كتب بديع يونس في جسور:
نفّذت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران قبل أيام عرضًا عسكريًا لعناصرها في ميناء الحديدة في اليمن. وبالنظر إلى الصور والفيديوهات يبدو للعين المجرّدة حجم التشابه بين هذا العرض والعروض التي ينفذها الحرس الثوري في طهران.
هذا ما فتح الباب أمام تساؤل أتى لدى اليمنيين المعارضين للانقلاب الحوثي حيث أكدت مصادر لـ"جسور" أنّ "الحرس الثوري الإيراني يسعى لإقامة قاعدة عسكريّة له على البحر الأحمر".
يقول المصدر اليمني الذي تحدّثنا معه: "الاستعراض العسكري الحوثي في الحديدة يحمل أكثر من معنى. فإلى جانب كونه تحدٍ للمجتمع الدولي واستمرار لسياسة الميليشيات بانتهاك بنود الهدنة الأممية واتفاق ستوكهولم، فقد حمل أيضًا رسالة إيرانية للعالم".
ولدى سؤال المصدر عمّا تعني هذه الرسالة يجيب لـ"جسور": "هي رغبة إيرانية باتخاذ البحر الأحمر ساحة حرب انطلاقا من الحديدة".
يتقاطع هذا الكلام مع ما جاء على لسان رئيس مجلس الحوثي الانقلابي مهدي المشاط، الذي قال إنّ "العناصر الحوثيّة قادرة على ضرب أي نقطة في البحر الأحمر".
وهذا ما يعيدنا إلى تصريحات القائد العام للحرس الثوري حسين سلامي حين هدد قائلا: "البحر الأحمر لم يعد آمنا".
المصدر اليمني الذي رفض الكشف عن اسمه يؤكد لـ"جسور" أن "تهديدات الحوثي من داخل مدينة الحديدة جاءت لتؤكد أيضًا حقيقة تحول المحافظة وموانئها لقاعدة إيرانية عسكرية متقدّمة للتحكّم بأمن البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية وزعزعة الاستقرار في المنطقة".
ويتابع المصدر: "لقد كان التواجد في البحر الأحمر أحد الأهداف التي سعت طهران لتحقيقها، ولذلك دعمت الحوثي لتنفيذ مخططاتها بالسيطرة على الميناء الحيوي على البحر الأحمر".
وعلى مدى السنوات الماضية، مثلت الحديدة منفذًا بحريًا مهمًا على البحر الأحمر يؤمن إمداد الحوثي بالسلاح الإيراني بسهولة.
وتستخدم الذراع الإيرانية في اليمن (أي الحوثيين)، المنافذ البحرية المحكومة باتفاق ستوكهولم، منفذًا لتهريب واستقدام الأسلحة الإيرانية.
مصادر عسكرية أخرى أكدت لـ"جسور" أنّ "الحديدة قريبًا ستكون قاعدة للبحرية الإيرانية والحرس الثوري، وما يؤكد ذلك هي نوعية الصواريخ التي استعرضت في العرض العسكري، فضلاً عن أنّ الحرس الثوري نقل صواريخ برية بحرية موجهة وزوارق مسيرة عن بعد وزوارق سريعة هجومية إلى الحوثي، ظهرت في العرض العسكري في الحديدة.
وبعث العميد إبراهيم المعصلي قائد محور الحديدة في منشور على حسابه في فيسبوك رسالة إلى دول الجوار والدول الصديقة لليمن، أوضح فيها أن الحديدة قريبًا ستكون قاعدة للبحرية الإيرانية والحرس الثوري الإيراني.
وبالعودة إلى عام 2014، وباجتياح الحوثيين لمحافظة الحديدة في أكتوبر/تشرين الأول من ذاك العام، تحقق لإيران واحد من أهدافها، ألا وهو التواجد في البحر الأحمر، والذي يعد بالنسبة لطهران تواجدًا في خاصرة الخليج، ما يمنحها الإمساك أكثر بالأمن القومي العربي، وفق ما يؤكد خبير استراتيجي لـ"جسور".