في حين تتجه أنظار العالم إلى الوضع الصحي للملكة إليزابيث الثانية بينما بدأت للتو رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس عهدها، فإن النساء في العالم العربي يكافحن للوصول إلى المناصب القيادية في السلطة ومختلف الميادين. امرأة وحيدة على رأس حكومة تونس، وعدد قليل من الوزيرات والنائبات ونساء يجهدن في الميدان السياسي لتخطي المعوقات والتهميش.
على الرغم من الخطوات الكبيرة التي قطعتها النساء في الوصول إلى مناصب قيادية مؤثرة، لا يزال عدد مذهل من الشعوب في أنحاء العالم لا يثق في أن القيادة النسائية يمكن أن تكون فعالة، وهذه النظرة المجحفة متجذرة بعمق بحيث قد يصعب تغييرها.
لا شك من أن هناك أسماء لامعة لسيدات استطعن تحقيق نجاح ملحوظ في مجالات عملهن، الا أن هذه الأسماء تظل استثناء، ويظل الوضع الغالب هو قلة تواجد المرأة في مواقع قيادية على مختلف المستويات.
فما الذي يعيق المرأة من الوصول إلى مواقع قيادية؟ بينما تفوز النساء بأصوات الناخبين، لماذا لا يفزن أيضا بتصويت الجدارة بالثقة؟
عوائق شتى
وفي السياق، فنّدت المديرة الرئيسية للتواصل والتنوع والإشراك في المنظمة العالمية للصحف ميرا عبدالله في حديث لـ"جسور"، العوائق أمام تواجد المرأة في المراكز السياسية والقيادية في غالبية البلدان العربية، "أولا غياب ملف "الكوتا" النسائية، الذي ينص إلزاميا على حجز ما لا يقل عن نسبة معينة على القوائم الانتخابية للنساء وتمثيلهن بالنسبة عينها في المجلس، يؤثر سلبا على تولي المرأة مراكز بارزة، وعلى سبيل المثال في لبنان رفضت البرلمانات المتعاقبة إقرار مشروع "الكوتا" النسائية، وامتنعت عن تشريع قوانين ملحة -أو أقرتها بصورة مجتزئة بفعل الضغط الحقوقي- حول ما يتعلق بالنساء في قضايا العنف والأحوال الشخصية وقوانين العمل والجنسية".
ثانيا، تقول عبدالله إن "الأحزاب لا ترشح في غالبية البلدان العربية وجوها نسائية قوية وفق معايير محددة، اذ تسعى الأحزاب الى ترشيح شخصيات تتوافق مع متطلبات سياسية وأجندة حزبية معينة، مما يؤدي الى عدم تأييدهن شعبيا".
ثالثا، وبحسب عبدالله "هناك قلة ثقة بالنساء في ما يتعلق بمراكز القيادة، فالقانون لا يمنح المرأة، في عدد من الدول العربية، حقوقا شتى".
إضافة الى ذلك، تؤكد أنه "من الضروري أن تصبح الأحوال الشخصية ضمن خانة القانون المدني كي لا تحرم أي امرأة من أطفالها وتحصل على حقوقها كافة في الإرث وفي عقد الزواج، ما يؤثر أيضا إيجابيا على تعزيز مكانة المرأة في المجتمع".
انتقادات بالجملة
واعتبرت عبدالله أن "المراة بدخولها المعترك السياسي تتعرض الى الكثير من الضغوط والانتقادات المسيئة التي تطال أحيانا شرفها، وذلك يعود الى احتكارها لأن المجتمع يميز بين الرجل والمرأة ولا يزال بعيدا من المساواة".
واستطرت قائلة "للحد من ذلك يجب فرض قوانين تعاقب كل من يقوم بالتعدي على المرأة لفظيا او جسديا، إضافة الى نشر ثقافة احترام المرأة والتوعية على أهمية دورها في المجتمع".
وأضافت أن "تجاهل الشكاوى التي تتعلق بالمرأة يعد نوعا من أنواع الفساد ويؤدي الى زعزعة دور المرأة في المجتمع".
نساء بارزات عربياً
وبالرغم من المعوقات كلها، فإن عدداً لا يستهان به من النساء تولين منصب الرئاسة في بلدانهن، ونافسن الرجال في تحقيق التنمية والرفاهية لشعوبهن، وحققن التميز في أدائهن.
