الى واجهة الاحداث السياسية في ليبيا، عاد وزير الداخلية السابق والمرشح للرئاسة فتحي باشاغا بالتزامن مع تأجيل موعد الاستحقاق الانتخابي الذي كان مقررا في 24 ديسمبر / كانون الاول وتردد أنباء عن الاستعداد لتشكيل سلطة جديدة من غير المستبعد أن يرأسها باشاغا.
حركة اتصالات ولقاءات لافتة بزمانها وطبيعتها يجريخا باشاغا. فبعد لقاء أجرته معه مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز زار المرشح الرئاسي، بالإضافة إلى نائب المجلس الرئاسي السابق أحمد معيتيق، مدينة بنغازي، والتقى عددا من المرشحين للرئاسة من المنطقة الشرقية في مقدمتهم القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر وسفير ليبيا السابق في الإمارات عارف النايض وعضو المؤتمر الوطني السابق الشريف الوافي.
وإنتهى اللقاء بالتأكيد على ثلاث نقاط بهدف “التعامل مع التحديات التي تمر بها ليبيا كما قال باشاغا الذي أشار إلى أن الاجتماع جاء “بدعوة من المرشح الرئاسي خليفة حفتر و“توحيدا للجهود الوطنية للتعامل مع التحديات والمعطيات التي تمر بها البلاد، واحتراما لإرادة 2.5 مليون ليبي من الناخبين الذين ينتظرون الموعد المقرر للانتخابات الرئاسية والبرلمانية" مؤكدا “استمرار التنسيق والتواصل وتوسيع إطار هذه المبادرة الوطنية لجمع الكلمة ولم الشمل واحترام إرادة الليبيين”.
وأكد باشاغا احترام إرادة الليبيين بإجراء الانتخابات فإن هذه الزيارة عززت ما يروج من أنباء منذ فترة بشأن الإعداد للإعلان عن مرحلة انتقالية سادسة في ليبيا يكون فيها حفتر رئيسا للمجلس الرئاسي في حين يتولى باشاغا قيادة الحكومة.
باشاغا دعا في بيان منذ فترة إلى ضرورة العمل على تجنب حدوث أي فراغ سياسي بعد الرابع والعشرين من ديسمبر/ كانون الاول تاريخ انتهاء ولاية حكومة عبدالحميد الدبيبة.
وألمح السفير الأميركي ريتشارد نورلاند الإثنين خلال لقائه بالدبيبة إلى توجه نحو تشكيل سلطة جديدة، حيث أكد أن على المرشح للانتخابات أن يخوض حملته بعيدا من منصبه. واعتبر مراقبون أن هذا التصريح يعكس وجود فيتو أميركي على الدبيبة الذي يبدو أنه فشل في كسب ثقة الغرب بسبب علاقته القوية بتركيا وروسيا.
وبحسب الكثير من الليبيين أصبح باشاغا الآن المرشح الأول للمنطقة الغربية بعد أن بدأت شعبية الدبيبة تتآكل بسبب ما يروج عن تزويره لشهادته العلمية، بالإضافة إلى قضية تأخر وصول الكتاب المدرسي وانقطاع التيار الكهربائي من جديد، مما يفسح أمام باشاغا مجددا مجال كسْب ثقة بعض مرشحي المنطقة الغربية لكي يلتفوا حوله.
ويرى مراقبون أيضا أنه بعيدا عن مصير الانتخابات فإن هناك شبه إجماع على أن باشاغا وضع نفسه كخيار الضرورة في المرحلة المقبلة من تاريخ ليبيا بما تضمه من شخصيات سياسية أساسية.