوده الولايات المتحدة، بينهم قائد قوات التحالف ماثيو مكفارلن، ما أثار تساؤلات بشأن هذه الزيارات واللقاءات المتكررة، في حين أن مراقبين وجدوا أن الولايات المتحدة الاميركية تبدو داعمة للحكومة الجديدة التي تشكلت عبر تحالف قوى "الإطار التنسيقي" القريب من طهران.
وفي حديث لـ"جسور"، اعتبر الباحث العراقي مخلد حازم أن "الولايات المتحدة الأميركية تدعم الحكومة العراقية الحالية بغية تحقيق مصالحها الشخصية خصوصا تلك الاستراتيجية"
دعم أميركي
واستطرد حازم قائلاً: "دعم سفيرة الولايات المتحدة حكومة السوداني يهدف الى السيطرة على الوضع الأمني في البلاد، ولاسيما أن الاطار التنسيقي الذي يدعم السوداني على صلة بإيران، فيما تسعى واشنطن الى وضع حد للعلاقات العراقية – الإيرانية وإبعاد بغداد عن الحضن الإيراني."
وأضاف "تعمل واشنطن على تحسين مسار العلاقات مع بغداد بهدف عدم تماشي العراق مع قرار أوبك+ الرامي الى تخفيض انتاج النفط، خصوصا في ظل التوتر المستمر حيال تأمين النفط والغاز."
استقرار أمني
واعتبر حازم أن "العراق يعيش حالة استقرار أمني على الصعد كافة، فالحكومة الجديدة تسعى الى إيجاد حلول للأزمات التي تعصف بالبلاد منذ فترة بهدف وضع العراق على سكة الخلاص، لكن الخطر الوحيد على أمن العراق يكمن في تهديدات تنظيم داعش المستمرة."
ونقل المكتب الحكومي العراقي، في بيان، تأكيد السوداني على أن "الحفاظ على الأمن هو الدعامة الأساسية لأي إصلاح اقتصادي"، معرباً عن "رغبة الحكومة المقبلة في تعزيز العلاقة مع الولايات المتحدة بالإضافة إلى التعاون الأمني، لتشمل الجوانب الاقتصادية والثقافية والعلمية وغيرها".
من جهتها، ركزت رومانوسكي، على "دعم حكومة بلادها للحكومة العراقية الجديدة، وتطلعها إلى توسيع أطر التعاون الثنائي مع العراق". وقدم الجنرال مكفارلن المرافق للسفيرة الأميركية خلال الاجتماع الأخير، "إيجازاً عن التعاون العسكري مع العراق، وأكد أهمية تعزيز الشراكة الموثوقة بين الطرفين
وقال السوداني إن "توجه الحكومة ضمن منهاجها الوزاري، يؤكد دور العراق الطبيعي، وهو أن يكون محوراً في المنطقة، وهذا الدور يجب أن يبقى ويستمر ويكون نقطة لالتقاء مصالح الدول في المنطقة"، في إشارة ضمنية إلى استمرار مساعي العراق للعب دور الوساطة بين الرياض وطهران.
وأشار السوداني أيضاً إلى أن "جزءاً من المسارات السابقة سوف نستمر بها، وقد تلقينا إشارات إيجابية من كل الأطراف بطلب استمرار هذا الدور، وسيتم هذا في أكثر من محور ولقاء رسمي عالي المستوى".
وتحدث السوداني عن وجود "تخويل وتفويض لرئيس الحكومة بإجراء حوار مهني فني مع التحالف الدولي ومن خلال الوزارات المعنية، لتحديد الحاجة من تواجد التحالف الدولي كأعداد تتعلق بالمستشارين وكمهام للتدريب والمشورة وتبادل المعلومات، وفي ضوء ذلك، ما سيتمخض من قرار حكومي، ستلتزم به كل الأطراف السياسية، وسنشرع باستكمال هذا الحوار وفق ما هو مخطط له".