ليبيا
أشاد عدد من القادة الليبيين بترؤس ليبيا للدورة 158 لمجلس وزراء الخارجية العرب بجامعة الدول العربية، الثلاثاء، والذي تمثل بوزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، وهي أوّل امرأة عربية ترأس هذا الاجتماع. فيما انقسموا حول الموقف المصري إزاء تمثيل وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية لليبيا في رئاسة الدورة، والذي عبّر عنه وزير الخارجية المصري سامح شكري بانسحابه من الاجتماع.
وقالت المنقوش إن حضورها "مدعوم دوليا" عبر عدة اتفاقات بينها اتفاق باريس، واتفاق الصخيرات، وغيرها، وأضافت أن كل تلك المواثيق، "تقول إن حكومة الوحدة الوطنية هي الحكومة الانتقالية الأخيرة وصولا للانتخابات".
لبنان
أما في لبنان، فوصلت ثماني نساء فقط إلى البرلمان في الانتخابات النيابية الأخيرة، بينما وصل عدد النساء المرشحات لانتخابات 2022 إلى 157 امرأة انخرطت 118 منهن في 64 لائحة انتخابية من بين اللوائح الـ 103 المتنافسة، وكان عدد المرشحات وصل في انتخابات العام 2018 إلى 111 مرشحة انخرطت 86 منهن في اللوائح لخوض الانتخابات، وصلت 6 منهم إلى المجلس النيابي، وذلك وفقاً لـ"الدولية للمعلومات".
تونس
وفي تونس، كلف الرئيس التونسي قيس سعيّد نجلاء بودن رمضان بتشكيل الحكومة في البلاد، لتكون أوّل امرأة تكلف بهذه المهمة، ليس في تونس فحسب بل في العالم العربي.
ومهمة بودن الجديدة تضعها في مواجهة ملفات عديدة معقدة نظرا إلى التحديات التي تشكلها المرحلة السياسية الصعبة التي تمر بها البلاد تونس.
السعودية
وفي السعودية، قرار تاريخي اتخذته الرياض عندما قررت تعيين سيدتين في مناصب قيادية واحدة منهما هي الشيهانة بنت صالح العزاز، حيث عُيِّنت نائبا للأمين العام لمجلس الوزراء بالمرتبة الممتازة، وهي مناصب لم تكن موجودة من قبل في المملكة وبدأت في التطبيق ضمن سياسة الانفتاح المتبعة، والشهيانة هي أول امرأة سعودية تدخل مجال المحاماة في المملكة العربية السعودية، كما أنها من أبرز النساء الناجحات في الاقتصاد، وعمل الاستشارات القانونية.
نساء بارزات حول العالم
بريطانيا
في بريطانيا، انضمت ليز تراس رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، إلى ناد يضم أكثر من 12 امرأة يشغلن حاليا منصب رئيسة أو رئيسة للوزراء في قارة أوروبا.
ربما ليز تراس ليست أول رئيسة وزراء في بريطانيا، إلا أن وجودها يمثل ثبات قدم النساء حول العالم في المناصب القيادية، وذلك بعدما شهد العام 2019، تفوقا غير مسبوق في نسبة تمثيل النساء للمناصب القيادية بحسب تقرير صدر عن الأمم المتحدة، وأوضح أنه بلغت نسبة الوزيرات حول العالم 20.7%، أي بزيادة قدرها 2.4% مقارنة بعام 2017، مع تنوع أكبر في أنواع الحقائب الوزارية التي تشغلها النساء، كما زادت الحصة العالمية للبرلمانيات في العالم لتصل إلى 24.3%، وفيما يلي نساء شغلن مناصب قيادية حول العالم.
فنلندا
وإلى فنلندا حيث تشغل سانا مارين منصب رئيسة وزراء فنلندا، وهي واحدة من أصغر السياسيات في البلد وكذلك تعتبر أصغر رئيسة وزراء في تاريخ فنلندا، وجاءت بناء على اختيار البرلمان وقد كانت من قبل وزيرة الاتصالات والنقل.
الولايات المتحدة
نانسي بيلوسي هي أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تشغل منصب رئيسة مجلس النواب الأمريكي، وهو واحد من المناصب العليا والحساسة التي لها قرار وصوت مسموع، وتنتمي الى الحزب الديموقراطي الأميركي.
