هرباً من واقع مرير، يحاول آلاف الأكراد رمي نفسهم في المجهول بأساليب وطرق مختلفة على الرغم من المخاطر التي أودت بحياة العديد منهم وأجبرت الآلاف على العودة خائبين بعد أن خسروا مدخراتهم، أما العالقون منهم على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا فمعاناتهم مستمرة وسط درجات حرارة متدنية وغياب أدنى مقومات الحياة ونسبة قليلة منه استطاعت بلوغ بر الامان.
وفقد عدد كبير من أكراد العراق بين 27 رجلاً وامرأة وطفلاً حياتهم في بحر المانش الأربعاء الماضي أثناء محاولتهم العبور من فرنسا إلى المملكة المتحدة.
العمالة الأجنبية
وعن الأسباب التي تدفع بأبناء إقليم كردستان العراق إلى المخاطرة بحياتهم، يقول علي جهاكر المتحدث باسم وزارة الهجرة لـ "جسور" : " عوامل عدة ساهمت في استفحال موضوع الهجرة التي راح ضحيتها مئات الأكراد من رجال ونساء وأطفال" أبرزها الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العراق وتأثيرها على قرار الهجرة في ظل خلل اجتماعي إذ "في ظل انعدام فرص العمل، يشهد سوق العمل على منافسة في اليد العاملة من دول شرق آسيا أو الدول العربية التي تنافس حملة الشهادات"
ولفت إلى أن هذه الهجرة ناشطة في منطقة السلمانية وتديرها شبكات كبيرة منظمة تم إلقاء القبض على أفراد العديد منها.
ثقافة وترويج
ويؤكد جهاكر أن "موضوع الهجرة تحول إلى ثقافة أكثر منه حاجة لدى العراقيين" فالوضع الأمني في أقليم كردستان جيد والخدمات كذلك" وألقى باللوم على النظام الدولي من خلال إتساع الهوة والفوارق الاجتماعية والعلمية بين الدول"، بالاضافة الى منصات التواصل الاجتماعي وترويجها للهجرة على أنها عملية سهلة لا تتطلب سوى خطوات بسيطة لتنقل المهاجر إلى بلاد الأحلام" .
ولفت جهاكر إلى أن العراقيين اعتادوا على خيار الهجرة منذ خمسينيات القرن الماضي هرباً من الصراعات السياسية والأزمات الاقتصادية وسعياً لتحسين أوضاعهم.
هذه الأسباب مجتمعة، وفقاً لجهاكر دفعت بالأكراد إلى تحمل مشقات كبيرة في سبيل الحصول على حياة أفضل على الرغم من كل المخاطر.