إثر اندلاع اشتباكات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في شمال الضفة الغربية المحتلة، خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة جنين صباح الخميس لاعتقال مطلوبين، قُتِلَ فلسطينيان وأُصيبَ 15 بالرصاص الحي، فيما أشار الجيش الإسرائيلي إلى إصابة أحد أفراده بجروح طفيفة نقل على إثرها للعلاج في المستشفى.
وسبق ذلك سلسلة اعتداءات وهجمات نفذها مستوطنون على بلدات وممتلكات فلسطينية في الضفة الغربية، وعمليات طعن ودهس أودت بحياة إسرائيليين.
إلّا أن تسارع التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والقتال الذي تشهده الشوارع فيها، لا يعني ان "حرباً حامية قد بدأت"، بحسب الخبير العسكري اللبناني العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر، الذي أكد أن "ما يحصل في الضفة الغربية هو توسيع للإشتباكات وخلق حالة من عدم الإستقرار الأمني فيها، وحربٌ متقطعة مستمرة، وقد تستمر 100 سنة إضافية، لأن هذه النتيجة الطبيعية لعدم اقتناع إسرائيل حتى الآن بضرورة التجاوب مع مطالب الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية".
وقال عبد القادر، في حديث لـ"جسور"، "لو حصلت هذه الإشتباكات على الخط الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، لكان من الممكن أن تؤدي إلى حرب".
وأشار إلى أن "الساحة الفلسطينية اليوم مفتوحة أمام جميع أشكال التنظيمات وهي عرضة للإختراق في أي لحظة من قبل جماعات متطرفة وإرهابية"، مذكراً بهجوم الخضيرة الذي تبنته "داعش"، بعدما أسفر عن مقتل جنديين وإصابة عشرة آخرين.
اشتباكات عنيفة
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت ان "فلسطينيين اثنين على الأقل قتلا صباح الخميس في اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية المحتلة".
وقالت الوزارة إن الاشتباكات أسفرت عن سقوط "شهيدين هما سند أبو عطية (17 عاما) ويزيد السعدي (23 عاما)"، وأنهما قد "استشهدا متأثرين بجروحهما" بعدما أصيبا "برصاص الاحتلال خلال اقتحامه لجنين شمال الضفة الغربية".
وتابعت أن الاشتباكات أدت كذلك إلى "إصابة 15 بينها 14 إصابة بالرصاص الحي وإصابة بالاختناق بالغاز، ثلاثة من بين الإصابات صنفت على أنها خطرة وإصابة واحدة متوسطة الخطورة".
بدوره، ذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أن قواته "وشرطة حرس الحدود دخلوا صباح اليوم الخميس مخيم جنين للاجئين لاعتقال مطلوبين وخلال العملية أطلق مسلحون النار على قواتنا".
وتابع: "رد مقاتلو الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار وأصابوا المسلحين، كما أصيب أحد أفراد الجيش الإسرائيلي بجروح طفيفة نقل على إثرها للعلاج في المستشفى".
وفي هجوم كان الثالث خلال أسبوع بعد عملية طعن ودهس الأسبوع الماضي في مدينة بئر السبع في الجنوب أودت بحياة 4 إسرائيليين، وإطلاق نار بمدينة الخضيرة في الشمال الأحد أسفر عن قتيلين، قُتل الثلاثاء الماضي 5 إسرائيليين.
اعتداءات متواصلة
من جهته، أكد نائب رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمود العالول، خلال لقائه برئيس مكتب تمثيل ألمانيا لدى فلسطين أوليفر أوفتشا، في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، أن حالة التوتر الأخيرة هي "نتاج سياسات حكومة الاحتلال الإسرائيلي".
وقال نائب رئيس حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، إن "الاحتلال يدفع بحالة من التوتر التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، وهو نتاج السياسات التي تتبناها حكومة دولة الاحتلال".
وأوضح أن السياسات الإسرائيلية يتخللها "قتل بدم بارد للفلسطينيين، وانتهاكات وتهويد للقدس ومقدساتها، وما يواجهه الفلسطينيون من اعتداءات متواصلة من قبل المستوطنين".
وأشار العالول إلى أن "أكثر من 20 فلسطينيا استشهدوا منذ مطلع العام 2022، بينهم أطفال وشباب وكبار في السن".
ودعا المجتمع الدولي إلى "القيام بدوره المطلوب للجم الاحتلال، ووقف سياساته أحادية الجانب التي تقوض فرص وجود الحل على أساس حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)".
وكانت مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية قد توقفت منذ أبريل/ نيسان 2014، لأسباب بينها رفض إسرائيل وقف الاستيطان وإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو / حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.