ولا تيأس النساء من محاولات الانخراط في مهن صعبة يحتكرها الرجال، وسط التحديات التي تواجههن بسبب نظرة المجتمع الذكورية لهن، الا أن محاولات النساء في المشاركة بمختلف مجالات العمل تمضي على قدم وساق لإنهاء الهيمنة الذكورية.
على الرغم من الخطوات الكبيرة التي قطعتها النساء في الوصول إلى مناصب قيادية مؤثرة، لا يزال عدد مذهل من الشعوب في أنحاء العالم لا يثق في أن القيادة النسائية يمكن أن تكون فعالة، وهذه النظرة المجحفة متجذرة بعمق بحيث قد يصعب تغييرها.
لا شك من أن هناك أسماء لامعة لسيدات استطعن تحقيق نجاح ملحوظ في مجالات عملهن، الا أن هذه الأسماء تظل استثناء، ويظل الوضع الغالب هو قلة تواجد المرأة في مواقع قيادية على مختلف المستويات.
فما الذي يعيق المرأة من الوصول إلى مواقع قيادية؟ بينما تفوز النساء بأصوات الناخبين، لماذا لا يفزن أيضا بتصويت الجدارة بالثقة؟
عوائق شتى
وفي السياق، فنّدت المديرة الرئيسية للتواصل والتنوع والإشراك في المنظمة العالمية للصحف ميرا عبدالله في حديث لـ"جسور"، العوائق أمام تواجد المرأة في المراكز السياسية والقيادية في غالبية البلدان العربية، "أولا غياب ملف "الكوتا" النسائية، الذي ينص إلزاميا على حجز ما لا يقل عن نسبة معينة على القوائم الانتخابية للنساء وتمثيلهن بالنسبة عينها في المجلس، يؤثر سلبا على تولي المرأة مراكز بارزة، وعلى سبيل المثال في لبنان رفضت البرلمانات المتعاقبة إقرار مشروع "الكوتا" النسائية، وامتنعت عن تشريع قوانين ملحة -أو أقرتها بصورة مجتزئة بفعل الضغط الحقوقي- حول ما يتعلق بالنساء في قضايا العنف والأحوال الشخصية وقوانين العمل والجنسية".
ثانيا، تقول عبدالله إن "الأحزاب لا ترشح في غالبية البلدان العربية وجوها نسائية قوية وفق معايير محددة، اذ تسعى الأحزاب الى ترشيح شخصيات تتوافق مع متطلبات سياسية وأجندة حزبية معينة، مما يؤدي الى عدم تأييدهن شعبيا".
ثالثا، وبحسب عبدالله "هناك قلة ثقة بالنساء في ما يتعلق بمراكز القيادة، فالقانون لا يمنح المرأة، في عدد من الدول العربية، حقوقا شتى".
إضافة الى ذلك، تؤكد أنه "من الضروري أن تصبح الأحوال الشخصية ضمن خانة القانون المدني كي لا تحرم أي امرأة من أطفالها وتحصل على حقوقها كافة في الإرث وفي عقد الزواج، ما يؤثر أيضا إيجابيا على تعزيز مكانة المرأة في المجتمع".
انتقادات بالجملة
واعتبرت عبدالله أن "المراة بدخولها المعترك السياسي تتعرض الى الكثير من الضغوط والانتقادات المسيئة التي تطال أحيانا شرفها، وذلك يعود الى احتكارها لأن المجتمع يميز بين الرجل والمرأة ولا يزال بعيدا من المساواة".
واستطرت قائلة "للحد من ذلك يجب فرض قوانين تعاقب كل من يقوم بالتعدي على المرأة لفظيا او جسديا، إضافة الى نشر ثقافة احترام المرأة والتوعية على أهمية دورها في المجتمع".
وأضافت أن "تجاهل الشكاوى التي تتعلق بالمرأة يعد نوعا من أنواع الفساد ويؤدي الى زعزعة دور المرأة في المجتمع".
نساء بارزات عربياً
وبالرغم من المعوقات كلها، فإن عدداً لا يستهان به من النساء تولين منصب الرئاسة في بلدانهن، ونافسن الرجال في تحقيق التنمية والرفاهية لشعوبهن، وحققن التميز في أدائهن.
ليبيا
أشاد عدد من القادة الليبيين بترؤس ليبيا للدورة 158 لمجلس وزراء الخارجية العرب بجامعة الدول العربية، الثلاثاء، والذي تمثل بوزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، وهي أوّل امرأة عربية ترأس هذا الاجتماع. فيما انقسموا حول الموقف المصري إزاء تمثيل وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية لليبيا في رئاسة الدورة، والذي عبّر عنه وزير الخارجية المصري سامح شكري بانسحابه من الاجتماع.
