"الحياة عادت إلى طبيعتها في موانئ العقبة والوضع بات تحت السيطرة." هكذا طمأن رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة الشعب الأردني، وتحديدًا على صعيد الوضعين الأمني واللوجستي في ميناء العقبة، بعد تسرّب غاز سام في الميناء، جرّاء سقوط وانفجار صهريج، في وقت ارتفعت حصيلة القتلى إلى 13 شخصًا و260جريح.
وأوضح الخصاونة خلال زيارته مكان الحادث في ميناء العقبة أن "هناك طوقًا احترازيًا بقطر 500 متر حول مكان الحادث، ولكن تركيزات الغاز لم تعد موجودة في الجو وأعداد المصابين تتناقص في المستشفيات"، لافتًا إلى أنه "تمّ رفع الأطواق الأمنية والاحترازية التي وضعت على مساحة أوسع عقب الحادث الاثنين".
حادث صدفة؟
وعن الغموض الذي يكتنف حادث العقبة، أشار الصحافي الأردني في جريدة الرأي وعضو مجلس نقابة الصحافيين الأردنيين خالد القضاة في حديث لـ"جسور"، الى أن "حادث العقبة غير مُخطط له وهو نتيجة الفساد المستشري في المرافق العامة.
وكما جرت العادة، سيتم القاء تُهم الإهمال الإداري على صغار الموظّفين وليس على سلطة العقبة أو الحكومة". وأضاف "يشهد الأردن انهيارات متتالية للمرافق العامّة التي تديرها منظومة فاسدة، خصوصًا في قطاعات التعليم والصحة والنقل.
والمؤسف أن إهمال المرافق العامة يؤدّي إلى مقتل عدد كبير من الأردنين سنويا، وهذه الأخطاء المتكررة لا تحرك الحكومة قيد أُنملة."
طمأنة الخارج
واعتبر القضاة أن "التصريحات الحكوميّة الساعية لتأكيد عودة الحياة إلى طبيعتها في موانئ العقبة، ليست موجّهة للأردنيين بل للخارج بهدف الحفاظ على التجارة الدولية، لأن الشعب الأردني يشعر بالقلق والخوف على مستقبل الشباب وليس بمقدور أي تصريح حاليًا أن يبلسم جراحهم".
واستطرد موضِحًا أن "الجميع على دراية تامّة بأن حادثة العقبة لن تكون الأخيرة، إلا إذ شهدت البلاد تعيين قيادات حقيقيّة للمرافق العامّة على أساس الكفاءة، وبعيدًا من المُحاصصة والمصالح وتدخلات النواب والتقاطعات المناطقية."
انحسار تأثير الغاز
وأكد مفوض السياحة والبيئة في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نضال المجالي "انحسار تأثير الغاز المتسرب".
وأوضح لوكالة الأنباء الأردنية أنّ "سرعة الرياح في موقع الحادث التي بلغت نحو 1,9 متر في الثانية، واتجاهها الشمالي، ساهما في منع أيّ توسّع للمادة".
وأكد أنّه "لا اتجاه لأي غازات أو روائح أو أضرار باتجاه المدينة من موقع الحادث، ولا تراكيز عالية تؤثّر على الصحة في موقع الحادث".
في المقابل، أشار المدير العام للصوامع عماد الطراونة الى أنه "سيتم وقف العمل يومي الاثنين والثلاثاء، وإجراء فحوص لكامل الكمية المخزّنة من الحبوب في صوامع العقبة من باب التأكيد".
الطراونة أكد سلامة الحبوب من حادثة العقبة، موضحًا أن "الصوامع إسمنتيّة وهي مُحكمة الإغلاق"، مشيرًا إلى أنه "وعلى الرغم من ذلك تم اتّخاذ كل الاحتياطات اللازمة، كذلك تم إيقاف مختلف عمليات التفريغ والتشويل للتعبئة بالمطاحن".
إلى ذلك ذكر مدير شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ خالد المعايطة في وقت سابق أن "الحادثة تبعد من موانئ القمح نحو 600 متر".
إشارة الى أن مدينة العقبة هي الميناء البحري الوحيد في المملكة، وتمر عبره غالبية واردات الأردن وصادراته ويُعد أحد الموانئ الرئيسيّة في منطقة البحر الأحمر ومن المواقع السياحيّة الهامّة في البلاد.