وقالت المنقوش إن حضورها "مدعوم دوليا" عبر عدة اتفاقات بينها اتفاق باريس، واتفاق الصخيرات، وغيرها، وأضافت أن كل تلك المواثيق، "تقول إن حكومة الوحدة الوطنية هي الحكومة الانتقالية الأخيرة وصولا للانتخابات".
لبنان
أما في لبنان، فوصلت ثماني نساء فقط إلى البرلمان في الانتخابات النيابية الأخيرة، بينما وصل عدد النساء المرشحات لانتخابات 2022 إلى 157 امرأة انخرطت 118 منهن في 64 لائحة انتخابية من بين اللوائح الـ 103 المتنافسة، وكان عدد المرشحات وصل في انتخابات العام 2018 إلى 111 مرشحة انخرطت 86 منهن في اللوائح لخوض الانتخابات، وصلت 6 منهم إلى المجلس النيابي، وذلك وفقاً لـ"الدولية للمعلومات".
تونس
وفي تونس، كلف الرئيس التونسي قيس سعيّد نجلاء بودن رمضان بتشكيل الحكومة في البلاد، لتكون أوّل امرأة تكلف بهذه المهمة، ليس في تونس فحسب بل في العالم العربي.
ومهمة بودن الجديدة تضعها في مواجهة ملفات عديدة معقدة نظرا إلى التحديات التي تشكلها المرحلة السياسية الصعبة التي تمر بها البلاد تونس.
السعودية
وفي السعودية، قرار تاريخي اتخذته الرياض عندما قررت تعيين سيدتين في مناصب قيادية واحدة منهما هي الشيهانة بنت صالح العزاز، حيث عُيِّنت نائبا للأمين العام لمجلس الوزراء بالمرتبة الممتازة، وهي مناصب لم تكن موجودة من قبل في المملكة وبدأت في التطبيق ضمن سياسة الانفتاح المتبعة، والشهيانة هي أول امرأة سعودية تدخل مجال المحاماة في المملكة العربية السعودية، كما أنها من أبرز النساء الناجحات في الاقتصاد، وعمل الاستشارات القانونية.
نساء بارزات حول العالم
بريطانيا
في بريطانيا، انضمت ليز تراس رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، إلى ناد يضم أكثر من 12 امرأة يشغلن حاليا منصب رئيسة أو رئيسة للوزراء في قارة أوروبا.
ربما ليز تراس ليست أول رئيسة وزراء في بريطانيا، إلا أن وجودها يمثل ثبات قدم النساء حول العالم في المناصب القيادية، وذلك بعدما شهد العام 2019، تفوقا غير مسبوق في نسبة تمثيل النساء للمناصب القيادية بحسب تقرير صدر عن الأمم المتحدة، وأوضح أنه بلغت نسبة الوزيرات حول العالم 20.7%، أي بزيادة قدرها 2.4% مقارنة بعام 2017، مع تنوع أكبر في أنواع الحقائب الوزارية التي تشغلها النساء، كما زادت الحصة العالمية للبرلمانيات في العالم لتصل إلى 24.3%، وفيما يلي نساء شغلن مناصب قيادية حول العالم.
فنلندا
وإلى فنلندا حيث تشغل سانا مارين منصب رئيسة وزراء فنلندا، وهي واحدة من أصغر السياسيات في البلد وكذلك تعتبر أصغر رئيسة وزراء في تاريخ فنلندا، وجاءت بناء على اختيار البرلمان وقد كانت من قبل وزيرة الاتصالات والنقل.
الولايات المتحدة
نانسي بيلوسي هي أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تشغل منصب رئيسة مجلس النواب الأمريكي، وهو واحد من المناصب العليا والحساسة التي لها قرار وصوت مسموع، وتنتمي الى الحزب الديموقراطي الأميركي.
ولا تيأس النساء من محاولات الانخراط في مهن صعبة يحتكرها الرجال، وسط التحديات التي تواجههن بسبب نظرة المجتمع الذكورية لهن، الا أن محاولات النساء في المشاركة بمختلف مجالات العمل تمضي على قدم وساق لإنهاء الهيمنة الذكورية.